تفاصيل إعادة محاكمة متهمى "مذبحة بورسعيد".. مشجع أهلاوى: جمهور المصرى هجم علينا بالشماريخ وألقى أعضاء "الألتراس" من المدرجات.. ومهندس الإضاءة أغلق الأنوار..عقيد شرطة: جمهور الأهلي تعمد افتعال الفوضى
استمعت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بمقر أكاديمية الشرطة إلى أقوال شهود الإثبات في قضية إعادة إجراءات محاكمة 11 متهما صدر ضدهم أحكام تراوحت ما بين الإعدام والمؤبد والسجن المشدد 15 عاما، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة بورسعيد" والتي راح ضحيتها 74 شهيدا من شباب الألتراس الأهلاوى والتي اتُهم فيها 73 متهمًا، من بينهم 9 من القيادات الأمنية و3 من مسئولى النادي المصرى وباقى المتهمين من شباب ألتراس النادي المصرى.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد محمد باشا رزق وعضوية المستشارين وائل كمال صالح وأكرم عبدالفتاح أبو مسلم وبسكرتارية محمد عبدالهادى.
ويحاكم في هذه القضية كل من "إبراهيم العربى سليمان والصادر ضده حكم غيابى بالسجن المشدد 15 عاما، وناصر سمير والصادر ضده حكم غيابي بالإعدام، ومحمد حسن عبد الحميد "إعدام"، حسن محمد حسن "إعدام، ومحمد السيد أحمد والصادر ضده حكم بالسجن المشدد 15 عاما، وعبدالرحمن محمد أبو زيد والصادر ضده حكم بالسجن المشدد 15 عاما، ومحمد حسين محمود على عطية والصادر ضده حكم بالإعدام، وأحمد محمد عبدالرحمن النجدى والصادر ضده حكم بالإعدام، وعبدالعظيم غريب وشهرته عظيمة وصادر ضده حكم بالإعدام، ومحسن محمد حسين الشريف والصادر ضده حكم بالإعدام، ومحمد دسوقى محمد وشهرته "الدسة " صادر ضده حكم بالإعدام.
وأسند أمر الإحالة إلى المتهمين مجموعة من الاتهامات بارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بجنايات القتل والشروع فيه، بأن قام المتهمون بتبييت النية وعقد العزم على قتل بعض جمهور فريق النادي الأهلي ''الألتراس'' انتقاما منهم لخلافات سابقة، واستعراضا للقوة أمامهم وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة وقطعا من الحجارة وأدوات أخرى مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم في استاد بورسعيد الذي أيقنوا سلفا قدومهم إليه.
وأشارت تحقيقات النيابة العامة إلى أن المتهمين إثر إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة، هجموا على المجنى عليهم في المدرج المخصص لهم بالاستاد، وما أن ظفروا بهم حتى انهالوا على بعضهم ضربا بالأسلحة والحجارة والأدوات المشار إليها، وإلقاء بعضهم من أعلى المدرج، وحشرا في السلم والممر المؤدى إلى بوابة الخروج، مع إلقاء المواد المفرقعة عليهم قاصدين من ذلك قتلهم.
وأوضحت النيابة أن المتهمين وآخرين مجهولين سرقوا الأشياء المبينة وصفا وقيمة بالتحقيقات (مبالغ نقدية- هواتف محمولة- زى رابطة ألتراس الأهلي وأشياء أخرى) والمملوكة للمجنى عليهم، كما خربوا وآخرون عمدا أملاكا عامة (أبواب وأسوار ومقاعد مدرجات استاد بورسعيد وغيرها) والمملوكة لمحافظة بورسعيد، وكان ذلك بقصد إحداث الرعب بين الناس على النحو المبين بالتحقيقات.
وشدد أمر الإحالة على أن جنايات السرقة والشروع فيها والتخريب والإتلاف العمد هى نتيجة محتملة لجرائم القتل العمد والشروع فيها التي اتفق المتهمون على ارتكابها، وارتبطت بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد موضوع التهمة الأولى جنحة البلطجة، حيث كان قصد المتهمين وآخرين مجهولين من ارتكابهم لجناية القتل العمد على النحو السالف بيانه استعراض القوة أمام جمهور النادي الأهلي لترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى البدنى والمعنوى بهم، مما أدى إلى تكدير أمنهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر على النحو السالف بيانه.
وأكد أمر الإحالة أن المتهمين أحرزوا وحازوا وآخرون مجهولون المواد التى تعد في حكم المفرقعات (مخلوط البارود الأسود وبرادة الألومنيوم وأكاسيد المعادن ومادة كلورات البوتاسيوم) قبل الحصول على ترخيص، وكان ذلك في أحد أماكن التجمعات استاد بورسعيد، واستعملوها في التعدى على المجنى عليهم، وكان من شأن ذلك تعريض حياة الناس وأموال الغير للخطر بقصد الإخلال بالأمن والنظام العام.
