رئيس التحرير
عصام كامل

2013..عام المناوشات الثقافية- الإخوانية.. انتفاضة المثقفين للإطاحة بالوزير الإخواني علاء عبد العزيز أهم محطاته.. ثورتهم كانت شرارة الثورة الشعبية في 30 يونيو.. ووفاة "الفاجومي" تعمق الأحزان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الحياة الثقافة كغيرها من أوجه الحياة تؤثر في المجتمع وتتأثر به، وليس من المنطقى أن تزدهر الثقافة في بلد يعانى من تدهور سياسي واقتصادى وأمنى، وفى المقابل لا يمكن أن تنحدر الحياة الثقافية في بلد ديمقراطى يتسم باستقرار سياسي واقتصادى وأمنى. ومن عجب أن يتأثر حال الثقافة في مصر خلال عام 2013 بالوضع السياسي ليصبح العام الثقافى الفائت مليئا بالضطرابات والمناوشات والاستقالات.

وبالعودة إلى بداية عام 2013 ورصد أهم الأحداث الثقافية بهذا العام نجدها تبدأ بــ: افتتاح مرسي معرض الكتاب لدورته الـ 44 في "يناير 2013".

حيث قام الرئيس المعزول محمد مرسي وصابر عرب وزير الثقافة بالفتتاح الدورة الـ 44 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وكانت ليبيا هي ضيف شرف المعرض هذا العام، وشهد العام استقالة الدكتور صابر عرب من منصبه كوزير للثقافة في أول فبراير احتجاجًا على التجاوزات الأمنية والتي تجلت في سحل المواطن "حمادة صابر"، أمام قصر الاتحادية.

وبعد استقالة عرب من وزارة الثقافى، أعلنت رئاسة الجمهورية حينها تولى الدكتور علاء عبد العزيز - وهو المعروف بميوله واتجاهاته الإخوانية- وزيرا للثقافة.

ومن هنا بدأت الأزمات والمناوشات الثقافية في الاشتعال، وبدأ موسم إقالات واستقالات مسئولى الثقافة، وبدلا من تركيز المثقفين والمسئولين جهودهم على الإبداع الثقافى، انشغل المثقفون بحال البلد والتدهور السياسي الذي تمر به وتوحدت السياسة والثقافة التي دخل أهلها عالم الاستقالات والاعتصامات.

وشهد شهر مايو ويونيو مجموعة كبيرة من استقالات مسئولى الثقافة اعتراضا على السياسات الإخوانية لعلاء عبد العزيز، والمحاولات المستمرة لدفع العناصر الإخوانية إلى مراكز عليا داخل وزارة الثقافة.

و أصدر علاء عبد العزيز صباح يوم 28 مايو 2013 قرارا بإقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم من منصبها كرئيسة لدار الأوبرا المصرية، وإنهاء انتدابها من معهد الكونسرفتوار بأكاديمية الفنون، وانتداب وكيل الأوبرا، رضا الوكيل، لتسيير الأعمال بدلا منها.
ونتيجة لهذا القرار ثار موظفو الأوبرا وجميع العاملين بها وهددوا بالاعتصام في حال عدم عودة عبد الدايم لمنصبها، وثار المثقفون لهذا القرار.

كما استقال الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي من رئاسة تحرير مجلة إبداع، احتجاجا على قرارات وسياسات وزير الثقافة الجديد علاء عبد العزيز، وأبدى استياءه من قرارات الوزير وإقالة عبد الدايم، والسياسات الإخوانية التي بدأت تتغلغل داخل الوزارة.

وقدم سعيد توفيق، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، استقالته من منصبه يوم الأربعاء الموافق 26 مايو، احتجاجا على سياسة وزير الثقافة، علاء عبد العزيز في تصعيد صغار الموظفين ممن ينتمون للإخوان، وسوء معاملته لكبار قيادات الوزارة، وعدم دفاعه عن الثقافة، أمام الأقلام المحمومة التي تريد تجميد عمل المجلس وإلغاء جوائز الدولة.


ثم تقدمت رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، دكتورة كاميليا صبحي باستقالتها لوزير الثقافة، يوم الإثنين  الموافق3 يونيو.
  
وجاءت الاستقالة في ظل السياسة غير الواضحة التي يتبعها وزير الثقافة علاء عبد العزيز من خلال إصداره عددا من القرارات بإنهاء ندب عدد من القيادات الثقافية في مناصبهم دون أي أسباب واضحة.

كما شهدت وزارة الثقافة انتفاض المثقفين وثورتهم على سياسات الوزير الإخوانى علاء عبد العزيز، والمحاولات المستمرة لأخونة وزارة الثقافة، وأعلنوا الثورة عليه حيث خرج الكتاب والأدباء والفنانون في مظاهرة غاضبة، وطوقوا مكتب وزير الثقافة علاء عبدالعزيز، ورددوا هتافات منددة بالوزير وجماعة الإخوان المسلمين، وتعهدوا بعدم مغادرة موقع الاعتصام حتى استقالة الوزير.

وبالفعل بدأ الاعتصام المفتوح للمثقفين والأدباء والكتاب أمام مقر وزارة الثقافة يوم الأربعاء الموافق 5 يونيو 2013، وأعلن المعتصمون عدم مغادرة المكان وفض الاعتصام حتى إقالة الوزير الإخوانى.

