سمير وسندباد وميكي.. مجلات من الزمن الجميل
"سمير وسندبات وميكى وطرزان وسوبر مان ونمرود وقمر زاد.. إلخ"، إنها مجموعة من الشخصيات الخيالية التي أثرت في ملايين الأطفال وشكلت شخصيتهم ونَمَّت خيالهم، إنها شخصيات ربما لن يتذكرها الآن سوى من تزيد أعمارهم عن 40 عاما حيث كانت تشكل محورا أساسيا في طفولتهم، مؤكد أنهم لن ينسوه مهما مرت السنوات عليهم.
كانت مجلات الأطفال في تلك الفترة تمثل عاملا هاما جدا في تنشئة الأطفال، ويعتمد عليها أولياء الأمور في توسيع خيال أطفالهم وجعلها حلقة وصل -يُطمئن إليها- بين الطفل والعالم الخارجى، على العكس هذه الأيام حيث الإهمال الشديد لأدب الطفل، ولم يعد هناك الاهتمام الكافى بأدب الأطفال ولا حتى بالمجلات التي لا تزال تصدر للطفل.
ومجلة سندباد كانت من أشهر المجلات المصرية الأسبوعية للأطفال كانت تصدر كل خميس، صدر أول عدد منها في عام 3 يناير 1952 صدر آخر عدد منها في يوليو 1960.
وتعد "سندباد" أول مجلة أطفال عربية قام بتأسيسها ورئاسة تحريرها الأديب محمد سعيد العريان، وكانت توزع في جميع الدول العربية، وكانت قصص المجلة تصاغ بأسلوب أدبي راقٍ ومشوق جدًا.
كانت المجلة تحرص على نشر قصة عربية وقصة من الأدب العالمي المترجم وكانت تظهر فيها العديد من القصص المسلسلة التي تنشر في عدد من الحلقات، ومن أهم شخصيات المجلة التي أثرت في جيل كامل من الأطفال "سندباد" الفتى الذي تحمل المجلة اسمه، نراه ومعه صرة وعصا ومنظارا، يواصل البحث عن أبيه الشهبندر، "نمرود" كلب سندباد الذي يرافقه دائمًا، "قمر زاد" أخت سندباد ذات الملامح الجميلة.
أما مجلة سمير فهي مجلة مصرية أسبوعية للأطفال تصدر أسبوعيًا عن دار الهلال المصرية منذ عام 1956 ميلادي، وتقدم المجلة نفسها بأنها "للأعمار من 8 حتى 88".
صدر العدد الأول من مجلة سمير في 15 أبريل 1956 الموافق 4 رمضان 1375 عن دار الهلال المصرية وبه 16 صفحة ملونة من القطع الكبير وبسعر قرشين، ثم زاد عدد الصفحات إلى 24 والسعر بنصف قرش مع العدد 52 آخر السنة الأولى للمجلة.
وتشتهر المجلة بأنها قدمت بعض سلاسل الكوميكس لأول مرة للغة العربية مثل "تان تان" و"نادية" و"جلال" (Tarna) وبوباي وباغز باني، وشخصيات ديزني التي ظهرت في 1958 في أعداد خاصة قبيل تأسيس مجلة ميكي لدار الهلال.
كما أنها تميزت بالقصص المصورة محلية الإنتاج المنشورة بها مثل "سمير وتهته" و"باسل الكشاف الشجاع" و"بوبي" و"بسبس" و"الأسطى فالح".
وشارك في عدد منها رسامون محليون مثل بهيجة (جيجا توماسيان)، ورسامون عالميون مثل برني من فرنسا وهيرانت "هارون" من أرمينيا، ومن شخصيات المجلة المؤثرة في الأطفال "سمير، وسميرة، ودينا، وزيكو زكى، والبواسل، وجحا".
وميكى هي مجلة مصورة تصدر أسبوعيا بترخيص من شركة والت ديزني، وتصدر بعدة لغات، وقد كانت تصدر في مصر منذ عام 1959 عن دار الهلال ثم توقفت عن إصدارها في عام 2003 بسبب مشاكل مع ديزني وأعادت إصدارها دار نهضة مصر في شهر يناير 2004.
بعد ظهور متقطع لميكي ماوس في مجلة سمير منذ عددها الثالث، بدأ صدور مجلة مستقلة في 17 أبريل 1958 بشخصيات ديزني مع 5 أعداد خاصة مجلة سمير تحت عنوان "سمير يقدم ميكي"، حيث اتفقت دار الهلال مع شركة والت ديزني على نشر القصص الخاصة بشخصيات ديزني.
و كان صدور العدد الأول لمجلة ميكي بشكلها المتعارف عليه بتاريخ 1 يناير 1959 مرة كل شهر، ثم مرة كل أسبوع بدءا من العدد 36 في 1961، لتواصل صدورها حتى 2003، وترأست تحريرها نادية نشأت أحد أصحاب دار الهلال (وقد سبق لها تقديم تان تان للعربية لأول مرة في مجلة سمير) ثم عوضتها في المنصب منذ 1966 نائبتها عفت ناصر حتى العام 2002.
اعتمدت المجلة في البداية الأسماء الأجنبية لكنها عربت اسم العم دهب منذ أول ظهور له بالمجلة، كما نشرت عدة قصص متنوعة أجنبية وعربية، تميزت منها قصص ميكي المرسوم من قبل رسامين عرب، وأبرز أول المجهودات "ميكي.. مسحراتي عبر الزمن" من تأليف مجدي نجيب ورسوم محمد التهامي في مجلة ميكي عدد 346 لرمضان 1967.
كان يتخلل كل شهر إصدار المجلة تحت مسمى "سوبر ميكي" حيث كان العدد يحوي صفحات وأبواب أكثر، ومع بداية كل شهر "ميكي جيب" الموجهة أكثر نحو القصص الإيطالية.
توقف نشر مجلة ميكي لدار الهلال بعد 44 سنة عند العدد 2188 بعد سحب ديزني للترخيص، وذلك بسبب خلافات حول جودة الطبعة، بعد أن تم حصر حقوق النشر في مصر فقط في حين تتولى دور أخرى النشر في المغرب العربي (دار فرنسية) والخليج.
ومن أشهر شخصيات المجلة "ميكى، وبطوط، وعم دهب".