وأحرز المتهمون وحازوا وآخرون مجهولون أسلحة بيضاء ''سيوف ومطاوى قرن الغزال وسواطير وسكاكين وجنازير وسنج وروادع شخصية'' وأدوات أخرى، مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص بغير ترخيص أو مسوغ قانونى أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية، وذلك بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وفى ارتكاب الجرائم السالف بيانها.
وأكد مدير استاد بورسعيد أنه غير مسئول عن دخول الجماهير، وقال: سمعت أن النادي المصري هو من قام بإحضار لجان شعبية للتأمين وكانوا يساعدون الأمن في السيطرة على الجماهير وأشار إلى أن عمله ينتهي بمجرد تسليم الملعب للنادي المصري للتنظيم وأن عمله يقتصر على الأشياء الفنية حيث إنه مسئول مع الفنيين عن الأنوار أثناء المباراة وإطفائها بعد انتهاء المباراة حتى رحيل الجماهير.
وأضاف: لم أر أي شىء غير الجماهير في أرض الملعب وأكد أنه لم يطفئ الأنوار ولكنه أعطى تعليمات لمهندس الإضاءة بعدم إطفاء الأنوار للاحتفال بالفوز، ثم فوجئ أن مهندس الإضاءة قال: إن العميد هشام رمضان بالأمن المركزي هو من أمر بإطفاء الأنوار، وكلف بذلك المهندس "توفيق مليكان "مسئول الإضاءة، وأنه شاهد الأحداث من المقصورة لكنه لم يستطع تحديد أي جماهير كانت بأرض الملعب.
وسأل المدعون بالحق المدني بعدها، الشاهد محمد رشوان المحامي، الذي قال إن موعد المباراة الأساسي كان يوم 2 فبراير الساعة 5 وأكمل ردا على المحامين أنه لم يعلم بأن المباراة كان محددا لها يوم 29 يناير وأجلت.
وأضاف الشاهد: أن الأبواب في الملعب تفتح للجماهير للداخل وذلك طبقا لقواعد الفيفا، وكان هناك بابان في المدرج الشرقي ولكن بابا واحدا كان مفتوحا طبقا لتعليمات الأمن لتأمين الجماهير وتنظيمهم.
وأشار إلى أن غلق الأنوار عن الاستاد من مهندس الإضاءة هو خطأ فني لسماعه أقوال عميد الأمن المركزي دون الرجوع إليه كمدير للاستاد ولم يسمع كلامه كرئيسه المباشر وسمع أوامر عميد الأمن المركزي.
واستمعت المحكمة بعدها إلى الشاهد الثاني حسام ربيع محمد أحد مشجعي ألتراس أهلاوي وقال: إنه حضر المباراة ورأى من يلقون الجماهير من فوق المدرجات، حيث كان في الاستاد في آخر مدرج جماهير الأهلي وأنه بعد انتهاء المباراة في الدقيقة 90، فوجئوا بجماهير المصرى، تهجم عليهم وبحوزتهم الشماريخ والعصى والأسلحة وانتزعوا الكراسى من المدرجات واستخدموها في الاعتداء عليهم وحاول الصراخ والاستنجاد بالأمن إلا أن أحدا لم يتدخل مطلقا.
وأضاف الشاهد: أنه رأى أصدقاؤه جماهير المصرى يحملون جماهير الأهلي من أعلى سور المدرج الشرقى ويلقونهم منه إلا أنه تمكن من النزول.
وأشار إلى أنه دخل الاستاد قبل المباراة بربع ساعة ولم تكن معه تذكرة، ولم يكن الأمن متواجدا.
وقال الشاهد العقيد محمد السيد رمضان: إنه شاهد المباراة أثناء أداء دوره كمشرف على القوات حيث إن المباراة بدأت بشكل عادي جدا، ولم ير أي وقائع تعد أثناء وجوده ولكن ما حدث أن جمهور الأهلي أراد افتعال المشاكل قبل نهاية المباراة عندما علم بهزيمته وأخذ جمهور الأهلي في إلقاء الشماريخ والصواريخ مما أحدث إصابة لبعض أفراد القوة شملت لواء وضابطين و7 جنود.
وأضاف: أنه رأى جمهور النادي المصري كسر الباب ونزل إلى الملعب واتجه إلى مدرج جمهور النادي الأهلي الذي يسع أكثر من 8 آلاف شخص، وبعد الوقائع نزل المصابون إلى أرض الملعب في انتظار سيارات الإسعاف.
جدير بالذكر أن عددا كبيرا من أهالي وشباب رابطة ألتراس أهلاوي، تجمعوا خارج سور أكاديمية الشرطة وألقوا الحجارة على قوات أمن تأمين المحكمة وتعدوا على سيارة أحد شهود الإثبات في القضية والتي تحمل لوحات معدنية "منطقة حرة بورسعيد" وهشموا زجاج السيارة وقاموا بتحطيم مرآة السيارة وفروا هاربين، إلا أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على ثلاثة منهم وتحفظ عليهم جهاز الأمن الوطني داخل الأكاديمية، تمهيدًا لتحرير محضر بالواقعة وتسليمهم إلى النيابة المختصة للتحقيق معهم.