وحاولت مجموعات من جماعة الإخوان اقتحام اعتصام وزارة الثقافة وفضه والتعدى على المعتصمين لكنهم لم يتمكنوا من ذلك واستمر الاعتصام، كان ذلك في يوم 11 يونيو 2013.

- وخلال فترة الاعتصام قامت ثورة 30 يونيو والتي شارك فيها عدد كبير من المثقفين، وتم عزل محمد مرسي وجماعة الإخوان من حكم مصر.
وتقدم علاء عبد العزيز باستقالته من منصبه كوزير للثقافة في يوم 6 يوليو 2013 بعد عزل محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية.

وأبدى عبد العزيز اعتراضه على نتائج ثورة 30 يونيو، واصفا ما حدث بالانقلاب وأنه لن يستمر كوزير في حكومة الانقلاب.

وفى 9 يوليو 2013 أعلن الكاتب الكبير بهاء طاهر إنهاء اعتصام رموز الحركة الوطنية من المثقفين والفنانين بمقر وزارة الثقافة، حيث حقق الاعتصام أهدافه برحيل علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، ومن ثم رحيل نظام جماعة الإخوان المسلمين عن حكم مصر، متمثلًا في رئاسة محمد مرسي، بعدما رفع المثقفون والفنانون سقف مطالبهم برحيل الإخوان عن حكم مصر.

وبعد استقالة عبد العزيز وزوال حكم الإخوان، عاد صابر عرب مرة أخرى ليشغل منصب وزير الثقافة في حكومة حازم الببلاوى الانتقالية في 16 يوليو 2013،بعد استقالته من حكومة هشام قنديل السابقة اعتراضا على حكم الإخوان. 

و بادر الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، في الحكومة الانتقالية الحالية، بإلغاء جميع القرارات التي اتخذها علاء عبد العزيز بإقالة القيادات الثقافية بالوزارة.

وأعاد عرب الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسًا لدار الأوبرا؛ حيث اصطحبها، وسط فرحة عارمة من العاملين إلى مكتبها بالأوبرا.

كما أعاد الدكتور سعيد توفيق إلى موقعه أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للثقافة، وكان توفيق قد سبق وقدم استقالته؛ اعتراضًا على إقالة القيادات الثقافية.

ومن ناحية أخرى، أصدر قرارًا بإعادة ندب المهندس محمد أبو سعدة، رئيسًا لقطاع مكتب وزير الثقافة، بجانب عمله رئيسًا لصندوق التنمية الثقافية، أيضًا إعادة ندب العاملين بهيئة مكتبه بمقر الوزارة، كما بدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية، لمخاطبة جامعة عين شمس، بشأن عودة انتداب الدكتورة كاميليا صبحي، رئيسًا لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية من جديد.

وكذلك أعاد ندب أحمد مجاهد رئيسا للهيسة العامة للكتاب، الدكتور عبد الله الناصر حسن رئيسا للإدارة المركزية لدار الكتب والوثائق.

واستكمالا للتأثر بالحالة السياسية التي تمر بها البلاد تم إلغاء بروتوكول التعاون الثقافي بين مصر وتركيا، الذي تم توقيعه في 2012، وذلك بعد توتر العلاقات بين مصر وتركيا بعد سقوط مرسي وجماعته، وطرد السفير التركى من مصر.

وتسعى الحياة الثقافية إلى العودة إلى نشاطها وطبيعتها، بعد عام ملىءبالتوترات السياسية الثقافية، في محاولة لتطوير الوضع الثقافى في مصر، وندخل في مرحلة توترات ثقافية ثقافية.

وأطلق القائمون على فعالية الفن ميدان حملة دعم الفن ميدان أول ديسمبر 2013، مطالبين بدعم عرب ووزارة الثقافة لهم بدلا من دعم المشروعات التقليدية الأخرى التي لا تخدم الثقافة، في إشارة إلى أنه لا يمكن استمرار الفعالية كل شهر دون دعم. 
افتتاح قصر ثقافة "بهاء طاهر" بالأقصر.. ديسمبر 2013.

وبعد عام مليء بالتوترات البعيدة عن الإبداع الثقافى قام سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة في 3 ديسمبر 2013 بالاحتفال مع أهل مدينة الأقصر بالروائي الكبير بهاء طاهر وافتتاح قصر ثقافة الأقصر بالمحافظة.

وينتهى عام 2013 الثقافى نهاية مؤسفة حيث نفقد "جيفارا" مصر الشاعر المناضل الشجاع أحمد فؤاد نجم في 4 ديسمبر 2013، لتفقد مصر أحد أهم شعراء العامية ومؤجج الثورات بها. 

وعلى صعيد آخر، صدر في عام 2013 مجموعه كبيرة من الكتب والرويات المؤثرة ومنها: دوامات التدين، فقه الثورة، متاهات الوهم" للدكتور يوسف زيدان "المرشد" لأشرف العشماوى و"نادي السيارات" للدكتور علاء الأسوانى و"المانفيستو" لمصطفى إبراهيم والكلاب لا تأكل الشيكولاته" لعمر طاهر و"قواعد العشق الأربعون" للكاتبة التركية إليف شافاق و"المرحوم" لحسن كمال و"الفيل الأزرق" لأحمد مراد و"جنة الإخوان" لسامح فايز و"ابن الجماعة" لأحمد حسام الدين.
الجريدة الرسمية