رئيس التحرير
عصام كامل

هانى رسلان: ما يحدث في جوبا صراع قديم على السلطة.. رئيس وحدة السودان: على مصر مراقبة ما يحدث واستغلال الفرص المتاحة لتحقيق مكاسب.. والصراع الدموي في الجنوب يعيد رسم التوازنات في دول حوض النيل

هاني رسلان رئيس وحدة
هاني رسلان رئيس وحدة السودان

قال هاني رسلان رئيس وحدة السودان، ودول حوض النيل بمركز الأهرام الإستراتيجي، إن ما يحدث في دولة جنوب السودان ليس انقلابًا بالمعنى المفهوم، بل هو صراع قديم على السلطة يتجدد الآن، موضحًا أن هذا الصراع متصل أيضًا بالتكوين القبلي للجنوب وتناقضاته الهائلة. 

وأضاف «رسلان»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه يمكن إيجاز المسألة في صراع بين الرئيس «سيلفا كير وجماعته»، حيث ينتمي «كير»، إلى فرع «قوقريال» القوى في قبيلة الدينكا، بينما خصومه الحالييين يعبرون عن تحالف ضلعه الأول «رياك مشار» النائب السابق للرئيس، والذى ينتمى إلى قبيلة «النوير» وهى ثانى أكبر القبائل الجنوبية، والمعروفة بشراستها في القتال، والأخطر من ذلك أن أغلب بترول الجنوب يقع في أراضيهم.

الجناح الثاني، للتحالف المعارض لـ«كير» يضم «ربييكا» أرملة الراحل جون قرنق، وبعض أبناء منطقة «أبيي» المنتمين إلى الدينكا نقوك، مثل دينق ألور وإدوارد لينو، وفرع نقوك ضعيف من الناحية العددية، ولكنهم كانوا أسبق في التعليم لقربهم من الشمال ويستمدون قوتهم السياسية من صلاتهم بالغرب ومعهم باقان آموم، وهو ينحدر من قبيلة الشلك وهى ثالث أكبر القبائل الجنوبية.

ولفت «رسلان» إلى أن هناك تاريخا طويلا جدًا من الصراع وبحور الدم بين قبائل الجنوب، وهذا التاريخ ما زال ماثلًا وتجدد وقائعه الدامية، مضيفًا أن انشقاق «مشار» ومعه «لام أكول» أحد زعماء الشلك في عام ١٩٩٢، ضد سيطرة «قرنق» المطلقة آنذاك على الحركة الشعبية، وقد خسر الجنوبيون في المعارك الوحشية التي نتجت عن ذلك، أكثر مما خسروه في معاركهم مع الشمال.

وذكر أن التحالفات تتغير وتتبدل ولكن تبقى القبيلة هي العامل الأكثر ثباتا في كل المعادلة السياسية، وبعد الأنباء الأخيرة عن سقوط مدن «بور» ثم «أكوبو» في يد «مشار»، ثم دخول قوات أوغندية إلى جوبا، فإن أوضاع الجنوب تبدو وكأنها على وشك الانفجار الشامل. 

وفيما يتعلق بتأثير ذلك على شمال السودان وتوازنات حوض النيل، وخاصة مصر، وعلى النفوذ الإسرائيلي الذي يتزايد في هذه المنطقة، علق قائلًا:«إن ذلك يحتاج إلى تفاصيل كثيره ومتداخلة، ولكن على مصر أن تراقب بدقة، وأن تكون مدركة ومتابعة لاتجاهات الصراع، فإعادة رسم التوازنات في حوض النيل سيكون خطرا ودمويًا، ويحمل الكثير من التهديدات، ولكنه يحمل أيضًا بعض الفرص، حسب موقع هذا الطرف أو ذاك». 

وتشهد جنوب السودان أزمة طاحنة، بين رئيس الدولة، سيلفا كير ميارديت، ونائبه رياك مشار، بعد اتهام الأول لنائبه بتدبير محاولة انقلاب عليه، مما دفع البلاد إلى مواجهات عنيفة، نتج عنها مئات من القتلى والجرحى، وفرار للمدنيين.

وتفاقمت الأزمة اليوم بتدخل الرئيس الأمريكى باراك أوباما على الخط، وحضه الفصائل المتقاتلة في جنوب السودان على إنهاء أعمال العنف واستعادة الهدوء والاستقرار والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية لإنهاء النزاع الذي يهدد بوضع البلاد «على شفا» حرب أهلية.

و أعلن أوباما إرسال 45 عسكريا أمريكيا إلى جنوب السودان لحماية المواطنين والمصالح الأمريكية هناك، ونبه إلى «أن القتال الأخير يهدد بجر جنوب السودان إلى الأيام المظلمة في ماضيه»، في تلميح إلى أيام الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه التي تواصلت لأكثر من عقدين وأودت بحياة نحو مليوني شخص في البلاد المنقسمة.
الجريدة الرسمية