بمناسبة زيارة "مرسى".. تقرير ألماني يؤكد عراقة العلاقة مع مصر.. وبرلين تعتمد على القاهرة فى إدارة الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.. وقيمة الصادرات المصرية لألمانيا 1.7 مليار يورو
وصف تقرير صادر عن المركز الألماني للاعلام التابع للخارجية الألمانية بمناسبة زيارة الرئيس محمد مرسي لألمانيا اليوم الأربعاء العلاقات الألمانية المصرية بأنها عريقة وتدعمها المصالح المتبادلة..مؤكدا أنه من المنتظر أن تعزز زيارة الرئيس المصري محمد مرسي إلى ألمانيا هذه العلاقات.
ونوه التقرير بأن الحضارة المصرية العريقة وأهمية مصر الإقليمية تعتبر مفتاحا للاهتمام الألماني..مشيرا إلى التزام ألمانيا بما وعدت به لمساعدة مصر في طريقها بعد سقوط حسني مبارك.
وقال "لن تنجح التغييرات في المنطقة إلا إذا نجحت في مصر لأنها دولة أساسية في المنطقة ، وتتمتع بدور ثقافي رائد بالنسبة لجيرانها ، فضلا عن أنها أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، وهى بلد ذي ثقل كبير من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية ، وذي تأثير واسع من الناحيتين الثقافية والسياسية في العالم العربي".
وأكد التقرير أنه ومن وجهة النظر الألمانية، فإن مصر تعتبر شريكا تجاريا رئيسيا في العالم العربي ويأتي قبلها فقط الجزائر وليبيا والسعودية.
وشدد على أن البضائع التي تصدرها مصر لألمانيا تصل قيمتها إلى حوالي 7ر1 مليار يورو ؛ مبلغ لا يقل عما تقدمه الدول النفطية المذكورة آنفا..وعن ذلك يقول مانفريد تيلتس من جمعية دعم التجارة الخارجية الألمانية "إن العلاقات الاقتصادية مع مصر جيدة بصورة تقليدية".
ويشير تيلتس إلى غرفة التجارة الألمانية العربية كمثال على ذلك : قبل 60 عاما في القاهرة افتتحت كأول غرفة تجارة خارجية ألمانية في العالم العربي..مؤكدا أن مصر تحتل موقعا استراتيجيا، وتمثل بالنسبة للاقتصاد بوابة إلى المنطقتين العربية والإفريقية ، وعموما فإن الاقتصاد الألماني هو ثالث أكبر مورد للسلع إلى مصر متخلفا بفارق بسيط عن أمريكا والصين.
ويؤكد تقرير المركز الألماني للاعلام التابع للخارجية الألمانية أن اعتماد ألمانيا على مصر يمتد إلى الناحية السياسية أيضا، بسبب موقفها البراجماتي المعتدل تجاه إسرائيل، والذي بدأ منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي واستمر حتى يومنا هذا.
وحتى في ظل الرئيس الحالي محمد مرسي، إلا أنه توسط بنجاح بخصوص النزاع الأخير بين إسرائيل وفلسطين وحظى تدخله الدبلوماسي بالكثير من الثناء من برلين. وبالإضافة إلى ذلك فإن ألمانيا لاتزال لا توجه أي نقد حتى الآن بخصوص الأوضاع في مصر.
وأشار التقرير إلى أن آمال الجانب المصري كبيرة كما هو واضح بخصوص العلاقة مع ألمانيا..وهذا ما أكد عليه الرئيس محمد مرسي في تصريحه مؤخرا لصحيفة (فرانكفورتر ألجماينة تسايتونج) قائلا "إنه يأمل أن يصبح الدور الألماني في مصر والشرق الأوسط أكبر ..نحن نتحرك باتجاه بناء علاقة قوية مع ألمانيا".
وذكر أن مرسي ليس وحيدا في موقفه الإيجابي تجاه ألمانيا.."المصريون عموما لديهم موقف منفتح جدا تجاه ألمانيا"، كما يؤكد الدكتور عبدالحليم رجب الأكاديمي المصري المقيم في ألمانيا منذ عام 1995 والذي يقوم بتدريس اللغة العربية في جامعة بامبيرغ.
ويرى رجب أن العلاقات بين البلدين ستكون أسهل لأنها لا تعرف أي أعباء تاريخية ، "على عكس ما هو الحال مع بريطانيا أو أمريكا وتدخلاتهما في المنطقة".