رئيس التحرير
عصام كامل

رئيسنا جاسوس!


إذا تمت إدانة الرئيس السابق مرسي وقادة جماعته في قضية التخابر، سوف يسجل التاريح أن مصر حكمها لأول مرة في تاريخها جاسوس أو الأدق عصابة من الجواسيس!


إنها كارثة وطنية كم هي كبيرة وضخمة.. فكما تقول الاتهامات الموجهة للرئيس السابق وقادة عصابته إن التخابر لم يحدث فقط وهم في الحكم ولكنه حدث قبل ذلك بسنوات عديدة واستمر بعد الوصول إلى الحكم وأيضا بعد الإطاحة بهذه العصابة من الحكم.. وهذا يكشف حجم الخديعة التي عشناه وصنعها لنا هؤلاء الذين استخدمهم الإخوان للتغرير بالبسطاء منا.. فقد روج هؤلاء كثيرا قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ للتعامل مع الإخوان كفصيل وطني يقبل بقواعد الديمقراطية ويجب أن يتشارك في السلطة.. ثم روج هؤلاء بعد ٢٥ يناير زورا وكذبا أن الإخوان شركاء ثورة وأن محمد مرسي هو مرشح الثورة الذي يتعين انتخابه واختياره.

إن قضية التخابر لا تفضح فقط مرسي وبقية قادة الإخوان، ولكنها تفضح قبلهم هؤلاء الذين يرتدون ثوب الثورة وقبعة الديمقرطية والذين اختاروا لأنفسهم أن يكونوا خدمة سياسيين لعصابة الجواسيس التي حكمتنا.

إن جريمة هؤلاء أكبر وأخطر من جريمة الجواسيس، فهم الذين مكنوا هذه العصابة من رقابنا.. وبعد أن أنقذنا أنفسهم من حكمهم الفاشي المستبد يسعي هؤلاء بدعوي الثورية والديمقراطية تبرير إرهاب وعنف الإخوان وبالتالي مساعدتهم على العودة إلى مقاعد الحكم مجددا.

وإذا لم يكن متاحا محاكمة خدمة الجواسيس قضائيا مثلما تقرر مع الإخوان ومرسي فإن ذلك لا يحول دون محاكمتهم شعبيا وملاحقتهم إعلاميا وسياسيا في كل مكان.. الآن ليس هناك اختيار سوي أن تكون مع الشعب أو ضده ومن يقف ضد الشعب سوف يلفظه المصريون.
الجريدة الرسمية