رئيس التحرير
عصام كامل

"واشنطن بوست" تدعو الغرب للضغط على روسيا لتعزيز حقوق الإنسان

صحيفة واشنطن بوست
صحيفة واشنطن بوست

طالبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية دول الغرب بممارسة ضغوط على روسيا بهدف تعزيز حقوق الإنسان في البلاد، مؤكدة أن الرقابة الغربية لوضع حقوق الإنسان في روسيا يمكن أن تغير من حسابات الرئيس فلاديمير بوتين خاصة خلال الفترة المقبلة.


وأكدت الصحيفة -في مقال افتتاحي بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- ضرورة إحراز مزيد من المكاسب بشأن حقوق الإنسان في روسيا، لاسيما بعد إطلاق سراح إمبراطور النفط السابق ميخائيل خودوركوفسكي الذي وصل إلى المانيا بعدما أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عفوا عنه بعد سجنه لمدة 10 سنوات.

وألمحت الصحيفة إلى أن هذه المكاسب ومن بينها إطلاق سراح خودوركوفسكي وغيره من السجناء جاءت نتيجة لضغوط غربية فيما يتعلق بحضور دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية المقبلة في سوتشي.. مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكلا من رئيسي فرنسا وألمانيا أعلنوا عزمهم عدم حضور دورة الألعاب الأوليمبية التي من المقرر أن تستضيفها مدينة سوتشي الروسية المطلة على البحر الأسود في شهر فبراير المقبل، فيما اعتبر على نطاق واسع بأنه يمثل احتجاجا على القانون الروسي الجديد المناهض لحقوق المثليين.

واعتبرت الصحيفة أن العفو الذي أصدره الرئيس بوتين عن خودوركوفسكي وهو الممول السابق لحملات سياسية إنما يدل على قلقه من أن يتأثر الحدث وهو دورة الألعاب الأوليمبية الذي كلفه نظامه أكثر من 50 مليار دولار سلبا؛ بسبب سجله الفظيع بشأن حقوق الإنسان.

ورجحت الصحيفة أن تلقى هذه الخطوة التي قام بها بوتين ترحيبا، على الرغم من إشارة مجموعة حقوق الإنسان "فريدم هاوس"، إلى أنه لم يكن من المفترض سجن خودوركوفسكي في المقام الأول أو حتى احتجازه لمدة عشر سنوات بموجب ترسانة قوانين على النمط السوفييتي.

وأوضحت الصحيفة أن الإفراج عن السجناء لا يعكس فقط قلق بوتين بشأن دورة الألعاب الأوليمبية في سوتشي بل أيضا ثقته بشأن نجاحه في سحق المعارضة، مشيرة إلى أنه تم اخماد حركة معارضة في البلاد ونزح عدد كبير من أعضائها إلى الخارج عقب 18 شهرا من القمع.

وفي الوقت نفسه، شن بوتين حملة ضد حقوق المثليين لإظهار روسيا كقوة محافظة تقف ضد ما يسمى بـ"التسامح وأحرار الجنس والعقم"، على حد تعبيره في خطابه الأخير.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما وحتى خلال الفترة الأخيرة، لم تتخذ رد فعل يذكر إزاء هذه "الإساءات"، ولذلك فإن إعلان البيت الأبيض بأن الوفد الأمريكي إلى سوتشي لن يرأسه أوباما أو نائب الرئيس جو بايدن ولكن سيضم أسطورة التنس بيلي جان كينج وهي امرأة مثلية، من المؤكد أنه مثل صدمة لبوتين.

وأكدت الصحيفة أن فرض المزيد من الضغوط بشأن حقوق الإنسان في روسيا قد يؤتي بثماره، ولا سيما قبل دورة الألعاب الأوليمبية، ومع ذلك انتقدت الصحيفة موقف الإدارة الأمريكية المتذبذب، مشيرة إلى أن هذه الإدارة كان من المقرر أن ترفع تقريرا إلى الكونجرس بشأن تنفيذ قانون ماجنيتسكي، والذي ينص على فرض عقوبات ضد منتهكي حقوق الإنسان في روسيا من خلال حجب تأشيرات السفر لهم إلى الولايات المتحدة وتجميد أصولهم الأسبوع الماضي.

وقال مسئولون في الإدارة للكونجرس إنهم كانوا يستعدون لإضافة نحو 20 مسئولا إلى قائمة العقوبات، ولكن عندما صدر التقرير أمس الجمعة لم يتضمن أي اسم.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله: "إن الإدارة عازمة على التنفيذ الكامل للقانون بإدراج المزيد من الأسماء كلما اقتضى الأمر".

واختتمت الصحيفة مقالها متسائلة: "ولكن إذا كان هذا هو الحال، لماذا لم يتم حتى الآن إصدار القائمة التي أعدتها بالفعل وزارتا الخارجية والخزانة؟".
الجريدة الرسمية