حتى لا ننسى..!!
هل نحتاج إلى تنشيط ذاكرتنا قبل أن تتحول إلى ذاكرة السمكة فتبتلع ( الصنارة ) كلما رأت ( الطعم ) فيها وتقع في يد الصياد فيبيعها أو يأكلها؟.. الحقيقة أن الإجابة نعم وبكل تأكيد لأن المعركة القائمة الآن بين الشعب المصري والجماعة أو بين الدولة والتنظيم الدولي للإخوان تعتمد على حرب معلومات وشائعات وتهويل وتهوين لكل حدث يقع على أرض الوطن فيتأثر به من لديه ذاكرة السمكة ويبتلع الطعم فيقع في أسر الصياد!!
الجماعة والتنظيم الدولي يعملان بكل طاقتهما على أن ننسى الماضي وإن كان قريبا وننظر فقط إلى الواقع الذي نمر فيه الآن.. وحتى لا ننسى علينا أن نتذكر – والذكرى تنفع المؤمنين – عدد الأصوات التي حصل عليها مرسي في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية والتي تجاوزت الـ5 ملايين صوت بقليل.. وكان هذا العدد هو أقصى حشد للجماعة بكل تنويعاتها وتفريعاتها ومريديها ومحبيها وضعاف النفوس الذين وقعوا تحت تأثير الحاجة للمال أو الطعام والعلاج المجاني..!!
وعلينا أن نتذكر أن الأصوات التي حصل عليها مرسي في الإعادة كانت 13 مليون صوت تقريبا جاءت من تحالف بعض القوى السياسية التي كانت ترفض الفريق شفيق باعتباره ممثلا للنظام القديم لأنها كانت تعيش حالة ثورية وضعتها في هذا المأزق عند الاختيار.. وجاءت من أصوات حزب النور الذي كان يؤيد " أبو الفتوح" في الجولة الأولى..
وجاءت من هؤلاء الذين يبيعون أي شيء مقابل أي شيء.. وجاءت من دعوة بعض رموز السياسة له لقاء الوعد بمنصب في السلطة عند الفوز.. وجاءت من هؤلاء الذين وقعوا فريسة القراءة الخاطئة للمشهد برمته وراهنوا على الإخوان والجماعة في نشوة النصر بإسقاط النظام.. هل نفهم أشياء من هذه الصورة؟!.. وعلينا أن نتذكر تقديرات مرسي وجماعته أثناء الحشد لثورة 30 يونيو عندما قال قياداتهم (يوم ويعدي) و( سيتظاهرون كام ساعة ويروحوا ) و( نعدهم أننا سنسحقهم في 30 يونيو ) و( أرى رءوسا قد أينعت وحان قطافها )!! وخرج الشعب في 30 يونيو كما لم يخرج شعب من قبل وطالب بالرحيل.. ورحل مرسي ورحلت جماعته إلى غير رجعة.. هل نفهم أشياء من هذه الصورة؟!
وعلينا أن نتذكر اعتصامي رابعة والنهضة وما حدث فيهما وما قالته المنصة من وعود لأنصارها وتهديد ووعيد لمعارضيها.. وكيف كانوا يفكرون في عزل المنطقة عن مصر وإعلانها منطقة محررة لا تخضع للدولة.. وكيف عقدوا اجتماعات لمجلس الشورى واتخذوا قرارات.. وكيف جلبوا الصحافة العالمية والقنوات الفضائية العالمية وصدروا للعالم صورة أنهم كل الشعب وأن ما حدث في 30 يونيو هو صور ( فوتوشوب ) صنعها خيال الانقلابيين للاستيلاء على السلطة الشرعية في البلاد.. هل نفهم أشياء من هذه الصورة؟! .. وعلينا أن نتذكر يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة وما قام به الإخوان وأنصار الجماعة من قتل وحرق وتدمير في معظم شوارع وميادين المحافظات..
علينا أن نتذكر ميداني مصطفى محمود ورمسيس.. وموقعة قسم شرطة الأزبكية ومشاهد إطلاق الرصاص العشوائي في الشوارع وفوق كوبري أكتوبر.. وعلينا أن نتذكر حجم الحشد الذي كان.. وما شكل وحجم الحشد الآن، علينا أن نتذكر حجم الاعتداءات على أقسام الشرطة ومديريات الأمن منذ بدء الاعتصام وبعد عملية الفض.. علينا أن نتذكر شهداء قسم شرطة كرداسة وأقسام الشرطة في أسوان والمنيا وبني سويف والعريش وغيرها.. وعلينا أن نتذكر حرق الكنائس ومحال ومنازل المسيحيين.. والاعتداء على الكاتدرائية كيف كان والحال الآن؟!
حتى لا ننسي علينا أن نتذكر الكثير من الأحداث والوقائع التي حدثت ووقعت منذ عزل مرسي وجماعته بثورة شعبية أيدها الجيش ووقفت إلى جانبها الشرطة.. وعلينا أن نتذكر كيف كان الحشد وكانت التهديدات وكيف كان التهديد بحرق الوطن وقتل كل المعارضين والانقلابيين.. وعلينا أن ننظر لحالنا الآن لكي ندرك أن الجماعة والإخوان يلعبان في آخر ثوان من الوقت بدل الضائع في المباراة وإن كانا يتمسكان بأمل كاذب صدرته لهما بقايا قياداتهما من الخلايا النائمة ومن هم خلف الأسوار ومن هم وراء الحدود بدعم من بعض من بالداخل من غير الوطنيين في هذا البلد، وهذا هو ما يحدث الآن في الجامعات من بعض الطلبة وسينتهي قريبا عندما تحترم إدارات الجامعات نفسها ولا تمسك العصا من المنتصف وعندما تدرك الحكومة أننا نواجه تنظيما إرهابيا يهدف إلى تعطيل الحياة وشل حركة الدولة عن الانطلاق.
لكن في كل الأحوال علينا أن نفهم أننا في وضع أفضل كثيرا من قبل ونتذكر أننا كنا في ذروة الأحداث السابقة نقول إن الدنيا خربت، والدولة تقع وتضيع وهذا لم ولن يحدث لأن مصر تمرض ولا تموت.. وحتى لا ننسى نحن نسير إلى الأمام وسيتأكد ما نفعله عندما نصوت للدستور ونقول نعم بكل قوة.. ليس من أجل الدستور فقط لكن من أجل ثورة 30 يونيو التي طوت صفحة الجماعة والإخوان، وأنهت رحلة 85 عاما من التربص بمصر.
Elazizi10@gmail.com