رئيس التحرير
عصام كامل

مذبحة عدرا عار يلاحق الجماعات الإسلامية.. المسلحون قطعوا رءوس وأوصال 91 من الأهالي ومثلوا بجثثهم.. الضحايا من الفقراء والعمال البسطاء.. الناجون: عشنا مأساة مروعة وخرجنا بملابسنا بأعجوبة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهدت سوريا مذبحة مروعة، شنتها الجماعات التكفيرية في منطقة عدرا العمالية التي تقع في ضواحي دمشق وراح ضحيتها 91 شخصا من بينهم 20 سنيا، وقتل التكفيريون جميع من بالمنطقة بحجة أنهم أنصار الرئيس السوري بشار الأسد، على الرغم من أنهم من الفقراء والعمال البسطاء، وباتت عدرا تحت سيطرة جبهة النصرة، وأحرار الشام والدولة الإسلامية في العراق والشام.


وأشارت وكالة " 24 all news" الإخبارية إلى أحد الناجين بأعجوبة من حادث الميليشيات التكفيرية وهو الطبيب مظهر إبراهيم الذي استيقظ في الصباح الباكر على دوي رصاص الميليشيات التكفيرية في المنزل المقابل له وهرب هو وزوجته وابنته البالغة من العمر سنتين إلى أحد الملاجئ المجاورة واختبأ بها ودارت معركة شرسة بين الميليشيات وحراس مخبز عدرا ووقع الكثير من القتلى.

وأضاف إبراهيم أن الميليشيات التكفيرية بدأت التحقيقات مع المواطنين لمعرفة من يعمل في الدولة ومن يعمل لصالح النظام، وقطعت أيدي ورءوس العديد من العاملين بالدولة وقامت بالتمثيل بالجثث أمام الأطفال فيما قطعت أيدي بعض العاملين وابقتهم على قيد الحياة لكيلا يعودوا إلى عملهم بالدولة.

وتابع إبراهيم قصته أنه عاش ثلاثة أيام مروعة في الملجأ واستطاع الهروب هو وأسرته مع عدد من الأسر الأخرى عبر الطريق العام الذي يتواجد فيه الجيش السوري الذي أمن الناجين ونقلهم للشاحنات ووصل إبراهيم وعائلته لطرطوس موطن رأسه، وخلال رحلة هروبه رأى هو والأسر السورية الجثث في كل مكان بالشارع مقطعة أوصالهم وأيديهم.

وقالت زوجة إبراهيم إن الميليشيات المسلحة كانت لهجتها وملامحها غير سورية وعلى جبهتها كتابات تكفيرية لجبهة النصرة، لقد شهدنا أياما مروعة، لقد خرجنا بملابسنا فقط وناجينا من هذه المذبحة المروعة.

وقامت الجماعات التكفيرية بمساعدة مؤسسة الفرقان التابعة لتنظيم القاعدة بتوزيع صور للمشاهد المروعة التي حدثت في عدرا كما قامت بتعليقها على الجدران في سوريا، ومن بين هذه الصور هجوم المسلحين على شقة المهندس نزار حسن حلا الذي وجد نفسه هو وزوجته وأطفاله الاربعة في مواجهة 15 فردا من الميليشيات المسلحة وأبيدت الأسرة بأكملها.

ولفتت إذاعة روسيا اليوم الناطقة باللغة الإنجليزية إلى أن منطقة عدرا يبلغ عدد سكانها 20 ألف سوري سيطر عليها المتمردون الإسلاميون من جبهة النصرة وجيش الإسلام بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية، ورافق الاستيلاء على المدينة تنفيذ حكم الإعدام الجماعي على المدنيين.

وأضافت الإذاعة أن مراسليها تحدثوا مع الكثير من الناجين من مذبحة عدرا لكن لم يكن أي من الناجين قادرا على تقديم معلومات دقيقة وروى بعضهم القصص المروعة التي شاهدوها قبل هروبهم وتركهم أهلهم وأصدقاءهم في عدرا وكيف نفذ حكم الإعدام في المدنيين من قبل المسلحين الذين كانوا معهم قائمة بأسماء موظفي الدولة وقاموا بتنفيذ حكم الإعدام فيهم.

وأكد أحد الناجين أن الميليشيات المسلحة خططت للمذبحة من قبل ولم يكن هجومها عشوائيا لأنه كان لديها قائمة بالأسماء وأقامت لهم محاكمة شرعية ونفذت فيهم حكم الإعدام بقطع الرأس.

وقالت إحدى السيدات الناجيات، رفضت الكشف عن هويتها: "كانت عدرا مليئة بمشاهد الذبح والقتل والدماء والأشلاء في كل مكان لقد ذبحوا ابني البكر البالغ من العمر 20 عاما وذبحوا 14 طفلا بالساطور مثل الأغنام ولا أعرف سبب ذلك".

وأفاد شهود عيان، رفضوا الكشف عن هويتهم خوفا من بطش الميليشيات المسلحة، أن عمال مخبز عدرا قتلوا جميعا وتم حرقهم خلال الساعات الأولى من الهجوم وذبحت جميع عائلاتهم بالكامل، وقاموا بذبح كل من تواجد في قسم شرطة عدرا والمستشفيات وألقوا عددا من المدنيين في قسم الشرطة مع المسلحين لكي يتخذوهم كدروع بشرية عند مهاجمة الجيش لهم.

وقال ميشيل شوسودوفسكي مدير مركز البحوث حول العولمة "إن الأحداث التي شهدتها عدرا مثال آخر على التحول الذي حدث في صفوف القوات المتمردة السورية وسيطرة المتطرفين على الوضع في سوريا، وذلك يمحي ما يسمى بمعارضة معتدلة من الناحية العسكرية لأن القوة الوحيدة التي لديها تمويل هي المتطرفون من جبهة النصرة وكتائب الثوار وارتكبوا الفظائع في حق الشعب السوري".

وأضاف شوسودوفسكي أن المعارضة السورية في انقسام لأنها أدركت أن هناك أولويات إرهابية لا تنتمي لحركة المعارضة فكل من مجزرة عدرا وحلب دليل على تصاعد العنف في البلاد التي مزقتها الحرب بواسطة الأمم المتحدة وتأجيل محادثات السلام السورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف " إن مجزرة عدرا دليل آخر على ضرورة توحد السوريين في مواجهة التطرف والإرهاب، ولابد أن تتوحد الحكومة والمعارضة لمكافحة الإرهاب والتطرف".
الجريدة الرسمية