والد أحد ضحايا حادث "ترحيلات أبو زعبل" يروى مأساة نجله..قبض على ولدى أثناء توجهه إلى عمله بمدينة نصر..وأمرت النيابة بإخلاء سبيله.. ورفض قسم مصر الجديدة تنفيذ القرار.. لو ثبت أن ابنى إخوان سأحرق قبره
شهدت محكمة جنح الخانكة، المنعقدة في أكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار على مشهور، أثناء نظر محاكمة نائب مأمور قسم شرطة مصر الجديدة و3 ضباط آخرين بالقسم في واقعة قتل 37 سجينًا، عن طريق الخطأ داخل سيارة ترحيلات لسجن أبو زعبل.
تحدث والد الضحية رفيق محمد إبراهيم، الذي أبكى بكلماته الصادقة جميع الحاضرين بالقاعة، وقد قال خلال حديثه: " أنا كاتب على قبر ابنى شهيد... ولو ثبتوا بورقة واحدة أن له أي انتماء سياسي أو علاقة بالإخوان...هروح أولع في قبره".
وأوضح الأب المكلوم أنه يحضر أمام المحكمة وكيلا عن زوجة الشهيد ووصيا عن أحفاده الأطفال، وأن ابنه من سكان الحى العاشر ويعمل في شركة استصلاح أراضى بمدينة نصر، وهى شركة أجنبية تابعة لشركة أمريكية كبرى، بما يجعل هناك تحريات أمنية متتابعة عن نجله وجميع العاملين بالشركة، مؤكدا أنه لا ينتمى إلى أي تيار أو جماعة سياسية،
وأنه خلال اتجاهه إلى عمله في الساعة الثامنة صباحا وهو يستقل مينى باص، تم القبض عليه، وحينما علم الأب هرول إلى نجله من محافظة الغربية ووصل إلى قسم مصر الجديدة الساعة الثانية عشرة ظهرا، وهناك قال له الضباط إن نجله محتجز على سبيل الأمانة، وتم التحقيق مع نجله في يوم السبت وقدم هو وزملاء ابنه شهادة من الشركة توضح محل سكنه بالحى العاشر وخط سيره إلى مقر عمله.
وقررت النيابة إخلاء سبيله وأخبره وكيل النيابة أن يتجه إلى القسم لاستلام ابنه، وفوجئ بنائب مأمور مصر الجديدة "عمرو فاروق" يطلب منه الانتظار وعند الساعة الخامسة مساء ألح عليه لاستلام قرار إخلاء سبيل نجله للعودة إلى محل سكنه بمدينة المحلة للغربية بسبب ساعات الحظر، فأخبره أن نجله محبوس 15 يوما، لكن الشاهد قال إنه أخبره بما سمعه من وكيل النيابة، فسخر منه نائب المأمور وقال له "وأنت مروح بتعدى على طنطا ابقى سلملنا عليها".
وقال الأب المكلوم: إنه تلقى اتصالا من ابنه وكأن القدر يقول له اسمع صوت ابنك لآخر مرة، وأكد له ابنه أنه و3 فقط آخرين قررت النيابة إخلاء سبيلهم بكفالة 5 آلاف جنيه، وطلب من والده دفع الكفالة وأخبره أنه يتحدث من تليفون ضابط بقسم شرطة مصر الجديدة.
وواصل الأب رواية مأساته، بأنه تلهف للتحدث إلى مسئول يطمأنه على نجله وطلب التحدث للضابط وقال له "هاجى أدفع الكفالة الصبح بس أنا خايف ترحلوه مكان تانى"، فأخبره الضابط بأن أمامه مهلة 24 ساعة لدفع الكفالة بسبب الحظر، وقال الأب "كان قلبى حاسس كنت خايف ينقلوه".
وقال: إنه استيقظ من الفجر وركب القطار وفى الطريق اتصل به زملاء ابنه وأخبروه أنه تم ترحيله إلى سجن أبو زعبل، فطلب من زملائه دفع الكفالة ومقابلتهم عند السجن ووصل إلى هناك الساعة 9:40 تحديدًا، وحينما لم يجد من يجيبه عن نجله صرخ بشدة فخرج له ضابط وأخبره أن نجله لن يخرج من السجن إلا بعد يومين لدواع أمنية، وطلب منه الانصراف.
وأضاف: أنه اتجه إلى النيابة وطلب منه وكيل النائب العام أن يتجه إلى قسم الشرطة ويحرر محضرا ضد المسئولين عن عدم تسليمه نجله، فاتجه إلى القسم وخلال تحرير المحضر تلقى الضابط أحمد تميم اتصالا تليفونيا عاد بعده ومزق الورقة، وخلال تلك الأثناء استقبل اتصالا من زوجته تقول له "ابنك ظهرت صورته محروق في التليفزيون وودوه على مشرحة زينهم".
ودخل والد الشهيد في موجة بكاء وهو يتحدث "أنا مغسل ابنى كانت أنفه مسدودة وجسده أسود مثل الفحم، "إزاى يكون دا قتل خطأ.. إللى عمل كده في ابنى مش بشر دا لازم يتحاسب"، أنا كتبت على قبر ابنى الشهيد رفيق محمد إبراهيم، ولو حد أثبت غير كده هروح أولع في قبره، أنا عايز حق ابنى.