رئيس التحرير
عصام كامل

إمام وخطيب.. بدرجة غفير


قد يبدو العنوان صادما بالنسبة للبعض، بحجة أن العلماء هم ورثة الأنبياء بمن فيهم أئمة وخطباء المساجد، ولكن الواقع يختلف عن المأمول، فنجد أئمة تركت مساجدها لتبحث عن لقمة العيش ليسدو به رمق أطفالهم المساكين، فخلعوا الزي الأزهري وتركوا المساجد وعملوا موظفين بالمطاعم، وسائقي توك توك، وللأسف كان هذ التحول الغريب على مدي سنوات مضت تحت إشراف وزارة الأوقاف، الوزارة الدعوية الوحيدة في البلاد، وعلي الرغم من أن مهمتها هو الارتقاء بالدعوة والدعاة، إلا انها أهملت الاثنين، فلا دعوة حققت ولا دعاة ارتقت، واتجهت لبيزنس التعيينات وسرقة أملاك الأوقاف، وجني قيادات الأوقاف أموالا طائلة من عرق الأئمة البسطاء، وخريجي الأزهر الشرفاء، أموالا سرقت ونهبت كانت كفيلة بتحقيق الكفاية المادية للأئمة.


وفي كل مشهد يخرج الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف ليؤكد أنه يحرص على النهوض بالدعوة والدعاة، ولكن أفعال الوزير كانت على عكس طموح الأئمة أو حتى المتابعين للملف الديني، معالي الوزير المشكلة ليست في أن يدون اسمك في سجلات الوزارة أنك استطعت أن تحصل للأئمة على كادر من الدولة، بل الأهم أن تسجل حروف اسم من نور، ياليتك لم تتقدم بهذا المشروع لوزارة المالية، لسببين أساسيين، أولهما رفض شريحة عريضة من الأئمة لهذا الكادر، أما الثاني فتكون قد ضيعت على الأئمة فرصة المطالبة بكادر مرة أخرى يحقق مطالبهم المشروعة في حياة إنسانية كريمة، لم يتحقق منها الحد الأدنى حتى الآن.

أنسيت معاليك حين دخل الأئمة في اعتصام مفتوح لمدة 6 أيام قضوا لياليهم على رصيف شارع صبري أبو علم أمام الديوان العام للوزارة، مثل أطفال الشوارع والبلطجية، وعرضوا حياتهم للخطر، في سبيل النهوض بالأحوال الصحية والمادية لهم، في مشهد مؤلم ومهين للعمامة الأزهرية، أراك اليوم ترغب في أن تعيد المشهد مرة أخرى بعد ثورثين متتاليتين تطالب بــ"عيش والحرية والعدالة الاجتماعية".

إن هذا الوطن لن يرتقي شأنه إلا بأئمة وخطباء المساجد، فهم قادون على تشكيل الوعي وبث روح الوحدة والعمل في نفوس المواطنين خاصة الشباب صغير السن الذي يتجه أن يتناول المخدرات وتدمير مقدرات بلاده دون أن يدري، الحل هو الأئمة والدعوة الوسطية الأزهرية.. معالي الوزير، فاقد الشيء لا يعطيه فالبلاد لا تنتظر شيئا من إمام لا يجد ما يسد به رمقه.
الجريدة الرسمية