رئيس التحرير
عصام كامل

"التنظيم الدولي" للإخوان يخطط لتخريب مصر في ذكرى ثورة 25 يناير.. الاجتماع يعقد في منتجع تركي شديد التأمين.. قيادات "المحظورة" وقعوا اتفاقًا مع عصابات "وادي الجركان" لبيع حلايب مقابل سلاح السودان

جانب من ثورة 25 يناير
جانب من ثورة 25 يناير - صورة أرشيفية

في الوقت الذي تتطلع فيه مصر للاستفتاء على مسودة الدستور التي أعدتها لجنة الخمسين، في يومي 14 و15 من يناير المقبل، تسعى جماعة الإخوان "المحظورة" إلى تعطيل الاستفتاء، والتحضير إلى إشعال الجبهة الداخلية قبل ذكرى 25 يناير المقبلة.

وكشف تقرير صادر عن مركز المزماة للدراسات والبحوث في تقريره الأسبوعي عن جماعة الإخوان، أن التنظيم الدولي للمحظورة يسعى لعقد اجتماع سري بمدينة إسطنبول التركية، لبحث خطة الجماعة في ذكرى ثورة يناير وتصعيد الموقف أثناء الأحداث. 

وفي محاولة لتجنب رصد أجهزة الأمن المصرية، دعا التنظيم الدولي أعضاءه وقياداته للاجتماع قبل نهاية الشهر الجاري، وحدد أيام (19 أو 21 أو 25 من ديسمبر) لعقد الاجتماع دون تحديد يوم بعينه لتفادي المتابعات الأمنية، ورفض تحديد يوم مؤكد لأهميته، خاصة أن الاجتماع سيحضره 56 عضوًا بالتنظيم الدولي.

وشددت البرقية التي بعث بها إبراهيم منير الأمين العام للتنظيم الدولي لقياداته، وأبرزها تقرير المزماة، على مراعاة عدم السفر من بلادهم إلى إسطنبول مباشرة، وأن يتم السفر إلى بلدان أخرى، ثم التوجه منها إلى أحد المنتجعات في مدينة إسطنبول، ويخضع المنتجع لحماية أمنية ومخابراتية تركية مشددة.

وطلبت البرقية إعداد مقترحات بشأن التعامل مع الوضع الراهن في مصر، بعد إخفاق الخطط السابقة، وخاصة مع قرب ذكرى 25 يناير، وإعداد عناصر إخوانية في هذه الدول لزيارة مصر في توقيت متزامن على أن تكون رحلات دخولهم لمصر في إطار السياحة، ونزولهم في فنادق قريبة من ميدان التحرير ورابعة العدوية، ليبدءوا في تنفيذ خطة تخريب مصر في الذكري الثالثة للثورة.

وأبرزت تقارير أمنية "أن تحركات واتصالات التنظيم الدولي حاليا تسعى لإقناع جماعة الإخوان بمقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد، وإعلان ذلك صراحة، وتركيز الجهود على ذكرى 25 يناير وتهدئة الفعاليات والمظاهرات الداخلية في مصر حتى لا تستنزف جهودهم، وتنشيط عمل الميليشيات الإلكترونية لنشر وبث أكبر حجم من الشائعات في هذه الفترة". 

كما كشف التقرير أيضًا عن سر جديد حول تخلي المعزول مرسي عن حلايب وشلاتين للسودان، والذي تم الكشف عنه بعد سقوط الإخوان من الحكم، وأسباب معارضة القوات المسلحة لهذا التوجه والتصدي له.

وأكد تقرير أمني أن عددا من قيادات الإخوان وقعوا اتفاقًا مع العصابات المسيطرة على منطقة تدعى "وادي الجركان" جنوب مدينة الشلاتين، ومساحتها 20 ألف كيلومتر مربع ويقيم بها 1200 فرد من مجهولي الجنسية.

وأوضح التقرير أن عددا من قيادات الإخوان قاموا بزيارة هذه المنطقة في شهر فبراير 2013، والتقوا مع زعماء هذه المجموعات التي تقيم هناك للاتفاق على تأمينهم مقابل تزويد الجماعة بالأسلحة المهربة من السودان.

وذكر التقرير أن هذه المجموعات استطاعت تهريب العديد من الأسلحة خلال فترة حكم الإخوان، بما في ذلك مدافع الهاون، ومضادات الطائرات وصواريخ جراد وقنابل، وصلت إلى قلب الدلتا في مصر لمجموعات إخوانية وعناصر من الجماعة الإسلامية، بل ومجموعات تنتمي لتنظيم أنصار بيت المقدس، وبعضها وصل لسيناء في سيارات حكومية رسمية بإشراف وزراء من الإخوان.

وكان اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية حاليا، عندما كان محافظًا للبحر الأحمر، قد رفع تقريرًا لمجلس الوزراء حول خطورة هذا الوادي على الأمن القومي المصري، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة في ظل توجه الحكومة لاستصلاح 520 ألف فدان في هذه المنطقة، وتوفيق أوضاع هذه المجموعات لكشف المزيد من الأسرار حول تهريب الأسلحة للإخوان. 

وواصل التقرير كشفه أيضًا عن لقاءات بين الإخوان ووسطاء لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري بباكستان، إذ أكد اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية للأمن العام في مصر، أن أجهزة الأمن نجحت، حتى الآن، في ضبط 26 ألف هارب من السجون عقب أحداث 25 يناير بمعرفة عناصر الإخوان، الذين وضعوا خطة اقتحام السجون بالتعاون مع عناصر من حماس وحزب الله وبتخطيط من المخابرات التركية والقطرية، ولم يتبق سوى 500 هارب فقط جاري ملاحقتهم.

مدير الأمن العام كشف في التقرير أن جميع خطط ومخططات الإخوان وتنظيمها الدولي ضد مصر، تحت المتابعة والمراقبة والرصد اليومي، بما في ذلك المخططات ضد الاستفتاء على الدستور، والمخططات الخاصة بيوم 25 يناير المقبل، وأن مخطط ضرب الشرطة والعمل على انهيارها لن يتكرر مرة أخرى.

اللواء شفيق ذكر أن هناك تعاونا أمنيا مصريا مع دول عربية عديدة حاليا، في مقدمتها السعودية والإمارات والكويت واليمن، بشأن رصد هذه المخططات، خاصة أن الإخوان عقدوا اتفاقات مع تنظيم القاعدة، وأن وفودًا منهم ذهبوا سرا إلى باكستان لمقابلة وسطاء لنقل واستلام رسائل من قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

مدير مصلحة الأمن العام أشار إلى أن الإخوان طلبوا من الجماعة الإسلامية إسقاط مطلبهم بشأن عودة الشيخ عمر عبد الرحمن، بعد أن ظلوا يرفعون هذا المطلب كثيرًا واعتصموا بالقرب من محيط السفارة الأمريكية بالقاهرة لشهور طويلة، لأنهم لا يريدون إغضاب الإدارة الأمريكية حاليا، وأن يخسروا تعاطفها وتأييدها لهم فتم إسقاط هذا المطلب.
الجريدة الرسمية