رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل والصين.. «المصالح فوق الجميع».. نتنياهو يضغط للتنازل عن قضايا ضد بنوك صينية متهمة بتحويل أموال لمسلحي غزة.. تل أبيب ترغب في رفع مستوى العلاقات.. والموساد يحرض أسر القتلى على مقاضاة ا

مراسم تأبين القتيل
مراسم تأبين القتيل الإسرائيلى دانيال والتز

«المصالح فقط هي الثابت الوحيد في العلاقات الدولية» هكذا تقول السياسة الإسرائيلية في التعامل مع كافة الدول، وما أثبتته مؤخرًا بالتنازل عن عدة قضايا ضد بنوك صينية، تتهمها تل أبيب بتحويل الأموال إلى تنظيمات مسلحة في قطاع غزة.

الموقف الإسرائيلي الأخير، كان لافتًا للمراقبين والمحللين في داخل وخارج دولة الاحتلال، ما دفع بعضهم للتأكيد أن مصلحة أكبر تنتظرها تل أبيب بناء على التنازل.

وترتبط الصين بعلاقات دبلوماسية قوية مع إسرائيل، وليس أكثر دلالة من أن تل أبيب كانت من أولى دول الشرق الأوسط، وسابع دولة في العالم تعترف بالصين الشعبية في 1950، في حين ترددت الدول العربية حينها.

وشهدت العلاقة بين البلدين في الأونة الأخيرة توترا على خلفية مزاعم إسرائيلية حول قيام البنوك الصينية بتحويل الأموال إلى تنظيمات في قطاع غزة.

الكاتب الإسرائيلى «عاموس هارئيل»، أكد في تقرير بصحيفة "هاآرتس" العبرية نشرته اليوم «الأربعاء»، بأن إسرائيل تراجعت عن القضايا المقدمة ضد البنوك الصينية، والتي أقامتها عدد من أسر قتلى إسرائيليين تم تصفيتهم بواسطة جماعات فلسطينية، واتهمت الأسر البنوك الصينية بالضلوع بدور كبير في تحويل الأموال إلى قطاع غزة.

ولفت الكاتب الإسرائيلي، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقف حائلًا لمنع استكمال هذه القضية، وبالتأكيد حتى لا تتعرض العلاقات التجارية الثنائية بين بلاده والصين للخطر.

وكشف هارئيل، أن عائلة الصبي اليهودي - الأمريكي يدعى دانيال والتز «16 عاما»، قتل في هجوم شنه مسلحون فلسطينيون في تل أبيب في عام 2006، وطالبت محكمة فيدرالية في نيويورك بإجبار الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن الحظر الذي فرضته على شهادة مسئول كبير سابق في المؤسسة الأمنية للإدلاء بأقواله في هذه القضية، وقد طالبت الأسرة بتعويض كبير من البنوك الصينية المتورطة في تحويل الأموال إلى المنظمات الإرهابية في قطاع غزة

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عن الدور الذي قام به جهازا الموساد والشاباك الإسرائيليين وكذلك بنيامين نتنياهو، في القضايا التي تم رفعها في الولايات المتحدة ضد البنوك الصينية من قبل أسر القتلى الإسرائيليين.

ويأتى هذا الدور -بحسب الصحيفة- من خلال تشكيل الموساد والشاباك لجنة سرية خاصة عام 2002 تحت رعاية نتنياهو، تتبنى إحباط تحويل الأموال إلى قطاع غزة، ومنها ما يصل عن طريق سوريا إلى البنوك الصينية وصولًا إلى القطاع.

وعلمت الصحيفة أن نتنياهو بالتعاون مع رئيس الموساد السابق "مائير دجان" قاموا بتقديم تسريبات لأسر الضحايا الإسرائيليين تدعمهم في رفع هذه القضايا ضد البنوك الصينية.

ومن جانب البنك الذي يعد رابع بنك للاقراض في الصين، فقد نفى أي تجاوز من ناحيته، كما أحجم البنك التابع للحكومة عن التعليق عند الاتصال به في الصين.

وأشار هارئيل إلى أن زيارة نتنياهو الأخيرة بداية العام الجاري إلى الصين والتي رغب من خلالها تمهيد الطريق أمام رفع مستوى العلاقات بين البلدين، كانت وراء تراجع إسرائيل ورفضه إدلاء أي شخص في المؤسسة الأمنية بشهادته في هذه القضية.

وسيظل الكيان الصهيونى يهرع فقط وراء مصالحه التي يرى فيها أن بقاء علاقته بقوى الصين أهمية كبيرة، فهى قوة عالمية صاعدة، فضلًا عن مطامعه في استغلالها في الحصول على معلومات إستخباراتية عن منظومات الصواريخ في إيران نظرًا للتقارب القوى بين طهران وبكين.
الجريدة الرسمية