رئيس التحرير
عصام كامل

حصاد 2013 بالشرق الأوسط.. اتفاق تاريخي لطهران يغضب أصدقاء واشنطن.. تفاقم الأزمة السورية.. إسرائيل تحتكر النووي بالمنطقة.. التفجيرات تهدد العراق.. مصر تسير نحو الديمقراطية.. وليبيا ملعب للمليشيات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه من الصعب التنبؤ كيف سيحكم المؤرخون في الأحداث الجارية لمنطقة الشرق الأوسط.

وأضافت أن أي تصور لمستقبل الشرق الأوسط سينطلق من الأحداث التي شهدها خلال عام 2013، وسوف يتضمن اتفاق جنيف بشأن برنامج إيران النووي وتصاعد الحرب الدامية في سوريا وتراجع الآمال السعيدة لثورات الربيع العربي.


وأشارت الصحيفة في تقريرها اليوم الخميس إلى حصاد 2013 لدول الشرق الأوسط، وتولي حسن روحاني منصبه في يونيو الماضي رئيسا لإيران وهي العملية التي أدت إلى اتفاق تاريخي مع الولايات المتحدة وخمس دول أخرى، بشأن برنامج طهران النووي، الذي أسفر عنه تخفيض العقوبات على إيران وفي المقابل وقف تخصيب اليورانيوم لمدة ستة أشهر الى أن يتم اتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي الذي غذى الشكوك في طموحات إيران لامتلاك السلاح النووي.

ولفتت الصحيفة أن الاتفاق المؤقت يواجه معارضة من المتشددين في طهران، ومن الجمهوريين في الولايات المتحدة ومن الصقور في إسرائيل لأن إسرائيل حريصة على احتكارها غير المعلن عن الأسلحة النووية في المنطقة وتجاهل باراك أوباما لذلك.

وفي حال نجاح الاتفاق سيقضي على خطر حدوث هجوم وقائي من إسرائيل أو أمريكا، وتخفيف حدة التوترات لثلاثة عقود من العداء بين واشنطن وطهران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979.

وانتقلت الصحيفة بالإشارة إلى دور إيران في سوريا وهي أحد اللاعبين البارزين في ساحة المعركة السورية، منذ بداية الثورة في عام 2011، حيث يقدر عدد القتلي السوريين 126 ألف شخص، فضلا عن وجود حزب الله في سوريا وهو له علاقة وثيقة بإيران، ويقاتل حزب الله بجانب الرئيس بشار الأسد علنا لمقاومة السلفية الجهادية والجماعات التابعة للقاعدة التي انتشرت في سوريا بما في ذلك جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وتسيطر النصرة على المتمردين في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن الجماعات الشيعية العراقية دخلت إلى سوريا بسبب الدعم الكثيف من السعوديين السنة للمقاتلين الثوار السنة ضد الأسد، وأعربت المملكة العربية السعودية عن غضبها إزاء الإحباط من سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سوريا وإيران.

ورأت الصحيفة أن تصاعد أعمال التطرف في سوريا جعل الغرب يتحول من الحديث عن القيام بتدخل إلى تبني إستراتيجية لاحتواء الأزمة وليس حلها مثلما حدث في الهجوم الكيميائي في سوريا ووقوع اللوم على النظام وانتهي الأمر باتفاق بين روسيا والولايات المتحدة بتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية التي أنهت التهديد بإجراء عقابي للأسد من الولايات المتحدة فضلا عن العمل الدراماتيكي للبرلمان الإيراني ورفضه التصويت لتوجيه ضربة ضد نظام الأسد.

ومن الصعب أن نري أن مؤتمر جنيف الثاني المقرر عقده في يناير سيكون قادرا على مواجهة نفس الدائرة المرتبكة في اللقاء الأول في جنيف في شهر يونيو لعام 2012 وإصرار المعارضة المجزأة على تنحي الأسد والتفاوض على نقل السلطة وبفضل موسكو وطهران سيبقي الأسد لعام 2014 حتى تعاد الانتخابات، ولكن نتيجة ذلك قسمت سوريا بالفعل حيث تسيطر الجماعات الجهادية على شمال سوريا بينما يتمتع الأكراد بالحكم الذاتي وانتشار الحديث لانهيار اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916 التي قسمت الإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ بريطاني وفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى.


ونوهت الصحيفة عن الوضع في العراق ووصفته بأنه يحمل ندوبا من التفجيرات الانتحارية التي تستهدف المدنيين ذات الأغلبية الشيعية وتصاعد حدة العنف منذ غارة الجيش العراقي على مخيم احتجاج سني مناهض للحكومة الشيعية في إبريل.

ولفتت الصحيفة إلى تطور الوضع في مصر ومعاناتها من الاضطراب منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وتعهد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بخارطة للطريق تقود إلى الديمقراطية ولكن مع استمرار القمع تبقي الآمال الكبيرة التي ترددت في ميدان التحرير عام 2012 مجرد ذكري.


أما حصاد العام للوضع الليبي كان مشهدا من التدخل الغربي العلني وهو المشهد الوحيد لتدخل الغرب في ثورات الربيع العربي، الذي واجه أزمات متعددة بداية من فشل الحكومة في طرابلس لنزع سلاح المليشيات المستقلة، واستيلاء المليشيات على مراكز النفط في البلاد ونهاية بسعيهم لحكم ائتلافي لهم بتصاعد التطرف.

بينما كان عام 2013 عام الركود لأقدم نزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمحاولة أخيرة للتوصل لاتفاق بحلول أبريل عام 2014، ولكن الغضب الإسرائيلي على الصفقة الإيرانية له مضاعفات على فلسطين وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية وحدوث انقسامات مريرة بين منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة وبدا الأمر بأنه لا يمكن تجاوز الحواجز بين الطرفين الفلسطينيين وباتت بعيدة المنال.

وتابعت الصحيفة أن نهاية العام تخيم بسؤال مقلق حول تراجع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وعزوف واشنطن عن الانجرار إلى أي تشابكات بالمنطقة ما يجعل من الصعب التنبؤ بها ولكن الجواب سيكون نعم للمؤهلين لخوض ذلك.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى المخاوف السعودية من تراجع اهتمام واشنطن بعد 60 عاما من الاهتمام لحماية مضيق هرمز وتعود إيران منافسا للنفط في السوق العالمي، وستكون إسرائيل بدون دعم الولايات المتحدة أقل بكثير مما هي عليه الآن، وعلي العقول التركيز لصياغة الواقع الجديد لمستقبل المنطقة.
الجريدة الرسمية