"هيومان ووتش" ترصد انتهاكات بحق الجماعات العرقية في جوبا
رصدت منظمة هيومان رايتس ووتش (المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان) اليوم الخميس العديد من الانتهاكات المرتكبة خلال الصراع الدائر في جنوب السودان سواء من قبل جنود جيش جنوب السودان الذين يستهدفون أفراد قبائل "النوير" أو جنود قبائل النوير الذين يستهدفون أفرادا من قبائل "الدينكا".
وأفادت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني عن الأحداث في العاصمة جوبا بأن جنود جيش جنوب السودان يستهدفون الجماعات العرقية المتمركزة في المناطق عالية الكثافة السكانية ويطلقون عليهم النار بشكل عشوائي منذ بداية الاشتباكات في الخامس عشر من ديسمبر الجاري مما أوقع الكثير من القتلى من المدنيين ووفقا لشهادات شهود العيان والضحايا، فإن الجنود يستهدفون بشكل خاص الأفراد من قبيلة النوير العرقية.
وأضافت المنظمة أن شهود العيان والضحايا أكدوا أن الجنود الحكوميين التابعين للجيش الشعبي لتحرير السودان وقوات الشرطة كانوا يقومون باستجواب السكان عن عرقياتهم وحال معرفتهم بانتماءهم لعرقية "النوير" يقومون بإطلاق النار عليهم الأمر الذي أدى إلى نزوح الآلاف من الأشخاص من العاصمة ومن بينهم أكثر من 16 ألف شخص سعوا للحصول على مأوى في مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.
وقال دانييل بيكيلي المدير التنفيذي لقسم أفريقيا في المنظمة: "إن الأعداد الرهيبة للقتلى في جوبا ربما تكون نقطة في بحر كبير من الدماء وينبغي على مسئولي الحكومة مهما كانت انتماءاتهم السياسية، اتخاذ خطوات حاسمة لتجنب المزيد من الانتهاكات ضد المنديين والتخفيف من ارتفاع حدة التوترات العرقية في البلاد".. معربا عن عميق قلقه من الهجمات القائمة على أساس عرقي على جميع الأطراف وما ستؤدي إليه من هجمات انتقامية والمزيد من أعمال العنف.
وأضاف بيكلي "أن بعض قادة جنوب السودان، وخاصة الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق ريك متشار، بحاجة لعمل كل ما بوسعهم عمله لوقف جنودهم عن ارتكاب المزيد من الانتهاكات ضد المدنيين على اختلاف انتماءاتهم وعرقياتهم، وينبغي أيضا على بعثة الأمم المتحدة هناك التأكيد على أنها تنفذ بشكل كامل تعهداتها بحماية المدنيين وأن تقوم بعمل دوريات استباقية في شوارع العاصمة جوبا والمناطق المضطربة مثل بلدة بور".
وتلقت المنظمة أيضا تقارير أخرى تفيد بأنه تم استهداف عرقية "الدينكا" في جوبا وبلدة بور بواسطة جنود "النوير" وهو القتال العنيف الذي اندلع في بور أمس الأربعاء مع ورود تقاير أخرى تفيد بانتشار أعمال العنف في مناطق أخرى في جنوب السودان، فيما لا تزال الحصيلة النهائية للقتلى في جوبا خلال الأسبوع الجاري غير واضحة غير أنه من المرجح أن يكون العديد من المدنيين المنتمين للجماعات العرقية المختلفة قد سقطوا قتلى خلال القتال المحتدم جنوب السودان.
وقال بعض السكان للمنظمة إن الجنود الحكوميين قد دخلوا إلى الأحياء التي يقطنون بها وشرعوا في إطلاق النار بشكل عشوائي وداهموا المنازل، كما أفاد آخرون من عرقية الدينكا أن جنود النوير قد قتلوا الكثير من عائلاتهم منذ بداية النزاع في 15 ديسمبر الجاري.
وأشارت المنظمة إلى أنها تلقت تقارير وصفتها بـ "المزعجة" من بينها شهادات مباشرة لشهود عيان تفيد بقيام القوات الحكومية بنقل ما يقدر بمائتي جثة من إحدى العيادات إلى منطقة جبل لادو قرب جوبا بيد أن المنظمة لم تستطع التأكد من صحة تلك التقارير في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إعلامية وفقا لشهادات شهود عيان رأوا شاحنات بها جثث، أغلبها لجنود، تم نقلهم من مستشفى عسكري إلى موقع آخر.
وطالبت المنظمة السلطات بضرورة توثيق وتصوير جميع القتلى المحتجزين لديهم قبل دفن جثمانيهم حتى يمكن لأفراد عائلاتهم التعرف عليهم.