رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء مجاهد الزيات وكيل المخابرات الأسبق في حوار لـ"فيتو": قطر مولت ودربت 2500 مقاتل جهادي في سوريا

فيتو

  • ليبيا والسودان وإسرائيل وقطاع غزة تشكل تهديدات الآن لأمن مصر القومي
  • أمريكا ستغير موقفها كليا من 30 يونيو فور إجراء الاستفتاء على الدستور 
  • حزب الله لاعب رئيسى فيما يجرى بسوريا الآن
  • قطع المساعدات الأمريكية لن يؤثر على المؤسسة العسكرية المصرية 
  • قطر تعتقد أنها ستبرز بدعم القوى الإسلامية لكن نفوذها بدأ يتراجع 

قال اللواء دكتور محمد مجاهد الزيــــات الوكيل الأســــبق لجهاز المخابرات العامة إن القوات المسلحة تقوم بجهود بمشاركة الأجهزة الأمنية بهدف استعادة سيناء إلى الوطن الأم مصر بعد أن احتلتها الجماعات الجهادية وتمركزت بها منذ سنوات، لافتا في حوار لـ"فيتو" إلى أن الحكومة الانتقالية بدأت خطوات جادة على مسار تنفيذ خارطة الطريق منها الانتهاء من التعديلات الدستورية المقرر طرحها على الاستفتاء خلال يناير المقبل، وأضاف أن دولة قطر قامت بتدريب مجموعات إرهابية ومولتها ودربتها ونقلتها إلى سوريا بلغ عددها نحو 2500 مقاتل، لاعتقادها أنها بدعمها للقوى الإسلامية في الربيع العربى ستبرز كقوة إقليمية رائدة في هذا السياق الإقليمى الجديد الآخذ في التشكل وإن كان النفوذ القطرى قد بدأ يتراجع مؤخرا في إطار التنافس مع النفوذ السعودى، وكشف اللواء الزيات عن تفاصيل أخرى في سياق الحوار التالى:

- كيف ترى الجهود التي تقوم بها القوات المسلحة في سيناء؟
هذه الجهود التي تقوم بها القوات المسلحة بمشاركة الأجهزة الأمنية في سيناء تستهدف إعادة سيناء إلى الوطن الأم مصر من يد الجماعات الجهادية التي تمركزت في سيناء منذ سنوات والتي تزايدت عقب ثورة 25 يناير وهو ما دفع بعض القوى الدولية خاصة إسرائيل إلى الحديث عن تدويل الأمن في سيناء، ومن جانب آخر فإن الحكومة الانتقالية بدأت خطوات جادة على مسار تنفيذ خارطة الطريق.
  
- هل هناك مخاطر تهدد الأمن القومى المصرى من دول الجوار؟
نعم هناك تهديدات ومخاطر كبيرة قادمة من دول الجوار من ليبيا والسودان وإسرائيل ومعها قطاع غزة حيث تترابط التهديدات والمخاطر القادمة من هذه الدول بصورة كبيرة، فالحدود الليبية والسودانية والتي يتم تهريب السلاح منها لمصر وجهتها الرئيسية هي سيناء وصولا إلى التنظيمات الجهادية في غزة وتقف وراء هذه العمليات قوى تمولها وبنسبة كبيرة من السلاح داخل الأراضي المصرية بما يهدد العمق المصرى، فمنذ سقوط نظام القذافى تسرب السلاح الليبى لداخل مصر بكميات كبيرة، كما أن ممارسات حماس والتنظيمات الفلسطينية الاخرى تمثل تهديدا مباشرا ضد الأمن القومى المصرى وتمثل اختراقا للحدود من خلال الانفاق وعمليات التهريب التي لا تنتهى.

- كيف ترى موقف الأشقاء الخليجيين في دعم مصر؟
السعودية والإمارات والكويت قدمت دعما مباشرا لمصر كودائع في البنك المركزى مما ساهم في تحسين الوضع الاقتصادى المصرى ومكن الحكومة من الوفاء باحتياجات المواطنين نحو تحسين المرافق والخدمات ومواصلة دعم السلع الغذائية الأساسية ومن المتوقع أن تقوم الإمارات والسعودية بضخ حزمة مالية لتحفيز الاستثمارات خلال العام المقبل لتمويل مشروعات اقتصادية واجتماعية.

- هل تعتقد أن التغيير السياسي الذي شهدته مصر بعد 30 يونيو يأخذ مساره الصحيح؟
نعم أعتقد أن هذا التغيير يأخذ مساره الصحيح على مستوياته المختلفة ولا تزال العقبة الرئيسية التي تحد من ذلك هي رفض الإخوان وحلفائهم لهذا التغيير، وهو ما أحدث نوعا من التوتر المجتمعى انعكس تاثيره بصورة كبيرة على بعض المواقف الدولية خاصة الاتحاد الأوربي الذي بادر بإعلان وقف التعاون الامنى مع مصر ووقف بعض المساعدات، كما شهد الموقف الامريكى نوعا من الارتباك حيث تراوح ما بين الاعتراف بمبررات التغيير السياسي الذي جرى بعد 30 يونيو وانتقاد هذا التغيير في اوقات أخرى ثم انتهى بإعلان تجميد جزء من المساعدات العسكرية لمصر التي لم تحصل عليها خلال العام الحالى انتظارا لما تسفر عنه تطورات السير في العملية الديمقراطية.

