أوباما يحذر الكونجرس من فرض عقوبات جديدة على طهران
في تحذير نادر، هدد الرئيس الأمريكي أوباما باستخدام "الفيتو" إذا ما لجأ الكونجرس إلى فرض عقوبات جديدة على طهران.
وذلك إثر تقديم 26 سيناتورا مشروع قانون يهدف لتشديد العقوبات.
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما سيستخدم حقه في تعطيل قرار بفرض عقوبات جديدة على إيران قد يتخذه الكونجرس، داعيا إلى عدم تقويض الاتفاق المرحلي حول برنامج طهران النووي.
ويأتي هذا التحذير النادر من الرئيس الأمريكي بعد رفع 26 سيناتورا من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري مشروع قانون يهدف إلى تشديد العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي إذا فشلت المفاوضات الحالية.
وأعلن جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض "لا نعتقد أن هذه الإجراءات ضرورية ولا نتوقع أن تتم المصادقة عليها"، محذرا من أنه "إذا حصل ذلك فإن الرئيس سيستخدم حقه في تعطيلها".
وقال كارني: "نعتقد أنه من المهم استغلال هذا الانفتاح الدبلوماسي والمخاطر المترتبة عن عقوبات جديدة في الوقت الراهن تتمثل في تقويض المفاوضات بينما سمحت الدبلوماسية بتحقيق تقدم".
وأضاف: أن هذا التصويت "قد يتسبب في انقسام المجتمع الدولي" ويفسح المجال أمام اتهام "الولايات المتحدة بسوء النية في المفاوضات".
وكان البيت الأبيض أعرب عن استيائه من فرض عقوبات جديدة، لكنها المرة الأولى التي تلجأ فيها الرئاسة الأمريكية إلى التهديد بتعطيل القرار في هذا الملف.
ويبقى التهديد نظريا إذ أن رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد أعرب عن معارضته فكرة عرض مشروع سريعا على التصويت.
وأكد ريد الذي يشرف على برنامج عمل مجلسه أنه يدعم فكرة إتاحة الفرصة لاستمرار المفاوضات مع إيران.
من جانبه اعتبر أحد معدي المشروع، السناتور الديمقراطي روبرت مينينديز، رئيس لجنة الشئون الخارجية النافذة أن "العقوبات المفروضة على إيران دفعتها إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات وأن تهديدا يتمتع بالصدقية بفرض عقوبات جديدة سيرغم إيران على التفاوض والتحرك بحسن نية".
يذكر أن إيران وست قوى عالمية قد بدأت محادثات على مستوى الخبراء في جنيف يوم الخميس بشأن سبل تنفيذ الاتفاق المؤقت الذي يلزم طهران بتقييد برنامجها النووي، مقابل تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية.
وأوقف الدبلوماسيون الإيرانيون المحادثات الأسبوع الماضي بعد قرار الولايات المتحدة إضافة 19 شركة وفردا من إيران إلى قوائم العقوبات.
وكانت الدول الكبرى (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا) قد توصلت إلى اتفاق مرحلي مع إيران حول برنامجها النووي.
وينص الاتفاق الذي اعتبر اختراقا كبيرا بعد سنوات من التعثر، على عدم اتخاذ عقوبات جديدة بحق إيران خلال فترة مرحلية من ستة أشهر وافقت خلالها طهران على عدم تطوير برنامجها النووي المثير للجدل ريثما يتم التوصل إلى اتفاق أوسع.
يشار إلى أن أوباما لم يستخدم خلال سنوات رئاسته الخمس، منها ثلاث في تعايش مع مجلس نواب يهيمن عليه الجمهوريون، حقه في هذا الفيتو سوى مرتين.
أ.ح/ ف.ي (أ ف ب، د ب ا)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل