رئيس التحرير
عصام كامل

هذا هو الرئيس القادم !


ليست خفة الدم والظرف والفكاهة هي وحدها التي يتسم بها المصريون.. مع خفة دمهم لديهم فطنة وذكاء فطرى.. هم كما يقال يفهمونها وهى طائرة!

وما قرأته على أحد المواقع عن حكى سائق تاكسى عن حال البلاد يؤكد بوضوح ذلك.. يقول السائق:

ياباشا مصر زى العربية الزيرو كان سايقها مبارك وماشى على ٥٠ كم والعربيات التانية بتعدى من جنبه زى الصواريخ.. كوريا على ١٣٠ كم وماليزيا على ١٤٠ كم ومعها.. البرازيل.. الهند.. تركيا.. الصين.. وكل ما حد يقوله امشى يرميه من العربية في وسط الطريق.. واللى زاد الطينة بلة الواد جمال عمال يلعب في الفتيس والكلاكس والهاندبريك.. المهم نزلنا مبارك ركب مرسي وبعيد عنك مش عارف مكان الكونتاكت والناس تقوله انزل يقول أنا اللى معايا الرخصة، ياعم انزل مش بتعرف تسوق يقول لهم لا أنا اللى معايا الرخصة.. ومركب عيلته وعمالين يلعبوا في الشبابيك والأكر ويقطعوا في فرش العربية، قاموا عدوا على لجنة فيها السيسى.. شاف حال العربية صعبت عليه قام لازق مرسي على قفاه ومنزله ومنزل اللى معاه ونده على رجل طيب اسمه عدلى منصور وعمل له رخصة مؤقتة لحد ما الركاب يختاروا سواق جديد يسوق العربية!

وهكذا رغم بساطة الكلمات والتشبيهات في كلام سائق التاكسى عن حال البلاد إلا أنه لا يخلو من الفهم العميق جدًا لما شهدته البلاد على مدى ثلاث سنوات.. وكذلك لا تخلو من الحكمة التي وصل إليها هذا المواطن العادى الذي لا علاقة له بالنخبة وتحليلاتها المعقدة.. لقد لخص هذا السائق في كلامه ما تحتاجه البلاد الآن بدقة.. إنها تحتاج من وجهة نظره لمن يفهم فنون القيادة ويجيدها وحريص على مصلحة الوطن وأهله ولا يسمح لأبنائه أو أبناء جماعته بالعبث في هذه المصلحة وتهديد أمنها.

وهكذا مصر في تقدير المواطنين البسطاء لا تحتاج لمن يتشوق لمقعد الحكم ويحلم بقصر الرئاسة، وإنما لمن هو قادر فعلًا على قيادة هذا البلد ويمتلك مؤهلات القيادة.. وهذا هو القائد الجديد لمصر الذي سوف يختاره هؤلاء المواطنون.. لذلك لن يختار هؤلاء الطامع في الحكم والرئاسة أو الذي يحارب شعبه لاستعادة هذا الحكم بعد أن فقده، أو الذي يصر على الاستمرار في خداعهم، أو من يتلقى التعليمات من الخارج وينفذ أوامر الأمريكان.

لذلك على كل هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم ويبتعدوا عن السباق الرئاسى.. فالشعب اختار بالفعل من يريده رئيسًا لأنه وثق فيه وصدقه والأهم اختبره فعندما احتاجه وجده بجانبه لينقذه ويحميه!
الجريدة الرسمية