رئيس التحرير
عصام كامل

الجعفري: الأزمة السورية نتاج تآمر سياسي خارجي فاضح

مندوب سوريا الدائم
مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري

أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الأزمة الإنسانية العاصفة التي تمر بها بلاده لم تكن بفعل الكوارث الطبيعية ولا بفعل التغير المناخي بل حدثت بتآمر سياسي خارجي فاضح استهدف الإنسان والمجتمع السوري.


وأشار الجعفري في كلمة له خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة حسبما أفاد موقع (شام برس) اليوم الجمعة إلى أن الأنظمة والدول التي تتباكى على أوضاع السوريين الإنسانية وتعمل على تقديم مشاريع قرارات تستنهض فيها همة الدول الأعضاء لاستعداء الحكومة السورية أو لتقديم التبرعات الإنسانية للسوريين على حد قولها ترفض هي نفسها تقديم أية مساعدات إنسانية أو أي تمويل لنشاطات الأمم المتحدة في هذا الصدد بل هي تقدم بسخاء مليارات الدولارات لتمويل وتسليح وتدريب المجموعات الإرهابية - على حد قوله.

وتابع الجعفري يقول "إن المجموعات الإرهابية التكفيرية، قامت بذبح مئات السوريين في مدينة عدرا العمالية التي تقع بين دمشق وحمص وهي ذاتها كانت قد ذبحت المئات غيرهم في دير عطية وقارة ومعلولا منذ بداية الأسبوع، لذا فإنه من المخجل والفاضح أن تواصل أنظمة الدول الكارهة لسوريا تمويل ودعم الإرهاب المنظم ذي الصبغة الطائفية والذي يمتهن قتل الناس على أساس انتمائهم الطائفي وكل ذلك يجري في وقت تعرف فيه جميع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن الأمم المتحدة قد أدانت جرائم الإبادة أيا كان نوعها في العشرات من قراراتها ذات الصلة".

وأضاف الجعفري أنه من المحزن فعلا أنه ما زال يحلو للبعض في هذه المنظمة الدولية أن يضفي على تلك المجموعات التكفيرية الإرهابية التي تمولها الممولة صفة المعارضة أو يسميها "المعارضة" علما أنها مدرجة على قائمة الإرهاب في مجلس الأمن، مؤكدا أن أنه لا يمكن الحديث عن تلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا دون التطرق لما تتعرض له الحكومة السورية من ضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية هائلة وأهمها التدابير القسرية الاقتصادية الأحادية الجانب المفروضة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي والجامعة العربية على الشعب السوري منذ بدء الأزمة.

وألمح الجعفري إلى إن الحكومة السورية وافقت على فتح ثلاثة مكاتب فرعية إضافية للأمم المتحدة ليصل عدد المراكز الأممية الرئيسة إلى ستة مراكز تقوم بتغطية مختلف مناطق سوريا كما سمحت الحكومة بوصول المساعدات الإنسانية مباشرة عبر المعابر الرئيسة الرسمية مع كل من لبنان والأردن والعراق وكنتيجة مباشرة لهذا الإجراء تم فتح جسر جوي لطائرات الشحن الأممية المحملة بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى محافظة الحسكة عبر العراق وذلك بعد أن منعت المجموعات الإرهابية المسلحة إيصال أي مساعدات إنسانية إلى تلك المحافظة عن طريق البر خلال الشهرين الماضيين.

وشدد الجعفري على أن حل الأزمة الإنسانية في سورية لا يتم من خلال التحامل السياسي ولا عبر النظر بعين واحدة لما يجري ولا من خلال توجيه البعض النقض إلى الحكومة السورية التي تقوم بعمل جبار ومجهودات هائلة لمساعدة شعبها بل يكون من خلال وقف تمويل الإرهاب ورعايته والتقيد الصارم والنزيه بمبادئ تقديم المساعدات الإنسانية وأولها القرار 46 على 182 ومن خلال العمل الجاد للدول والهيئات المانحة في تقديم ما وعدت بتقديمه من مساعدات غير مشروطة ومن خلال العمل على رفع التدابير القسرية الاقتصادية الأحادية الجانب.
الجريدة الرسمية