رئيس التحرير
عصام كامل

اعتذار للزعيم مانديلا


من حق الزعيم نيلسون مانديلا علينا الاعتذار لأن الست أم أيمن شبهت الرئيس السابق محمد مرسي به ووصفته بأنه مانديلا العرب والمسلمين!

فإن الفارق بين مانديلا ومرسي أشبه بالفارق بين السماء والأرض بل إنه ليس هناك أساسا وجه للمقارنة بينهما بالمرة.


مانديلا زعيم وطني كبير ضحى من أجل شعبه وبلده.. حارب بقوة وشجاعة نظام التمييز العنصري وناضل من أجل استعادة كرامة وحرية شعبه.. وعندما ظفر بما حارب وناضل من أجله ترفع عن الانتقام ممن ظلموه وأودعوه غياهب السجون وسعى لإتمام مصالحة تاريخية حرصا على مصلحة وطنه وبلده وشعبه.

أما محمد مرسي فهو مجرد قيادي في جماعة إرهابية قادته المصادفة إلى موقع رئيس جمهورية بلد عريق ومهم بعد أن تعذر على من يسبقه في القيادة ويتحكم في أموال الجماعة أن يرشح نفسه.. وعندما استقر مرسي في مقعد الرئاسة سعى لتأسيس نظام استبدادي فاشي، ومنح نفسه سلطات وصلاحيات شبه إلهية والعياذ بالله، وتورط في قتل أبناء من شعبه وانهمك هو وقيادات جماعته في استنزاف موارد وثروات البلاد، والأخطر فرط في استقلال ومصالح بلده وأرضه.

وهكذا لا وجه للمقارنة أيضا بين زعيم وطني حاز احتراما عالميا واسعا وبين متآمر يشارك في قيادة عصابة استولت بالغش والخداع والتدليس على الحكم في البلاد.. وحتى الشبه الشكلي الوحيد بين الرجلين مانديلا ومرسي وهو معاناة السجن فإنه لا يبرر تسمية مرسي بأنه مانديلا العرب وذلك لأن مانديلا دخل السجن لأنه كان يناضل ويكافح من أجل شعبه وبهدف إنقاذه من ظلم نظام عنصري، أما مرسي فإنه دخل السجن لأنه قتل أبناء من شعبه وتنتظره اتهامات أخرى بالتجسس وخيانة بلده وتهديد أمنه القومي.. فليس كل من دخل السجن من المظاليم، المجرمون أيضا يدخلون السجون بل إن السجون صنعت أساسا لإيواء وعزل وعقاب هؤلاء المجرمين.

لذلك.. يحق علينا الاعتذار لمانديلا وشعبه وكل أحبائه في العالم، والذين يعتبرونه زعيما كبيرا ومناضلا وطنيا ضد الظلم والقهر والاستبداد.. فمن الإساءة لهذا الزعيم الكبير الذي افتقدناه أن يتم تشبيه شخص مثل محمد مرسي به.. فلا هو خان وطنه ولا تجسس عليه ولا فرط في أرضه ولا سعى للانتقام من خصومه وأعدائه مثلما حرص مرسي منذ الثاني من يوليو الماضي على الانتقام من شعبه وهو ما استجاب له إخوانه بما يمارسونه من عنف وبلطجة وإرهاب الآن..

عفوا أيها الزعيم العظيم وقد يشفع لنا قبول اعتذارنا أنك وكثيرين في العالم تدركون كم كانت دوما جماعة الإخوان كاذبة.. فهي تكذب دوما في كل ما تقوله وتفعله.. وهي جماعة أيضا احترفت في تشويه النماذج الطيبة والصالحة والإساءة للرموز.. فأنت أيها الزعيم لم تكن وحدك الذي طالته أكاذيب الإخوان، فقد سبقك الزعيم جمال عبد الناصر الذي كنت تتمنى وأنت في سجنك أن تخرج معه لتلتقي به.. بل إنهم حاولوا قتله وليس تشويهه فقط.

فهذه سمات العصابات.. وجماعة الإخوان بحكم تكوينها وأهدافها والمخططات التي تدبرها والمؤامرات التي لا تتوقف عن إقامتها هي عصابة خطيرة.. خطيرة علينا في مصر وعلى كل العالم.. ولكننا أيها الزعيم مانديلا سوف نقتص لك منها ونحن نقتص لوطننا من هذه الجماعة.
الجريدة الرسمية