نموذج مُصغر لمصر وفقاً لـ 25 يناير
شجعت نُخبة "مُفسدة" ما حدث يوم 28 يناير 2011، فوصلت مصر إلى ما نحياه اليوم.. تلك الجملة الأولى، فيها مُلخص كل ما نحياه.. وفي ذلك، لم تعُد المُشكلة الفساد، ولكن صُلب بقاء الدولة المصرية.. وسبق أن كتبت مراراً، أن أزمة الثلاث سنوات منذ 25 يناير، ليست أزمة مُحاربة فساد، ولكن أزمة الزود عن بقاء مصر الدولة وسيأتي زمن لمُحاربة مفاسد الدولة، حين نضمن بقاءها!!
وغنيُ عن البيان، أن تهديد بقاء الدولة، بدأ مع أحداث 28 يناير 2011، ولذا أقول دونما حياء أو خوف، ومنذ 3 سنوات، أن 25 يناير، يجب القضاء عليها وعلى ثقافتها في مُجملها، وهي الثقافة التي أفرزت حازم الببلاوي وحسام عيسى وجابر نصار وأشباههم، ممن يُساهمون مع وكلاء الإمبريالية الدولية في المنطقة وبمنتهى القوة، في إذكاء أرض خصبة للإرهابيين للاعتداء على الدولة المصرية، وليس في مُحاربة أي فساد بالدولة، بل هم أنفسهم يُشكلون أساس فساد الدولة اليوم!!
لقد فُتح الباب لكل ما نتعرض له اليوم وعلى مدى السنوات الثلاث الأخيرة، من قبل من لم يشجُب فوضى 28 يناير وإنما صفق لها ببلاهة من لا يعي ما تعنيه "مصر" في العالم وليس فقط في الإقليم الذي تتواجد فيه.. فُتح باب الإفساد لاختراق الدولة والاعتداء عليها، وترأس مشهد "النكسة"، مجموعة من "المُخنثين" (لا أجد كلمة أكثر أدباً من تلك، لأن فيما يحدث، اعتداء صارخ على مصر، لا يقبله إلا مُخنث الفكر والهوى).
إن المشهد الحالي في مصر، لن ينتهي، إلا بإعلان نهاية ووفاة 25 يناير، بما أفرزته من فكرٍ دخيل، وبمُحاكمة من أفسد في الدولة على مدى تلك السنوات الأخيرة.. فضعف الدولة، هو ما يجذب الإرهاب الدولي، إلى البلاد.. ولإيقافه، يجب القضاء على "عامل الجذب" بكل ما يحويه من مُفردات وافدة، وبتلك البساطة: يكمُن الحل!!
ونحيا اليوم المعركة الأخيرة لبقاء مصر، بينما يظهر للأعمى، نموذجا مُصغرا لما كانت ستكون عليه مصر، لو أن مُجمل قادة مصر أتوا عن تلك النكسة المُسماة "25 يناير".. فمن أين أتى من يقود رئاسة الوزراء ومن أين أتى من يقود التعليم العالي ومن أين أتى رئيس جامعة القاهرة وآخرين؟! انبثقوا عن هذا الهُزال الحمساوي الإخواني الأمريكي القطري التركي الإسرائيلي ومعهم بعض القوى الأوربية، لتدمير مصر منذ 25 يناير!!
وأعي وأُدرك تماماً، أن هُناك من خُدع بالمؤامرة، في ظل مُعاناة سابقة عليها، من الحالمين والمثاليين، ولكن أتمنى إن كانوا يريدون لمصر الأفضل فعلاً، أن يكونوا قد وعوا أو أن يعوا حقاً، أن 25 يناير لم تكُن إلا جسراً للإخوان بواجهة مدنية استغلتهم، للسيطرة على مصر وإقامة "مصرستان" محلها، لخدمة الإمبريالية الدولية، وليس لأخذ مصر لأي أفضل!!
الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ولا يمكن أن تحلم للتمساح أن يحيا في القطب الشمالي أو حتى في الجزء الشمالي من أوربا!! إن الأفكار المستوردة، نشأت في أجواء وتاريخ مُغاير ولا يُمكن تطبيقها في مصر.. والمستفيد الوحيد من حال الفوضى السائدة في البلاد منذ 25 يناير، هم الإخوان وأزلامهم، بينما لم تستفد غالبية المصريين.
ستموت 25 يناير وتبقى ذكراها ماثلة للتعلُم واستقاء العبر، لأنها عمل خائن لمصر.. فهي تُعبر عن استخدام عناصر أجنبية، للتآمر على مصر، ولولا الجيش، لما أوقفت المأساة!!
على الخيانة أن تموت، لتحيا مصر، وستحيا مصر وتنتصر وتستقر بعد حين لتعود إلى طريق الرفعة وبناء المجد والمواطنة التي يستحيل أن تحيا مع الخيانة.
تحيا مصر