رئيس التحرير
عصام كامل

الشعب السوري حائر بين أنياب الأسد وقبضة المعارضة.. الجارديان: الجماعات المتشددة تصعق معارضيها بالكهرباء وتنتهك حقوقهم بالسجون.. اعتقال أطفال لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات وجلدهم بالرقة وحلب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وسط اتهامات بالعمالة والخيانة، والعمل وفق أجندات خارجية، وتحميل كل طرف في سوريا للآخر مسئولية المجازر الدائرة هناك، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا حول قيام الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، بارتكاب جرائم تعذيب في المناطق التي تسيطر عليها هناك، وقيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بعمليات قتل دون محاكمة، وتعذيب الأطفال وجلدهم.


وأشارت الصحيفة إلى وجود إدانة دولية من قبل جمعيات حقوق الإنسان للتعذيب والانتهاكات التي تحدث بحق أطفال، لا تتجاوز اعمارهم 13 عاما، وقتل العديد منهم في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة، فضلا عن اعتقال أطفال في الثامنة من العمر.

ولفت تقرير منظمة العفو الدولية إلى أنه يتم تعذيب وإرهاب المواطنين بالسجون السرية في محافظة الرقة وحلب التي يسيطر عليها أعضاء القاعدة، حيث يتم تطبيق الشريعة على المساجين، وتنحية القانون جانبا، بحسب ما جاء بالتقرير.

وسرد التقرير تفاصيل عمليات العنف التي تجري ضد القاصرين، مؤكدا أن هناك أطفالا يتم جلدهم من 30 إلى 40 جلدة في اليوم الواحد لعدة أيام لاتهامهم بالسرقة، وتنفيذ حكم الإعدام في جلسات المحاكم الشرعية التي استغرقت أقل من دقيقة لإصدار الحكم، واتهم التقرير القضاة بممارسة الإرهاب على المعتقلين، الذين من بينهم صحفيون اجانب محتجزون في السجون ومختطفون على ايدي القاعدة.. إضافة إلى تنفيذ حكم الإعدام في بعض الأوقات بالأحزمة الناسفة.

ويأتي هذا التقرير وسط قلق متزايد من الدبلوماسيين الغربيين، حول ارتفاع اعداد أعضاء الجماعات الإسلامية في صفوف المعارضة السورية والتي تهدد بانتكاسة الجيش السوري الحر.

ودعت المنظمة دول الخليج التي تساند الاسلاميين المتشددين في سوريا وخاصة تركيا، باتخاذ إجراءات لمنع تدفق الأسلحة للجماعات الجهادية لارتكابها سبع جرائم حرب على الأقل.

ونوهت الصحيفة إلى أن التقرير شمل أنواع التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون مثل الصعق بالكهرباء، واعتقال الكثير بسبب جرائم ضد الإسلام مثل التدخين، وممارسة الجنس خارج نطاق الزواج والسرقة.

ونقلت الصحيفة عن فيليب لوثر مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنه "بعد سنوات من وقوع الرقة وحلب فريسة لوحشية نظام الأسد، هم الآن يعانون الاعتقال بشكل من أشكال الاستبداد المفروضة عليهم بشكل تعسفي ويتعرضون للتعذيب والإعدام من قبل المعارضين.

وأضاف "لوثر" أن دول الخليج التي أعربت عن تأييدها للجماعات المسلحة التي تقاتل ضد الحكومة السورية، يجب أن تتخذ إجراءات لمنع تدفق الأسلحة والمعدات لهم، في ظل وجود سجل حافل لهذه الجماعات بالمجازر وانتهاك حقوق الإنسان، كما أنه على الحكومة التركية على وجه الخصوص أن تسيطر على أراضيها لمنع وصول الأسلحة والمجندين من خلالها لسوريا.
الجريدة الرسمية