رحلة المصريين من وإلى 24 يناير 2011
إنها رحلة "توعية" المواطن بوطنه، والقضاء على مؤامرة نكسة يناير الإخوانية.. إنها لفة الـ 360 درجة من وإلى 24 يناير 2011، ولكن تلك العودة ستكون دون خونة وعُملاء، حيث سيتكفل القانون بهم وبأغلب الأمور العالقة، ليُثبت أن مصر دولة مؤسسات.
ومما مر على مصر، تعلمنا الدرس الأهم: لا شىء باق طالما لا يتفق مع هوية مصر الجامعة عبر القرون.. فأين هي حماسة شباب 25 يناير أو من حركوها في عقول وقلوب الناس؟ أين هم الإخوان وأتباعهم ممن تسيدوا الساحة منذ 25 يناير؟ وأين دستور الإخوان؟ وقريباً سنتساءل حول المزيد، ونسأل: أين؟!
أمور تخبو وتعود، وأمور تظهر فتنعدم.. هكذا هو حال 3 سنوات من عُمر مصر.. نخسر الأرض، تضحيةً منا، لنُعيدها كما كانت، بل بأفضلِ، لأن مصر هي مصر وستظل مصر دوماً هي مصر مرفوعة الرأس بشموخ!!
كان الألم واجب الحدوث، ليُبعث الانتماء إليها في القلوب.. ويُعرفنا بما غاب عنا، بينما نحيا في القلب منه منذ أن تنفسنا النفس الأول في هذه الدُنيا، لنُدرك طبيعة المشاكل، وأن الحلول ليست كما نُسطحها، ولكن بعُمق مصر التاريخي والجُغرافي، في جوار دولة، هي حليف وشريك استراتيجي للولايات المتحدة والغرب كله، ولذا لا تُقارن مصر بماليزيا أو غيرها، لأن الحفاظ على الفجوة التنموية، ما بين مصر وإسرائيل، هو واجب غربي أصيل!!
تمكن منا الفساد، لأن الإفساد كان مُريعا.. نسي المواطن واجبه تجاه وطنه.. لم ينتخب ممثليه قبل 25 يناير بسبب التزوير.. ثم انتخب في انتخابات مزورة بعد 25 يناير.. ولم يستوقفه الأمر، ويظل يقول في ذلك، نفس ما يقوله على مدى 3 سنوات.. لم يستوقفه انكشاف أن مُحركي 25 يناير، في مُجملهم إما خونة أو متلونين.. لم يستوقفه أن كل المشهد منذ 25 يناير – باستثناء 30 يونيو إلى 3 يوليو بالإضافة إلى 26 يوليو – عبثي، يُعبر عن تشويه لمصر!!
هناك من لا تعنيهم كرامة مصر أو شُهدائها، بينما هم أكثر المُتحدثين عنها.. إنه كذب من يُردد الكلمات كثيراً، حتى تُصبح بلا معنى حقيقي له، غير الدفاع عن الحراك الاجتماعي والسياسي الذي حصل عليه، على حساب الشعب وكرامة الوطن.. إنه لا يهتم بالشُهداء، لأنه لا يذكُر شهداء الواجب.. ولم يكن يهتم يوماً بحُكم الإخوان، بل طالب بالإفراج عنهم بعد 3 يوليو ودافع عن انتهاك القانون كثيراً، بل اعتدى على هذا القانون في الموقعة ضد قانون تنظيم التظاهر يوم 26 نوفمبر الماضي.
لقد تغيرت مصر يوم 11 فبراير 2011، بإملاء من الخارج، وليس بإرادة مصرية.. ولذا، فإن العودة إلى نقطة البدء فريضة، لأن كرامة مصر في الميزان، حيث إن مصر لا تتغير بمشيئة أحد إلا الله ثم المصريين فيها.. وبالطبع يؤمن مُدعو التغيير بثقافة "معلش عديها"، ولكن تلك جزء من فساد كان، ويجب وأن يُقضى عليه، والأمر حينما يتعلق بكرامة مصر، لا يوجد من يُعرقله، إلا خائن!!
ستأتي مرحلة تغيير مصر بعقولنا وأيدينا وليس بعقول وأيدي من أملى ومن اتبع من أملى علينا!! فمصر ليست مُستعمرة تمضي وراء عُملاء!!
مصر حرة دوماً وستظل، وقرارها من داخلها ومن رجال وطنيين، يعرفون قدرها!!
سنعود إلى نقطة البدء ليلة 24 يناير 2011، لاستكمال التغيير للأفضل بأيدينا وبوعي اكتسبناه حول بلادنا وحُب بُعثَ من جديد، وليس بيدي أو عقل أو مشاعر أحدٍ سوانا ولن نقبل بأي شىء زاد علينا من أوباما وأتباعه في مصر!!
فلا يصح لمصر، إلا الصحيح!!
تحيا مصر