حسنة الفضائيات الوحيدة.. لامؤاخذة "الفَشْخَة"!
تعلمنا منذ نعومة أظفارنا حتى المشيب، أن مقومات وحدتنا نحن العرب، مقومات حصرية لا تتوافر لأقوام أخرى على ظهر البسيطة.
قالوا لنا إن اللغة والثقافة والعادات والتقاليد والتاريخ والجغرافيا، من شأنها أن تجعل من وحدة الشعوب العربية عملية أسهل من شكة الدبوس، ويصبح فى إمكان المواطن العربى المحظوظ أن يتناول إفطاره فى الربع الخالى، ويلحق ركعتى الظهر أو يخطف قدَّاساً بالقاهرة، ثم يطير حمامة إلى الدار البيضاء لتناول العشاء وضرب حجرين معسل تفاح حتى آخر السهرة.
ورغم ذلك.. طار حلم الوحدة "على الأرض" كما طار فى الهوا شاشى وانت ماتدراشى..ياجدع!.. ثم جاءتنا على طبق من ذهب فرصة تحقيق الوحدة "عبر السماوات المفتوحة" بالفضاء الإلكترونى والفضائيات، لتضعنا أمام فرصة العمر للتقارب والمودة والوئام..
لكننا أضعناها "حصرياً" كما ضاع الحب ضاع ما بين عِنْد قلب وقلب ضاع.. باستخدامها فى التحريض وتأجيج الصراعات، وصار الريموت كونترول كمدفع الآر بى جى!.
غير أن الأمانة تفرض علينا التسليم بأن الحسنة الوحيدة للفضائيات، أنها لفتت انتباهنا إلى لغة أخرى غير العربية التى نتعاطاها قراءة وكتابة منذ الصغر، وهى اللهجات العربية المتعددة التى تعد قاموساً عربياً آخر للتخاطب والغناء والغرام والوصال والهجر والشجار والسباب.. وبهذا أعادت الفضائيات تعارفنا على بعضنا البعض مرة أخرى، والأهم أنها أسهمت إلى حد كبير فى منع شرور عظيمة قد تؤدى إلى نشوب نزاعات إقليمية عربية عربية تعيد إلى الأذهان حروب المعيز والنوق، بسبب كلمة فى لهجة قد يساء فهمها.
حسنة الفضائيات هنا.. أنها هيأت المواطن العربي لقبول المفردات الواردة فى اللهجات العامية المختلفة دون حساسية أو غضب، لأن منها مالا يمكن استساغته على الإطلاق، لو كنت تجهله.
تخيل مثلاً لو سمع مواطن مصرى مواطناً لبنانياً يتحدث عن امرأة مصرية قد تكون شقيقة المصرى أو زوجته بهذه العبارة: "المَرَة أم علكة ياللى هونيك لو فشخت فشخة صغيرة لأُدَّام تصير أحسن كتير كتير" .. إدينى عقلك.. ماذا يحدث فى هذا الموقف ؟!!
بالتأكيد قد تضيع رقاب .. ولكن بعد انتشار الفضائيات العربية دخلت اللهجة اللبنانية إلى بيوتنا، وعرفنا أن كلمة "المَرَة" لفظ معتاد ومحترم عند اللبنانيين وهو نفسه لفظ "المرأة".. و"أم عِلْكَة" يعنى التى تمضغ اللبانة .. "وهونيك" يعنى "هناك" .. وقد يتصور البعض أن المصيبة الكبرى فى عبارة "لو فشخت فشخة صغيرة لأدَّام تصير أحسن كتير كتير" لكنها لا مصيبة ولا يحزنون، لأن فشخة باللهجة اللبنانية يعنى "خطوة".
وللتوضيح أكثر .. الجماعة الدراويش عندنا إذا أرادوا تبجيل أحدهم يقولون إنه "من أهل الخطوة"، أما فى لبنان فهو من أهل "الفشخة"!!.
ورغم ذلك.. طار حلم الوحدة "على الأرض" كما طار فى الهوا شاشى وانت ماتدراشى..ياجدع!.. ثم جاءتنا على طبق من ذهب فرصة تحقيق الوحدة "عبر السماوات المفتوحة" بالفضاء الإلكترونى والفضائيات، لتضعنا أمام فرصة العمر للتقارب والمودة والوئام..
لكننا أضعناها "حصرياً" كما ضاع الحب ضاع ما بين عِنْد قلب وقلب ضاع.. باستخدامها فى التحريض وتأجيج الصراعات، وصار الريموت كونترول كمدفع الآر بى جى!.
غير أن الأمانة تفرض علينا التسليم بأن الحسنة الوحيدة للفضائيات، أنها لفتت انتباهنا إلى لغة أخرى غير العربية التى نتعاطاها قراءة وكتابة منذ الصغر، وهى اللهجات العربية المتعددة التى تعد قاموساً عربياً آخر للتخاطب والغناء والغرام والوصال والهجر والشجار والسباب.. وبهذا أعادت الفضائيات تعارفنا على بعضنا البعض مرة أخرى، والأهم أنها أسهمت إلى حد كبير فى منع شرور عظيمة قد تؤدى إلى نشوب نزاعات إقليمية عربية عربية تعيد إلى الأذهان حروب المعيز والنوق، بسبب كلمة فى لهجة قد يساء فهمها.
حسنة الفضائيات هنا.. أنها هيأت المواطن العربي لقبول المفردات الواردة فى اللهجات العامية المختلفة دون حساسية أو غضب، لأن منها مالا يمكن استساغته على الإطلاق، لو كنت تجهله.
تخيل مثلاً لو سمع مواطن مصرى مواطناً لبنانياً يتحدث عن امرأة مصرية قد تكون شقيقة المصرى أو زوجته بهذه العبارة: "المَرَة أم علكة ياللى هونيك لو فشخت فشخة صغيرة لأُدَّام تصير أحسن كتير كتير" .. إدينى عقلك.. ماذا يحدث فى هذا الموقف ؟!!
بالتأكيد قد تضيع رقاب .. ولكن بعد انتشار الفضائيات العربية دخلت اللهجة اللبنانية إلى بيوتنا، وعرفنا أن كلمة "المَرَة" لفظ معتاد ومحترم عند اللبنانيين وهو نفسه لفظ "المرأة".. و"أم عِلْكَة" يعنى التى تمضغ اللبانة .. "وهونيك" يعنى "هناك" .. وقد يتصور البعض أن المصيبة الكبرى فى عبارة "لو فشخت فشخة صغيرة لأدَّام تصير أحسن كتير كتير" لكنها لا مصيبة ولا يحزنون، لأن فشخة باللهجة اللبنانية يعنى "خطوة".
وللتوضيح أكثر .. الجماعة الدراويش عندنا إذا أرادوا تبجيل أحدهم يقولون إنه "من أهل الخطوة"، أما فى لبنان فهو من أهل "الفشخة"!!.
عموماً دعونا نمسك بتلابيب التفاؤل، ونقول رغم مثالب الفضائيات، فلنعتبرها مرحلة على درب الوحدة، ولنصبر، فرحلة الألف ميل تبدأ بفشخة!.