رئيس التحرير
عصام كامل

المبعوث الصيني: شعرت بقوة عودة الاستقرار تدريجيًا إلى مصر

المبعوث الصيني لعملية
المبعوث الصيني لعملية السلام في الشرق الأوسط السفير ووسي كه

أعرب المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط السفير وو سي كه، عن شعوره الشخصي أثناء زيارته لمصر مؤخرا، بقوة عودة الهدوء والاستقرار تدريجيا إلى ربوع المجتمع المصري الآن، قائلا إن "أبناء مصر يملؤهم الأمل، وهم يبحثون عن طريق يناسبهم".


وقال السفير الصيني وو سي كه - في تصريحات له بمناسبة زيارته الأخيرة لمصر - إنني أشعر أيضا بأن المصريين يمضون قدما بخطى ثابتة بعد وضع خارطة الطريق السياسي، مستندا في ذلك إلى الانتهاء من صياغة مسودة الدستور في الموعد المقرر، واصفا ذلك بأنه "يكتسب أهمية رمزية".

وأضاف أنه استشعر أثناء زيارته لمصر بأن الاستفتاء على مسودة الدستور من المرجح أن يحظى بتأييد غالبية أبناء الشعب المصري، موضحا بقوله، "لاحظت أن مصر أقامت المنتدى الاستثماري المصري - الخليجي بمشاركة نحو 500 رجل أعمال ومستثمر خليجي ومصري وأجنبي، في إشارة إلى أن مصر لم تحدد خارطة طريق سياسية فحسب، وإنما تضع أيضا خارطة طريق اقتصادية موضع التنفيذ".

وأوضح أنه بعد مرور نحو ثلاثة أعوام على اندلاع المظاهرات في الشرق الأوسط، تأمل شعوب المنطقة في انتهاء الاضطرابات الاجتماعية والنهوض من حالة الركود الاقتصادي والتعثر التنموي والعيش في رغد وهناء.. مشيرا إلى أن تحقيق الاستقرار الاجتماعي والتصالح بين القوى السياسية المختلفة بات مطلبا عاما لأبناء عامة الشعب الذين تذوقوا مرارة الصراعات الداخلية.

ومن ناحية أخرى، قال المبعوث الصيني الخاص لمنطقة الشرق الأوسط إن الصين تتمسك دائما بالحل السياسي للقضية السورية وإن هذا الموقف لم يتزعزع قط حتى في أصعب أوقات الأزمة، حيث أيدت الصين وستظل تؤيد على الدوام مهمة المبعوثين المشتركين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية اللذين استعانا ببعض المبادرات المطروحة من الصين.

وأعرب عن ترحيب بلاده بمشاركة طرفي النزاع السوري والأطراف المعنية معا في مؤتمر "جنيف - 2" المقرر عقده في يناير المقبل، وأن الصين تعمل بلا كلل على إنجاح انعقاد المؤتمر والتوصل إلى اتفاق، كما تتابع عن كثب الأوضاع الإنسانية في سوريا، وقدمت ومازالت تقدم مساعدات تسهم في تخفيف معاناة الشعب السوري.

وأضاف الدبلوماسي الصيني "أكدت في خطابي أثناء منتدى حوار المنامة أننا تجاوزنا صعوبات تحديد موعد مؤتمر جنيف - 2، وسنواجه مزيدا من الصعوبات للتوصل إلى اتفاق، لكن ليس لدينا خيار آخر، فلا مفر أمامنا سوى قهر الصعوبات لإنجاح المؤتمر، وإلا لن يتحقق انتقال سياسي سلمي ولن يتم وضع حد للمأساة الإنسانية في سوريا، ولن تتوقف التداعيات السلبية الناجمة عن هذه الأزمة على المنطقة برمتها".

وحول دور الصين في دفع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أوضح المبعوث الصيني الخاص بالشرق الأوسط أن الصين بذلت جهودا دبلوماسية حثيثة في العام الراهن، حيث استضافت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو لإجراء محادثات ثنائية منفصلة، وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة مؤلفة من أربع نقاط حول الدفع من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية خلال لقائه مع الرئيس عباس، واستضافت الصين مؤتمرا أمميا لدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بنجاح.

وأشار إلى أن الصين أعلنت أمس (الخميس) أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي سيقوم بجولة شرق أوسطية يستهلها بفلسطين وإسرائيل اعتبارا من 17 ديسمبر الحالي، حيث سيتباحث مع قادة الجانبين بشأن كيفية تطبيق مبادرة الأربع نقاط التي طرحها الرئيس الصيني لحل قضية فلسطين.

وأقر الدبلوماسي الصيني وو سي كه، بوجود خلافات كبيرة بين جانبي الصراع وبأن الحل مازال يتطلب المزيد من الجهود الدولية المشتركة، مؤكدا أن الصين ستظل بذاتها على تواصل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ولن تدخر وسعها في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام.
الجريدة الرسمية