رئيس التحرير
عصام كامل

الفوضى والقمع والحرب الأهلية نتاج 3 سنوات من الربيع العربي.. "الإندبندنت": تونس بدأت موجة التغيير وطالت مصر وسوريا وليبيا.."الجزيرة" لعبت دورا في عملية التغيير.. الأوضاع بمصر وليبيا عادت أسوأ

صحيفة الإندبندنت
صحيفة الإندبندنت البريطانية

أيام قليلة وتنتهي ثلاث سنوات من ثورات الربيع العربي التي اندلعت في عدد من بلدان الشرق الأوسط، والنتاج الوحيد للطموحات التي أملت فيها شعوب تلك البلدان هو الفوضى والقمع والحرب الأهلية، مما يؤكد حالة عدم النضج السياسي للثوار وللشعوب وربما عدم تعلم الأنظمة الحاكمة من أخطاء سابقيهم المعزولين.


وأشارت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إلى "محمد بوعزيزي" الذي أضرم النار في نفسه وكان مشعل الثورة التونسية الذي ضحى بنسه احتجاجا على مضايقات الشرطة التي منعته من كسب رزقه وإطعام عائلته، وأعقب وفاته مظاهرات ضد الدولة البوليسية التونسية التي انهارت بسبب وطأة الظلم.

وسرعان ما تسرب نسيم التغيير إلى مصر وانتشرت الاحتجاجات وأطاح المصريون بالرئيس الأسبق "حسني مبارك" الذي كان يسعى لتوريث الحكم لابنه. وبعد وقت قصير، انتشر الربيع العربي في المنطقة ضد الجمهوريات الراديكالية والأنظمة الملكية الوراثية وحينها شعرت جميع دول المنطقة بالتهديد.

وذكرت الصحيفة أن الأنظمة العسكرية التي أنشئت في أواخر الستينات ووقت مبكر من السبعينات تحولت إلى أنظمة بوليسية تحتكر السلطة والنفوذ، لكن مع تطور القنوات الفضائية وسبل نقل المعلومات وفضح الأسرار والمخططات، مثل شبكة الجزيرة، لم تعد فكرة السيطرة على الدول والشعوب ممكنة، وهنا بدأ التفاؤل بالتغيير في الشرق الأوسط مناظرة بشرق أوربا في التسعينات.

ولكن الواقع فرض نفسه مجددا في دول مثل مصر وليبيا، باستثناء تونس، حيث ما زالت في مضمار الثورة بل يمكن القول في حالة أسوأ مما كانت عليه قبل الربيع العربي. 

ولفتت الصحيفة إلى أن دولة مثل مصر بعد أن تمكنت من تنصيب أول رئيس منتخب "محمد مرسي" لتخطو على طريق الاستقرار، خرج الجيش ليطيح بالإخوان وقتل المئات في الشوارع واعتقال الآلاف لتعود مصر إلى أسوأ مما حدث في ظل حكم "السادات" أو "عبد الناصر" أو حتى "مبارك".

وفي ليبيا، باتت الميليشيات المسلحة هي القوة الحاكمة الحقيقية في الشارع بينما لقي الثوار مصرعهم أو تاهوا في غيابات الظلام، أما سوريا فتحولت من طبيعة الانتفاضات الديمقراطية إلى كابوس العنف الطائفي الذي أجبر نحو ربع السكان من الفرار من الحرب الأهلية المندلعة في البلاد.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الثورات تركت الاقتصاد في تلك البلدان يتهاوى ويترنح من السيئ للأسوأ وتبددت آمال الشعوب التي أملت في المزيد من التحسن الاقتصادي، بل حدث العكس وانخفضت معدلات النمو وزادت نسب البطالة ولم تتحقق أي من أهداف الثورات التي كان شعارها في مصر "عيش وحرية وعدالة اجتماعية".

ورأت الصحيفة أن في الفترات الانتقالية التي شهدتها دول الربيع العربي كانت أيضا مولدا لثورات مضادة من هؤلاء الذين كانوا منتفعين من الأنظمة السابقة ورجال الحكام الدكتاتوريين وهم ما يطلق عليهم في مصر "الفلول".. ولكن الأسوأ أن الثوار قابلوا مثل هذه التحركات المضادة بسذاجة وعدم نضج سياسي، مكنت بعض أعداء الديمقراطية من العودة إلى المشهد السياسي.

وانتهت الصحيفة قائلة إن مستقبل الربيع العربي ما زال مجهولا في ظل وجود فجوات وفراغات على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية لم تجد الشعوب من يملؤها.
الجريدة الرسمية