- هل تعتقد أن قطع المساعدات الأمريكية عن مصر قد يؤدى لخضوع مصر للضغوط الأمريكية؟
- لا لن يؤدى لخضوع مصر لأى ضغوط، كما أنه لن يؤثر على المؤسسة العسكرية المصرية، وفى تقديرى إن المؤسسة الأمريكية سوف تبادر بتغيير هذا الموقف فور إجراء الاستفتاء على الدستور وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية القادمة خاصة أن قطع المعونة يفقد الولايات المتحدة الأمريكية الكثير من نفوذها داخل مصر في ظل تراجع التأييد الشعبى للسياسة الأمريكية بصفة عامة كما أن تراجع هذا النفوذ الامريكى يفتح الباب لمراجعة مصر للكثير من الاتفاقيات واوجه التعاون والتسهيلات التي تقدمها للولايات المتحدة الأمريكية.

- إذا ما مبررات الولايات المتحدة الأمريكية في تجميد المساعدات المصرية؟
الموقف الأمريكى والأوربي كان مجمله محاولة للضغط على مصر أو على الحكومة الانتقالية بهدف اعادة دمج جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية مرة أخرى وهو ما لا يتفق مع طبيعة التطورات في مصر وعدم فهم ابعاد التغيير الذي تم في مصر.

- لكن لماذا ترغب أمريكا وأوربا في إعادة دمج الإخوان مرة أخرى في الحياة السياسية المصرية؟
من الواضح أن الموقف الأمريكى والأوربي يمكن تفسيره بأن ما أدى إليه التغيير السياسى من سقوط نظام الإخوان المسلمين قد مثل مفاجأة بالنسبة للإخوان مما يعجل بنهاية المشروع الأمريكى والأوربي في المنطة والقائم على التحالف مع قوى تيار الإسلام السياسي كقوة رئيسية قادرة على تحقيق المصالح الأمريكية والأوربية في المنطقة، وان قوى الإسلام السياسي في التقدير الغربى يمكن أن تجذب مجموعات وعناصر التطرف إلى داخل تلك الدول ومن بينها مصر وان هذا التيار قادر على احتوائها حسب وجهة النظر الأمريكية وهو ما يخفض عملياتها ضد المصالح الأمريكية والغربية بصفة عامة.

- كيف ترى الحراك السياسي الجارى في منطقة الشرق الأوسط؟
بصفة عامة يمكن القول إن الحراك السياسي الجارى في المنطقة بصفة عامة سواء في الأزمة السورية أو ما يتعلق بالتقارب الامريكى الايرانى أو المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية سوف يترك تاثيره الواضح على التحولات الجارية في منطقة الشرق الأوسط وعلى التحالفات الاقليمية الراهنة.

- يتردد أن قطر لها دور خفى فيما يحدث الآن في سوريا، كيف ترى ذلك؟
- فعلا قطر لها دور فيما يحدث الآن في سوريا حيث قامت بدعم وتمويل المنظمات الجهادية خاصة تدريب ونقل العناصر الجهادية إلى سوريا، كما أشرفت قيادات عسكرية قطرية على تدريب وتسليح مجموعات منها في المناطق المحررة على الحدود التركية وقد بلغ قوام هذه المجموعات التي مولتها ودربتها قطر ونقلتها إلى سوريا نحو 2500 مقاتل حيث تعتقد قطر أنها بدعمها للقوى الإسلامية في الربيع العربى ستبرز كقوة اقليمية رائدة في هذا السياق الإقليمى الجديد الآخذ في التشكل وإن كان النفوذ القطرى قد بدأ يتراجع مؤخرا في إطار التنافس مع النفوذ السعودى.

- إذا هل هناك دور لحزب الله في سوريا؟
بالتأكيد حزب الله له دور فيما يجرى في سوريا الآن، حيث تدرجت مشاركة حزب الله في الأزمة اللبنانية، ففى البداية أبدى تحفظه على الثورة الثورية وتبنى خطابا ينسجم مع الموقف الإيرانى المدافع عن النظام السورى ثم أعلن بعد ذلك أن دوره يقتصر عن الدفاع عن القرى الشيعية اللبنانية المقيمة في الداخل السورى من الهجمات الإرهابية إلى أن أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن انغماس حماس عسكريا في الوضع السورى يعبر عن توجه إستراتيجي هدفه عدم السماح بسقوط نظام الرئيس بشار خاصة مع تصاعد الدور العسكري لحزب الله في أكثر من موضع على الأراضي السورية وقد سيطر حزب الله على أكثر القرى السورية التي تقع غرب العاصى.
الجريدة الرسمية