مبدعات مصر يعانين التهميش
الإبداع لا يعترف بالفرق بين الرجل والمرأة فالمفروض أن الكل أمام العمل الإبداعى متساوون إلا أن المجتمع أحيانا يضع العقبات في طريق المرأة لا لشيء إلا لأنها امرأة تحتاج إلى وصاية من الرجل في كل شيء حتى في كيفية التعبير عن نفسها وأفكارها ومشاعرها من خلال أدواتها الأدبية.
أكدت الشاعرة زينب أبو النجا أن المبدعات المصريات لا يحصلن على حقوقهن كمبدعات، مشيرة إلى أننا نعيش في مجتمع ذكورى لا يحتفى إلا بالرجال وهذا ليس في مجال الأدب فقط بل يمتد هذا الإهمال إلى المرأة الوزيرة والطبيبة والسفيرة.
وأضافت أن المرأة في مجال الأدب أحيانا تكون أكثر إبداعا من الرجل لأنها تحمل مشاعر جياشة وهبها الله لها، موضحة أن المرأة المبدعة إذا أجادت لغتها وتمكنت من أدواتها في الكتابة ستتفوق على الرجل بمراحل.
وأشارت إلى أن الرجل يتعمد تهميش دور المرأة خاصة لو ظهر تميزها لأن الرجال في بلاد الشرق تربوا على الاستحواذ فهم لا يتقبلوا نجاح المرأة إلا إذا خرجت من تحت جناحهم وسمحوا هم لها بالنجاح، لأنهم يخشون تفوقها عليهم، ومن ثم ثورتها على سلطتهم عليها.
وشددت أبو النجا على ضرورة تمسك المرأة بحقها في التميز والنجاح وأن تناضل حتى آخر نفس ولا تستسلم لليأس الذي يفرضه عليها المجتمع، مشيرة إلى وجود مبدعات لا يتنازلن عن حقهن وانهن الأمل في تحقيق المساواة والحرية المطلوبتين.
وأكدت الشاعرة شيرين العدوى، عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة أنه على الرغم من أن الموهبة الحقيقية تفرض نفسها وتستطيع أن تثبت وجودها في المجتمعات الأدبية إلا أن هناك الكثيرات من الشاعرات المبدعات اللاتى لم يلق عليهن الضوء بالشكل الكافى.
وأشارت إلى أن المجلس الأعلى للصحافة سيكثف عمله في الفترة المقبلة للأخذ بيد هؤلاء المبدعات حتى يرى إبداعهن النور، مشيرة إلى وجود مجموعة من الشاعرات المتميزات بلجنة الشعر بالمجلس مثل عفت بركات وحنان شاهين وعبير عبد العزيز وغيرهن ممن يعمل المجلس على دفعهن إلى الساحة الشعرية.
وأضافت العدوى أن الكاتبات والمبدعات في مصر لديهن الكثير من المشاكل وتوجد حولهن حالة من الغمامة، مشيرة إلى أن المجتمع لا يتقبلهن بشكل جيد، بالإضافة إلى عقبات الاسرة والمنزل.
وأوضحت أنها لا تفضل التمييز بقول "شاعرات وشعراء" بل تكتفى بأن تكون الموهبة والشعر معبرين عن الحالة، ولكن المجتمع هو الذي يفرض هذا التصنيف عندما يتقبل الرجل الشاعر وينظر للمرأة الشاعرة بشىء من الريبة.
ومن جهتها ترى الكاتبة سلوى بكر أن المرأة الآن أمامها فرص كثيرة للظهور على الساحة وإظهار إبداعها، حتى وان لم تأخذ فرصتها كاملة إلا أن الوضع أمام نساء الجيل الحالى من الكاتبات أفضل من الأجيال السابقة، مشيرة إلى أن تعدد دور النشر يساعد المرأة المبدعة على ترويج أعمالها بعيدا عن أي تهميش من الممكن أن تواجهه.