التدخل العسكرى الدولى فى سوريا مستبعد.. أبو النور: 90 ألف مقاتل أجنبى فى الجيش السورى الحر.. مصطفى السيد: أمريكا لن تتورط عسكريًا فى سوريا.. عبدالظاهر: "الأسد" يؤسس لدولة علوية عاصمتها "اللاذقية"
اتفق الخبراء السياسيون والاستراتيجيون على استبعاد إمكانية التدخل العسكرى الدولى فى سوريا خاصة فى الوقت القريب.. ولكنه قد يحدث بعد إنهاك الجيش السورى الحر والنظامى فى معارك داخلية..
وكشف البعض أن الجيش السورى الحر يضم 90 مقاتلًا أجنيبًا يجاهدون تحت راية الإسلام.. بينما كشف البعض الآخر أن الرئيس السورى بشار الأسد يحتمى فى الجيش الذى أسسه والده الذى يضم عددًا كبيرًا من القادة العلويين حتى يتم تأسيس دولة العلويين وعاصمتها "اللاذقية".. بينما يرى البعض الآخر أن امتلاك نظام الأسد السلاح الكيماوى يجعل أمريكا تُفكر كثيرًا قبل التدخل الدولى العسكرى.
استبعد الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، إمكانية التدخل العسكرى الدولى فى سوريا؛ لأن المساعدة التى قررها الرئيس الأمريكى هى للمدنيين السوريين ولا تشمل إرسال قوات لسوريا.
وقال لـ"فيتو": إن أمريكا لا تريد أن تتورط فى أى نزاعات مسلحة، والدليل على ذلك ما جرى فى مالى وليبيا، فضلًا عن أن الولايات المتحدة عندما يتم التدخل الدولى فإنها تكون فى المقعد الخلفى ولا ترسل جنودها إلى مواقع النزاع.
وأوضح أن تصريحات الجانب الروسى حول الأزمة السورية كانت تلوم الرئيس بشار الأسد؛ لأنه لم يقم بالإصلاحات الضرورية ولكنها لا تشير إلى قبول روسيا التدخل العسكرى فى سوريا، مشيرًا إلى أن الأطراف الدولية تقتصر على تقديم الدعم للمعارضة السورية دون أن تتورط فى التدخل العسكرى والسبب الأساسى فى ذلك أنها ليست متأكدة من أن الحكومة التى تخلف الأسد تكون مستقرة، فضلًا عن تخوفها من أن تكون اليد العليا لأنصار القاعدة الذين يجمعهم تنظيم يسمى "نصرة الإسلام".
أكد الدكتور محمود عبدالظاهر، أستاذ العلوم السياسية والخبير الأمنى، أن الرئيس السورى بشار الأسد يريد إطالة مدة حكمه حتى ينتهى من تأسيس دولة علوية عاصمتها "اللاذقية" ويطلق عليها "سوريا الحرية".
قال لـ"فيتو" اليوم "الأربعاء": إن الدولة أو الإمارة التى يريد الأسد تأسيسها ينقل الأسلحة الثقيلة خاصة الكيماوية إليها حتى يكون سلاحًا رادعًا للرد على أى قوى أخرى معارضة.
وأضاف أن أمريكا لا تريد التدخل العسكرى فى سوريا لــ3 أسباب تتمثل فى تخوفها من استخدام بشار الأسد السلاح الكيماوى ضد إسرائيل أو لبنان، والثانى بسبب ارتياحها لما يحدث فى سوريا مما يخدم مصالحها الشخصية من خلال عملية التقسيم العرقية التى يقوم بها الأسد، أما السبب الثالث والأخير فهو عدم قدرة أمريكا على تجييش الغرب تجاه سوريا بسبب الموقف المالى والاقتصادى.
وشدد على أن بشار لن يترك السلطة حتى ينفذ مخططه بتأسيس دولة علوية لها قواتها ويحتمى بجيش أسسه والده الذى يضم عددًا كبيرًا من العلويين الموجودين فى المواقع الحاسمة بسوريا.
أكد الدكتور فراج أبوالنور، المحلل السياسى والاستراتيجى، أنه يوجد 90 ألف مقاتل أجنبى من خارج سوريا يقاتلون باسم الإسلام، وأن المنشقين عن الجيش النظامى لا يتعدون 5% من تركيبة الجيش.
وقال فى تصريح خاص لـ"فيتو": إنه على امتداد الأشهر الماضية كان الخطاب الغربى عن بشار الأسد يوكد أن سقوطة أصبح قريبًا، ولكن لم يحدث لأن الحسم فى سوريا داخليًا مازال صعبًا ومعلقًا.
وأوضح أنه بالرغم من تلويح الأمريكان بالتدخل العسكرى، فإنهم لم يتدخلوا فى الوقت الحالى.. ولكنهم ينتظرون إنهاك النظام والجيش السورى داخليًا حتى إذا تدخلوا عسكريًا لم يسبب للقوى الغربية مشكلة.
وأشار إلى أن الجيش السورى فى موقف صعب لأنه لم يواجه جيشًا نظاميًا، ولكنه يواجه مجمعات جهاديين معظمهم من الأجانب، ويجب أن نتخلى عن مصطلح الجيش الحر، حيث توجد بالفعل أعداد من الجيش منفصلين عن الجيش النظامى، ولكن أعدادهم لا تتعدى الـ5% من حجم الجيش الأساسى.
وكشف عن أنه كانت توجد تقديرات تتحدث منذ أشهر عن أن الجهاديين الذين يقومون بعمليات قتالية من خارج سوريا تقدر بـ30 ألف مقاتل.. بينما الآن طبقًا لتقديراته تتعدى الــ3 أمثال هذا الرقم، أى ما يعادل 90 ألف مقاتل أجنبى يقاتلون فى سوريا باسم الإسلام أو باسم ما يقولون عنه الإسلام.
وأضاف أن الوضع فى المنطقة وظواهرها متبادلة التأثير على بعضها البعض حيث ان ما يحدث فى مصر له تأثير على ما يحدث فى سوريا والعكس صحيح.. والدخان العام الذى يخيم على المنطقة لا يعزز التدخل العسكرى الحالى فى سوريا.
مشيرًا إلى أنه يجب على الأمريكان قبل التدخل العسكرى السيطرة على السلاح الكيماوى فى سوريا حتى لا يكون "شمشون" الذى يستخدمة الأسد خلال مواجهاته.
وركز على أن الحرب فى سوريا من البداية أريد لها الأمريكان أن تكون حربًا طائفية، كما أراد أن يتحول الصراع فى مصر إلى صراع دينى وهذا هو الشكل الذى تأخذه الولايات المتحدة لتأجج الصراعات؛ لأن هذا ما يسهل عملية الاصطفاف الذى يؤدى إلى خلق عدو فى أسرع وقت.
وأوضح أن العلويين غير موجودين فى سوريا وحدها، حيث يوجد 20 ألف علوى موجودون فى تركيا وبذلك تصبح موضع تصفية العلويين فى سوريا لها نتائج وخيمة جدًا داخل تركيا؛ لأن طبيعة تشكيل الجيش التركى منذ البداية كان معتمدًا على العلويين؛ لأنهم الأقل تعصبًا دينيًا فى مظاهر الحياة العامة حتى أصبح 35% من الجيش التركى من العلويين، وهذا ما يمثل صعوبة فى تركيا أن تمارس ضغطًا عسكريًا ضد سوريا.