رئيس التحرير
عصام كامل

الإندبندنت: مقتل سجين بريطاني في زنزانة بدمشق قبل الإفراج عنه بأيام.. "خان" فضيحة للحكومة السورية والبريطانية.. الأسد يفرج عنه قبل أيام.. وأياد خفية تسعى لتقويض فرص المصالحة السورية مع الغرب

الطبيب عباس خان مع
الطبيب عباس خان مع ابنه

قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن الطبيب البريطاني عباس خان عثر عليه مقتولًا بالرصاص في أحد السجون السورية، ورأت الصحيفة أن موت خان يعد فضيحة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد والحكومة البريطانية بعد العثور على خان في أيدي الشرطة السورية ميتًا بالرصاص في سجن بدمشق قبل أربعة أيام من تسليمه للنائب البريطاني جورج جالاوي بناءً على قرار الإفراج عنه بعد موافقة الأسد.

وأوضحت الصحيفة أن خان البالغ من العمر 32 عامًا جاء إلى سوريا قبل عام وبعد وصوله بيومين لمدينة حلب اعتقل من قبل قوات الأسد وزارته والدته فاطمة في السجن أربع مرات، ولكنها فوجئت باتصال مسئول سوري ليقول لها إن خان شنق نفسه في زنزانته.

وأكدت أسرته أنه لا يمكن أن ينتحر أو يقتل نفسه لأن له زوجة وطفلين، وكان ينتظر خروجه بفارغ الصبر، فضلًا عن إرساله رسائل لعائلته في لندن في الأسابيع القليلة الماضية معربًا عن سعادته بإطلاق سراحه الوشيك وكان يقول إنه مشتاق للعودة لهم.

وقال النائب البريطاني جورج جالاوي إنه مذهول من موت خان ولا يمكن تفسير أمر وفاته، فلقد جاء سريعًا إلى دمشق عندما سمع الخبر من عائلة الدكتور خان.

ولم تصدر وزارة الخارجية السورية أي تفسير مقنع بالنسبة له وفكرة أنه ينتحر قبل أربعة أيام من إطلاق سراحه من المستحيل أن يعقلها أحد، فالحكومة السورية تعرف موقفي من الحرب وعلى أمريكا التدخل، وكان وزير الخارجية السوري دعاني نيابة عن الرئيس الأسد لكي أذهب لدمشق وأحضر خان قبل الاحتفال بعيد الميلاد فنحن في حاجة لتفسير ما حدث".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد أن مواطنًا بريطانيًا مات رهن الاعتقال في سوريا، ونحن نسعى على وجه السرعة لتوضيح هذا من السلطات السورية".

وأشارت الصحيفة إلى أن وفاة خان قد تصبح أزمة سياسية توحي بأن الأسد غير قادر على التحكم في الأجهزة الأمنية الخاصة به بعد إصداره قرارا بالإفراج عنه، ويتطلب ذلك شرحًا وافيًا ليس من الحكومة السورية فقط بل من الأسد ذاته أيضًا.

وأضافت أنه بعد وفاة عباس يثير أمر من هم في السلطة بدمشق ويتعدون على سلطة وهيبة رئيسهم لأنه كان من الواضح أن قرار الأسد أراد به لفتة تصالحية مع الغرب عن طريق الإفراج عن خان.

ولكن وفاته تشير إلى وجود أولئك الذين يرغبون في تدمير فرص الأسد لتحقيق أي مصالحة مع القوى الغربية التي وضعت قبل بضعة أشهر بعد موافقته على تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.

وقال وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد "إن الحراس ذهبوا لزنزانة خان الساعة 7 صباحا ليأخذوه لكي يفطر ولكن عندما عادوا لأخذه لممارسة الرياض الساعة 9 وجدوه ميتًا".

بينما قالت زوجة سجين آخر: "إن خان قال لها إن زوجها أخذه الحراس من زنزانته لاستجوابه قبل إطلاق سراحه ولكنه عاد ميتا وقيل إنه انتحر".

ونوهت الصحيفة إلى اعتقال خان في عام 2012 وتعرضه للتعذيب وفي وقت لاحق تلقى معاملة أفضل على الرغم من أن اعتقاله لم يكن له أي تفسير.

واشتكت عائلته من تجاهل وزارة الخارجية البريطانية الأمر وسفر والدته لدمشق تتوسل للسلطات لإطلاق سراحه إلى أن وجدت محاميًا وافق الدفاع عن ابنها أمام المحكمة، ولكن بعد وفاة ابنها رفضت الأم الذهاب للمستشفى لتحديد رفات ابنها من شدة الصدمة لوفاته.
الجريدة الرسمية