التليجراف: واشنطن تخذل حلفاءها.. ولا مكان للأصدقاء القدامى لأمريكا.. نظام مبارك وضع البيض في السلة الأمريكية ليجده فاسدًا.. سياسة أوباما سبب وجود القاعدة بالشرق الأوسط.. والرئيس الأمريكي واعظ «نر
انتقدت صحيفة التليجراف البريطانية السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه حلفاء الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذه السياسة سبب رئيس في وجود تنظيم القاعدة بمنطقة الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى كلمة أوباما في حفل تأبين الزعيم الراحل نيلسون مانديلا وطلبه كيف يمكن أن يكون شخصا جيدا، داعيا كل شخص أن يسأل نفسه هذا السؤال واستفادة كل فرد من تجاربه الشخصية، مؤكدا أن زعماء اليوم في حاجه للوحدة والدفاع عن العدالة والسلام.
ورأت الصحيفة أن نغمة خطاب أوباما تنسجم مع أدائه منذ بداية رئاسته وإلقاء خطاب في عام 2009 في القاهرة عن الإسلام، وهذا يجعلنا نسأل عن السياسة الخارجية لأوباما وما أنتجته حتى بعد فوات الأوان.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة فقدت حلفاءها في الشرق الأوسط، المملكة العربية االسعودية والأردن ودول الخليج وتركيا وإسرائيل، والشعور الموجع لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك في مصر الذي وضع كل بيضه في السلة الأمريكية ليجده في النهاية "بيضا فاسدا"، ما جعل الحلفاء القدامي للولايات المتحدة يشعرون بالخذلان وفقدان الحميمية التي كانت من قبل، فضلا عن الحلفاء الآسيويين وشعورهم أنهم بدون حماية كافية بعد تصاعد قوة الصين وشراء الصين للقارة الأفريقية.
ونوهت الصحيفة عن تقلص دور المملكة البريطانية المتحدة في ظل صعود العلاقات الأمريكية في المنطقة، وشعورها بالحرج بسبب قضية ادوار سنودن ما يقلص العمل الاستخباراتي المستمر منذ عام 1946.
ولفتت الصحيفة إلى صعود بعض الأنظمة الجديدة وموقف أمريكا تجاهها مثل مصافحة أوباما للرئيس الكوبي راؤول كاسترو خلال حفل تأبين مانديلا على الرغم من العداء طويل الأمد بين الدولتين، وموقف واشنطن من الرئيس بشار الأسد واستفادته من الموقف الأمريكي مؤخرًا، والنظام الإيراني والتوصل لاتفاق في جنيف حيث ينظر لروحاني على أنه جورباتشوف إيران بعد رؤية إيران لمدة 35 عاما للولايات المتحدة بأنها الشيطان الأكبر.
وانتقدت الصحيفة اتفاقية جنيف لأنها لا تمنع إيران من تقدم برنامجها النووي وإنما تعمل على إعاقته فقط ووقف العقوبات عن طهران، وبعض المدافعين عن السياسة الأمريكية يرون أنها تعمل على نزع فتيل التوتر في العالم وتخلق جوا من المصالحة، ولكن السياسة الأمريكية تسببت في انتشار العنف باستخدامها الطائرات بدون طيار في باكستان ونتيجة لذلك انتقل تنظيم القاعدة في المساحات الشاغرة سياسيا مثل سوريا واليمن وأجزاء من المغرب العربي، وتحول تنظيم القاعدة لطرف قوي على رأس هذه الدول، فضلا عن إبقاء أوباما معتقل جوانتانامو مفتوحا حتى الآن على الرغم من المفترض أنه كان سيغلق في عام 2010.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الغرب غير الأمريكيين في حالة ذهول بسبب ما يحدث وأرادوا الاتفاق مع ما قام به أوباما ولكن لم يتفقوا إزاء ما قام به أوباما وخاصة بعد برنامج أوباما كيري، ودفع روسيا والصين وإيران لأخذ المساحة الشاغرة للفراغ الأمريكي في المنطقة ما يؤكد أن باراك أوباما واعظ بليغ نرجسي مثل النسر الأصلع الذي يرمز لقوة بلاده ويخشي استبدال هذه القوة ما جعل دورها يتضاءل تدريجيا.