رئيس التحرير
عصام كامل

التليجراف: أقباط الشرق الأوسط في معركة من أجل البقاء.. تقلص أعداد مسيحيي العراق من مليون إلى 200 ألف.. ثورات الربيع العربي أطاحت بأمن الكنائس.. وتزايد أعداد الهاربين من نار العنف الديني لأوربا

تضاؤل عدد المسيحيين
تضاؤل عدد المسيحيين في العراق

قالت صحيفة التليجراف البريطانية: إن مسيحيي العراق يعيشون في معركة للحفاظ على بقائهم على قيد الحياة، بعد عشر سنوات من سقوط نظام صدام حسين.

وأشارت الصحيفة إلى وجود مراسلها "كولين فريمان" في بغداد وحرصه على نقل صورة لحياة مسيحيى العراق في البلاد، الذين تضاءل عددهم لـ200 ألف مسيحي بعدما كان يبلغ تعدادهم مليون شخص.

ولفتت الصحيفة إلى وجود 16 شاشة رصد تليفزيونية في الكنيسة لمراقبة كل ركن في الكنيسة تخوفا من تعرضها لهجمات إرهابية وتتوسط هذه الكاميرات صور القديسين الكاثوليك المعلقة على الجدران.

وأضافت الصحفية أنه بجانب هذه الكاميرات يقف حرس مسلحون بجوار الجدران الخرسانية المضادة للانفجار مما يجعل الكنيسة أشبه بقلعة أكثر من كونها بيتا للعبادة، موضحة أن هذه الإجراءات الأمنية تأتى بعد تعرض أفراد المجتمع المسيحي العراقي للسرقة والخطف والقتل على يد المتطرفين الذين تصاعد وجودهم وعداؤهم للمسيحيين على مدى العشر سنوات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن "ايشا" وتنتمى لأحد أكبر الطوائف المسيحية "أن 30 ألف أسرة مسيحية لا تشعر بالأمان بالعراق وباتت تشعر أنهم غرباء فيها مما تسبب في حدوث نزيف من الهجرة الجماعية لخارج البلاد".

ونوهت الصحيفة إلى تقلص عدد الكنائس من سبع إلى اثنتين فقط بعد استهداف اثنتين وإغلاق ثلاث نتيجة عمليات خطف بعض مرتاديها وتعرضها لتهديدات بالتفجير، بعدما تحولت المنطقة لمعقل لتنظيم القاعدة في بغداد، في السنوات التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003.

وأضافت الصحيفة أن مشهد تفجيرات الكنائس يتكرر في جميع أنحاء العراق بل في الشرق الأوسط على نطاق واسع منذ بداية الربيع العربي.

ولفتت الصحيفة إلى وضع الأقباط في مصر بعد سقوط نظام مبارك، ومخاوف المسيحيين من تعرضهم لما يتعرض له مسيحيو العراق وسوريا، خاصة بعد تعرض مصر لعدة حوادث لحرق الكنائس منذ فترة قريبة.

ولفتت إلى تحذيرات بابا الفاتيكان، فرنسيس في كلمة له في الشهر الماضي أن الكنائس جميعها في خطر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، قائلا: "نحن لن نستسلم لخلو الشرق الأوسط من المسيحيين".

ولفتت الصحيفة إلى مقتل 6 آلاف شخص خلال عام 2013 بسبب تنظيم القاعدة في العراق، واستهدافه للمسيحيين، وتوسط البطريرك لويس ساكو، الذي عين جديدا في بغداد في العديد من حالات الخطف لإطلاق سراحهم.

ونقلت الصحيفة عن "ساكو" رجل الدين البالغ من العمر 64 عامًا في أول كلمة له في مارس الماضي، ألقاها في كنيسة القديس يوسف التي تقع وسط بغداد "اعرف مخاوفك وواجهها، العراق بلادنا بقدر الأشخاص الآخرين وإذا تركتموها اليوم فستموت الطائفة المسيحية إلى الأبد في العراق فلقد عشنا جنبا لجنب مع المسلمين ومهما كانت الضغوط لا أحد يهاجر ويترك وطنه".

وأوضحت الصحيفة أن الغزو الأمريكي على العراق تم تصويره كغزو صليبي مما دفع إلى وقوع عمليات انتقامية ضد المسيحيين في البلاد في ظل انعدام القانون، وتصاعد نفوذ تنظيم القاعدة وشنها هجوما على الكنائس.

وأضافت أنه في عام 2010، هاجم مسلحون من تنظيم القاعدة، قداس المساء في كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وحجزوا مائة رهينة وبعد ساعتين اقتحمت قوات الأمن المبنى ولقي 58 مصرعهم وقتها.

وقال "جورج" أحد الناجين من محاولة هجوم على إحدى الكنائس: "في عهد صدام تمكنا من ممارسة العبادة بحرية، وعلى مدى السنوات الماضية تعرضنا للهجوم والقتل والاختطاف والاغتصاب والسرقة وإجبار نسائنا على ارتداء الحجاب".
الجريدة الرسمية