رئيس التحرير
عصام كامل

"معلولا" عالم بلا ضمير


"علينا أن نتعلم العيش معا كإخوة أو الموت كأغبياء"

"فى النهاية لن نذكر كلمات أعدائنا بل صمت أصدقائنا" من أقوال مارتن لوثر كنج

القيم الإنسانية، الضمير العالمى، والسلم الاجتماعى شعارات براقة رددتها دول عظمى قدمت نفسها للعالم على أنها مالكة الحرية والعدل والضمير وآمن العالم بالقيم الأمريكية باعتبارها رمزا للقيم السامية.. وبمرور الزمن استيقظنا على صدمة عنيفة فهي ليست رموزا إنما أقنعة تتبدل لحين المصالح فمات الضمير وانعدمت الأخلاق وفنى السلم الاجتماعى والدولي لتظهر أقبح ما فى الطبيعة الإنسانية وانتهازية الدول العظمى ...وشراسة الإنسان ضد أخيه الإنسان!

وسقطت مصداقية تجار الأديان ومحتكري الحقيقة الذين أساءوا لدينهم قبل غيرهم، لأنهم أقرنوا تدينهم بأعمال القتل وسفك الدماء والنحر بل الاغتصاب أيضا.. اغتصاب ظاهر واغتصاب مستتر فى نكاح جهاد.. شوهوا كل شيء وأسقطوا كل فضيلة فأساءوا للدين أيضا.

تحولت بوصلة الغرب من دول حامية للقيم إلى دول منتهكة القيم، من دول ضد الإرهاب إلى دول تعضد الإرهاب والأسوأ أنها تعضد المغتصبين السارقين الذابحين للمسالمين ليسقط القناع الغربي وتظهر الحقائق ويكتشفها البسطاء ليلبسها قناع العار بدلا من القيم.

معلولا بلدة سورية ذات أغلبية مسيحية يقتحمها السفاحون باسم الدين ويهجمون على أديرة الراهبات ويخطفون 15 راهبة... فى عملية خزي لفاعليها وعار لمن مولهم وسلحهم.. وعالم صامت ودول عظمى فضحت ودول غربية شاهدة صامتة صمت الشيطان...

مريم فتاة مسيحية ذات الـ 15 عاما اغتصبتها جماعة أنصار الاسلام!! اغتصبوها واحد تلو الآخر 15 وحشا كاسرا مفترسا لتصاب المسكينة بالجنون ويطلقون الرصاص عليها ويغتصبون روحها بعد أن اغتصبوا طفولتها وبراءتها وقداستها.

أسرة كاملة اغتصبوا نسائها باسم الله! حاشا لله أن يكون الإنسان مغتصبا، حاشا للدين أن يحول الإنسان لمفترس، حاشا للبشر أن يتحولوا إلى وحوش باسم الدين... وآخر المطاف يلقون بالجثث فى بئر المنزل لتخرج الجثث شاهدة على تلويث الدين وحقارة تدينهم...

العار وكل العار على عالم أصبح غابة حولتها دول غربية تسير فى ركب دول عظمى، أين المانيا أين فرنسا أين انجلترا وأين؟ كل الدول فقدت قيمها وإنسانيتها ووقفت تعضد جماعات إرهابية تقتل البشر وتأكل أكبادهم وتنحر رقابهم وتغتصب فتاتهم والعالم الغربي بلا ضمير.

راهبات معلولا ومريم والعديد من الأسر السورية شاهدة على سقوط الغرب وقيمه التى تحولت من ضد الإرهاب إلى تعضيده، من قيم الشرف إلى انتهاكه ومن الحفاظ على المسالمين إلى نحرهم ومن الوقوف أمام التيارات الإسلامية الإرهابية إلى ممول بالسلاح والمال ....

العار كل العار لدول حولت القيم إلى قناع وتحولت بوصلتها من الإنسانية الى الإرهابية، ونحن نشاهد مصيبة خطف الراهبات واغتصاب الفتيات ونحر الرقاب لا نملك سوى الدعاء بالعار كل العار.

العار كل العار لشيوخ اعتلوا منابر فبدلوها من منابر تنشر العدل والحب والجمال إلى منابر ناشرة القبح والتطرف والإرهاب.

العار كل العار لشيوخ بدلا من الزود بالدين وسماحته تحولوا إلى أداة فى يد الإرهاب يساهمون في تشويه الدين بتعضيدهم لجماعات الإرهاب المتأسلمة.

العار كل العار لدول ودويلات تسير على خطى دول عظمى لتنفيذ مخطط الفوضى غير الخلاقة.

العار كل العار لقنوات تمجد الإرهاب ..

العار كل العار لنا لأننا نشاهد ونصمت ....
Medhat00_klada@hotmail.com

الجريدة الرسمية