رئيس التحرير
عصام كامل

قبل الاستفتاء


يدور جدل كبير حول الدستور لا يعجبني، فكثير من المتحدثين من أجل نعم يحشدون الناس باعتبار أن ذلك موقف لابد أن يأخذوه بعد أن تخلصنا من حكم الإحوان، وإلا سيعود الإخوان الذين يعرف أي عاقل أنهم لن يعودوا.. وعلي الجانب الآخر من يريدون من الناس أن تقول لا، فريقان: الإخوان ومن معهم وآخرون ليسوا مع الإخوان، لكن لديهم مخاوفهم من الدولة الأمنية، مخاطبة من لديهم المخاوف أهم من مخاطبة الإخوان وبالعقل، لقد حققت مصر أكبر إنجازين يمكن أن يحققهما شعب..


التخلص من دولة مبارك الدكتاتورية ودولة الإخوان الفاشية.. وهذا وحده يعطل أي دولة أمنية، والإعلام يدخل بقوة للحشد على هذا النسق الدعائي، والأفضل للإعلام في نظري هو أن يخصص ساعات من وقته لشرح المواد بدلا من الكلام الإنشائي عن أن هذا أفضل دستور، مواد الدستور كثيرة جدا وتحتاج لمن يشرحها للناس وأفضل شرح هو الذي يقارن بينها وبين مواد دستور الإخوان، بل هي الطريقة الأفضل للحشد.

أما تصور أن الحشد بالزعيق والشتيمة في الماضي فمع الوقت سيمله بعض الناس وربما لا يقولون لا، ولكن يقاطعون، وهؤلاء حتى لو كانوا قليلين يستحقون العناية، ومن ثم أيضا على الأحزاب الليبرالية التي اشتركت في وضع الدستور ألا تكتفي بالإعلان أنها ستقول نعم رغم وجود عدد من المواد لا تعجبها، لابد أن يعرف الناس المواد التي تعجبها من التي لا تعجبها ولماذا؟.. وللأحزاب مقرات في الأقاليم يمكن استغلالها في هذا النقاش العاقل..

التصويت على الدستور مسألة شخصية حقا لمن هم خارج الأحزاب، لكنها في السياسة ليست شخصية فقط إذا كان للحزب أعضاء فلابد أن يصل إليهم، لا نريد أن يقال بعد ذلك إن الناس دفعوا دفعا وقدمت لهم الإغراءات وأخذوا من أعمالهم في السيارات وغير ذلك مما يعيد إلينا ذكريات سيئة للحزب الوطني المنحل، خاصة أن أي شخص يفكر بهدوء سيكتشف أن الإقبال سيكون كبيرا لأن غالبية الناس ضجت من الشلل والإعادة في البديهيات.


ومن ثم فنتيجة التصويت بنعم مضمونة ولا يعني هذا أن من يقول لا خائن أو طابور خامس، وبالذات إذا تم شرح مواد الدستور، ففي هذه الحالة سيكون غير مقتنع في أغلبه أو صاحب رأي مختلف، ولأن أعضاء الإخوان ومن يساندهم قليلون، ولن يكون لهم تأثير كبير فالتأثير يمكن أن يأتي ممن لا تعجبه هذه الطريقة، والذي أحس بعد ثورة يناير أن عالما جديدا يمكن أن ينفتح، كذلك أتمني أن ينتهي الهحوم الذي يبدو مبرمجا على ثورة يناير والنشطاء، هذا الحديث الذي زاد إلى درجة أنه يمكن من كثرة تكراره ألا يصدقه الناس خاصة أن أحدا ممن يتهمون بالعمالة لم يقدم لأي قضية من هذا النوع، الحديث عن ثورة يناير باعتبارها مؤامرة حديث لن يجدي رغم أنه تؤلف فيه الكتب الآن.. يمكن أن يكتشف الناس سذاجته بسهولة، إن لم يكن اليوم فغدا..

نريد حديثا عن المستقبل، وأن هذه المواد الكثيرة جدا التي تبدأ تلزم الدولة بكذا وكذا، سوف تحدث في المستقبل وليس الماضي من فضلكم.
الجريدة الرسمية