الببلاوي بطل قومي
نحن على يقين أن وزارة الدكتور حازم الببلاوي قد عرضت على طوب الأرض وأنه وفريقه الوزاري من أشجع الرجال لأنهم اختاروا عندما كانت الرؤية ضبابية أن يتحملوا المسئولية بإرادتهم وأستطيع القول إنهم عندما اختاروا ذلك كان اختيارهم قرارا بطوليا سنعرف قدره كلما مرت بنا الأيام وأعلم تمام العلم أن الأداء الوزاري رغم تفاوته إلا أنه حتى تاريخه ووسط حالات التشكيك والتخوين يعد أداءً مُرضيًا إلى حد بعيد.
ورغم كل ما تقدم فإن أهم قرار يمكن لمجلس الوزراء أن يدخل به التاريخ لم يُتخذ بعد وإن هذا القرار كفاه أن يصبح علامة مهمة في تاريخ مصر وتاريخ هذه الحكومة وإن اتخاذه الآن وليس غدًا هو بمثابة ثورة جديدة تعد من ثمار ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وإن إصداره في هذا التوقيت هو إكرام لشهداء مصر الأبرار وشهادة حق للأجيال التي صنعت الثورة ودرع واقية للأجيال القادمة.. هذا القرار يا سيادة رئيس الوزراء هو اعتبار جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيا.
وليس صحيحًا أنك بحاجة إلى حكم قضائي، فما نراه يوميا لا يحتاج إلى تمحيص وتفحيص وتفعيص فالذين قتلوا السادات لم يكن قد صدر حكم باعتبارهم جماعة إرهابية وعندما أعلنت مصر حربها ضد الإرهاب لم تكن بحاجة إلى حكم قضائي يمنحها القدرة على محاربة الإرهاب ولم تنتظر مصر رضا الغرب أو الشرق لتعلن للعالم كله أنها تخوض حربًا نيابة عن البشرية كلها.
الذين قتلوا جنودنا وهم صائمون وهتفوا الله أكبر ليسوا بحاجة إلى حكم قضائي يمنحهم لقب إرهابيين والذين أركعوا أبناءك في سيناء أثناء عودتهم من إجازتهم وقتلوهم كالخراف لست بحاجة إلى محكمة تقول لك إن القتلة إرهابيون والذين قتلوا مريم في الوراق واخترقت رصاصاتهم قلب محمد في العمرانية لست بحاجة إلى قاض ليقول لك إنهم إرهابيون.
الذين أشعلوا النيران في جامعاتنا ووجهوا أسلحتهم لقلوب الطلاب والعباد في كل مكان إرهابيون لا حاجة لك بمنصة قاض تقول لك ذلك والذين فجروا أتوبيس جنودنا على الطريق والذين فخخوا أكمنة الشرطة والذين دججوا المظاهرات بالأسلحة إرهابيون بحكم الشرع والدين والقانون.
الذين ضللوا البسطاء في رابعة والنهضة وأقنعوهم بأنهم جاءوا لتحرير الأقصى أوهموهم أن الاعتصام هنا وهناك أفضل عند الله من الطواف حول الكعبة والذين أطلقوا أناشيد الجنة والحور العين من فوق منصة الضلال والذين خدعوا الناس بنبوة محمد مرسي واختيار الرسول له إمامًا وأوهم العامة أن جبريل يحرس اعتصامهم كل هؤلاء إرهابيون لسنا بحاجة إلى محكمة تصفهم بالإرهاب.
الذين قاتلوا سيدنا "علي" كانوا إرهابيين والذين قاتلوا سيدنا عثمان كانوا إرهابيين والذين يقتلون الأطفال ويحرقون الكنائس والمساجد ويعتدون على الممتلكات العامة والخاصة والذين يحاولون اغتيال الوزراء والمواطنين ويقلبون هدوء الحياة إلى جحيم لست بحاجة إلى قاض يمنحك حق وصفهم بالإرهابيين والذين يستعدون الغرب ويتحالفون مع الأمريكان والصهاينة أشد وضاعة وخسة من الإرهابيين.
الإخوان جماعة إرهابية بقرار الشعب وما سوف تصدره ليس إلا استجابة لإرادة الشعب فأصدر القرار لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه.. أصدر القرار بجرأة نعهدها فيك.. أصدر قرارك لحماية أبنائك وتكريما لشهدائنا الذين يذهبون يوميا ضحايا الجماعة الدموية.