رئيس التحرير
عصام كامل

نيويورك تايمز ترصد أوضاع الشرطة المصرية منذ ثورة يناير.. سمعة الداخلية ارتبطت بالفساد والتعذيب لعقود.. والحكومات لم تهتم بإصلاح المنظومة الأمنية.. والضباط ضحية استهداف الجماعات المتطرفة بعد عزل مرسي

أحداث كرداسة - صورة
أحداث كرداسة - صورة أرشيفية

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن المعارضين بمصر منذ ثورة يناير 2011 يرفضون التراجع عن موقفهم حتى وإن استخدمت قوات الأمن القوة لردهم.


وتابعت تايمز: إن الوضع أصبح مقلقا للسلطات، لافتة إلى مقتل أكثر من 150 ضابطا منذ منتصف أغسطس حتى الآن.

ونقلت عن أحد الضباط تأكيده أن هذه الهجمات أثرت على معنويات الشرطة، متسائلا عن قدرة الحكومة على تأمين البلاد من هجمات المتشددين المتكررة.

ونقلت نيويورك تايمز تعليق مسئول كبير بالشرطة في جنوب مصر رفض ذكر اسمه على الأحداث مؤكدا أن فقدان ضحايا من قوات الأمن كان أمرا دراماتيكيا في البداية حتى أصبحت أنباء سقوط ومصرع أفراد الشرطة أمرا عاديا يحدث بشكل يومي.

وأشارت الصحيفة للهجمات المتوالية من قبل الجماعات المتطرفة والتي تسببت في إضعاف الشرطة التي تعاني في الأساس من سوء التدريب والتجهيز لافتة لحادث انفجار الإسماعيلية مؤخرا والذي راح ضحيته ضابط وأصيب 20 آخرون.

وأوضحت الصحيفة أنه في خطوة غير معهودة قام مجموعة من الضباط بعقد احتجاج في وقت لاحق من هذا الشهر يطالبون بزيادة أجورهم، مشيرة إلى أن الضغوط الجديدة المفروضة على الشرطة والتي ارتبطت لفترات طويلة بمزاعم الفساد والتعذيب مشيرة إلى أنه لم تبذل أي مجهودات منذ تنحي الرئيس مبارك لإصلاح قطاع الشرطة.

من ناحيتها زعمت الصحيفة أنه وبعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي استطاعت الشرطة بداية عهد جديد مع الجماهير بل وحصلت على دعم واسع بعد فترة طويلة من انتشار الجريمة وعدم الاستقرار، ولكن الاستجابات القسرية من قبل الشرطة للاحتجاجات جلبت مزيدا من الانتقادات لها.

وأكدت الصحيفة أن الاتهامات الموجهة للشرطة بقتل طالب كلية الهندسة بجامعة القاهرة "محمد رضا" كثفت الاحتجاجات ضد الشرطة، موضحة أن ردود فعل الداخلية كانت جميعها دفاعية ضد هذه الاتهامات الموجهة لها.

وأشارت إلى تصريحات اثنين من كبار الضباط حول الوضع، واللذين أكدا أن أصدقاءهما راحوا ضحية الأحداث الأخيرة في مصر معربين عن أسفهما من عدم تقدير الشعب لتضحياتهم، وقيام الحكومة بوضعهم في وجه مدفع الأزمات السياسية -على حد وصفهما.


وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الاضطرابات التي تشهدها مصر تتسبب في تمزيق أسر الضحايا من الضباط مثلهم مثل باقي أفراد المجتمع مما يثير قلق ذويهم الدائم، وخاصة بعد الهجمات التي استهدفت مراكز الشرطة والجيش عقب عزل الرئيس محمد مرسي.
الجريدة الرسمية