أيام "الصاغ الأحمر" الأخيرة.. خالد محي الدين
خبر"مثير" تناقلته وسائل الإعلام المصرية مساء أمس عن قرار جمهوري بمنح اسمي الرئيس الراحل محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر والسيد"خالد محي الدين" أحد الضباط الأحرار"قلادة النيل".
الخبر يُصحح عوارا على نحو جعلني أعلق في حينه أن القرار قد تأخر دهرًا، ويبقي الحديث عن محمد نجيب في حاجة لإفراد مستقل عن الرئيس المعزول المحددة إقامته في منزل زينب الوكيل بالمرج إلى أن تم إطلاق سراحه كهلا ليلقي ربه في عام 1984 بعد تجربة مثيرة حملت مرارة لاتفارق سواء للواء محمد نجيب أو عند الحديث عنه.
أما عن الشخص الثاني الذي تم منحه قلادة النيل وهي بالمناسبة أعلي وسام مصري لايمنح إلا للرؤساء فهو"خالد محي الدين" أو الصاغ الأحمر الشهير بحسب ما أطلق عليه من الرئيس جمال عبد الناصر، وقد اختلف مع الضباط الأحرار مناديًا بعودتهم لثكناتهم وبحكم مدني على هامش أزمة مارس سنة 1954 الشهيرة ليقدم استقالته ويسافر لسويسرا شبه منفيا ليعود بعدها ليكمل مسيرته بعيدا عن الضباط الأحرار الذين لازموا جمال عبد الناصر ليختفوا الواحد تلو الآخر ليبقي عبد الناصر فقط رئيسا والسادات نائبا في تاريخ مثير مازال خفيًا على أجيال بأكملها.
الصاغ الأحمر خالد محي الدين هو من أسس جريدة المساء بعد عودته من سويسرا ثم ترأس مجلس إدارة أخبار اليوم واتهمه السادات بأنه شيوعي وهو من أسس حزب التجمع اليساري في العهد الساداتي ليترك رئاسته لنائبه الشهير رفعت السعيد مُعتزلا الحياة العامة ليختاره الحزب زعيما تاريخيا ليختفي عن الأضواء.
وهاهو خالد محي الدين المولود في كفر شكر بمحافظة القليوبية سنة 1922 وقد تخرج من الكلية الحربية سنة 1940 وقد كان أصغر الضباط الأحرار....هاهو في أيامه الأخيرة يُكرم رسميا بعدما تم إبعاده لأنه اختلف مع رفاقه في تنظيم الضباط الأحرار مبتغيا الديمقراطية ليجني عاقبة قراره في تاريخ مثير لم يكشف النقاب عنه إلا بعدما كتب مذكراته في الثمانينيات تحت عنوان" الآن أتكلم"، وقد تكلم ولكن بعد فوات الأوان.
ويبقي تاريخ مصر مثيرًا لاسيما في فترة بدايات ثورة 23 يوليو التي لم يؤرخ لها بعد علما بأن وثائق ثورة 23 يوليو قد اختفت بعضها، فيما لايزال بعضها موجودا لدى الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بحكم ملازمته جمال عبد الناصر حتى النهاية والبعض الآخر في غياهب النسيان!.