رئيس التحرير
عصام كامل

بالصوت والصورة.. «فيتو» تواصل انفرادها بأخطر فيديو لاجتماع «شورى الجماعة».. «بديع»: القرآن لا يكفي وحده لنشر دعوتنا.. لن أتنازل عن تجاوزات «أبو الفتوح».. الرئاس

فيتو

تواصل «فيتو» نشر الفيديو الحصري الذي حصلت عليه لاجتماع مجلس شورى الإخوان بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.

وترصد «فيتو»، اليوم الجمعة، الجزء الرابع من الفيديو المسرب لأول اجتماعات مجلس شورى الجماعة في أعقاب إعلان تنحي مبارك ونقل السلطة للمجلس العسكري، ليتأكد الجميع أن جماعة الإخوان كانت لديها خطة واضحة للسيطرة على كل شيء في مصر وأخونته دون النظر لأي تيار آخر أو حتى دون النظر لمصلحة مصر نفسها.


هذا الاجتماع الذي حصلت «فيتو»، على «الفيديو» الخاص به كان بحوزة أحد أكبر قيادات الجماعة، وهو الفيديو الذي حدد فيه مجلس الشورى العام محددات العمل خلال المرحلة الانتقالية ووضح فيه إصرار الجماعة على «التمكين» والسيطرة على كل شيء، وهو آخر اجتماع عام لشورى الإخوان شهده مقر الجماعة بشارع الملك الصالح بمنطقة المنيل.

وفي الفيديو الرابع لانفراد «فيتو» يقدم الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان لمجلس شورى الجماعة «لجنة التحقيق» المعنية بالتحقيق مع كل من أهان «المرشد» من أبناء الجماعة، في إشارة إلى القيادي السابق بالجماعة «الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح»، وتحديدًا مع رفض «بديع» التنازل عن حقه وسحب شكواه، وخلال هذه الحلقة يطالب المرشد أبناء الجماعة بالتوغل في العالم العربي والإسلامي وعلى رأس ذلك مصر بنشر أفكار وتعاليم الإخوان.

«المرشد» أكد «وجود مشكلات تضرب في جذور الجماعة، وأن هناك من لا يرضى عن أدائه كمرشد». كلمات المرشد هذه جاءت بعد تطور الحديث بينه وبين "عبد المنعم أبو الفتوح"، فقال «عبد المنعم»: «في إيه يا بديع»؟ وبسبب هذه الكلمات انفعل المرشد وتفرغ بعدها لإخراج عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة وإقصائه، بحسب ما ذكره فيما بعد القيادي المنشق عن الجماعة الدكتور كمال الهلباوي.

وخلال الاجتماع، ركز «بديع» على أن له حقا لن يتنازل عنه، فيقول «بديع» عن لجنة التحقيق التي أنشأها للتحقيق في الأمر: «اللجنة - أي لجنة التحقيق مع "أبو الفتوح"- التي تشكلت الآن ووافقتم على تشكيلها، إذا عُرض شيء يحتاج فصلًا قضائيا سأُحيل إليها الأمر، لأننا أمام بعض المشكلات ومخالفات للائحة التنظيمية، وحقي الشخصي أنا متنازل عنه، لكن حق الجماعة لابد من الحفاظ عليه، مكانتها ومرشدها ومكتب إرشادها لها كل الاحترام والتبجيل من جميع الإخوان، بل من غير الإخوان».

وأخذ المرشد يضخم في الجماعة واحترام من لا ينتمون للإخوان لها، فذكر: «حتى أن أحدهم، وهو رجل لا أزكيه على الله من أشراف مكة وعميد إحدى كلياتها، قال ليّ: (والله ما فتحت باب السيارة لا لملك ولا وزير ولا أمير، لكني أفتح باب السيارة لمرشد جماعة الإخوان، احترامًا لهذه الجماعة ولقدر مرشدها»، وردد «بديع»: «لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل».

واسترسل مرشد الإخوان - المسجون حاليا- في دفاعه عن أهمية التحقيق مع من أهانه، موضحًا: «لذلك سنخرج نحن- يقصد هو- خارج دائرة أي خصومة، ولكن الخطأ سيحال إلى اللجنة ويعرض عليها وهذا ما سنرتاح إليه».

«بديع» شدد كذلك على كونه طرفًا في الخصومة التي يريد من اللجنة التحقيق فيها، فقال: «لأننا كنا في بعض الأوقات، نعم، طرفًا في القضية ويعرض علينا الأمر، كي نكون حكمًا فيها وهذا لضغوط شديدة كنتم تعلمونها، فإننا كنا نتكتم على أي مشكلة ولا نريد أن نعرضها».

وذكر في حديثه لمجلس شوري الإخوان أن هذا الاجتماع هو الأول بعد ثورة 25 يناير، فأكد: «أما والآن مجلس شوراكم.. ومن قبل انتهاء ثورة ينايـر، عندما وجدنا الفرصة متاحة لمجلس الشورى اجتمع المجلس فورًا.. لم نمنع في وقت من الأوقات اجتماع المجلس.. لا نحب أن نستأثر بمناصب مكتب الإرشاد ولا بانتزاع سلطات مجلس الشورى.. هذا أمر لا يجب أن نترفع عنه، بل نترفع حتى في التفكير فيه.. لا يليق أبدًا اخوة لكم قدموا أرواحهم ابتغاء مرضاة الله يتمنوا أن ينالوا الشهادة في هذا الطريق، أن يتصوروا أن المكتب يريد أن يأخذ سلطات مجلس الشورى ويؤثر نفسه بها».

وقال: «أنتم تعلمون إخوانكم أكثر مني، لكني أقول لكم عندما تتاح الفرصة -وها قد أتيحت- تعرض جميع القضايا وما تريدون لا أقول أن تنتزعوه، بل ما تريدونه من حقوق فهي لكم»، محاولًا بذلك السيطرة على مجلس الشورى، وأضاف: «نحن خدم في مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، وأنتم الهيئة العليا التي تدير هذه الجماعة تعرض عليكم جميع القضايا، وتقررون قراركم ونحن ننزل عليه»، مضيفًا: «لهذا أقول كل ما كنا نتمنى أن يحدث ولم نكن نستطيع أن ننفذه سترونه تباعًا وقد رأيتم بعضه حتى هذه اللحظة».

«لذلك أرجو من هذه الجماعة التي نشأت على التربية وحسن الصلة بالله وعلى طلب الآخرة الالتزام بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أصبح وهمّه همّا واحدا، وهو الله والدار الآخرة، جعل الله غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة) لهذا أقول أنتم وإخوانكم في مكتب الإرشاد وجميع الإخوة المسئولين في المكاتب الإدارية، في حاجة إلى التربية، نحتاج إليها نبعًا صافيًا ومناخًا طاهرًا.

وطالب «بديع» مجلس شورى الجماعة بنشر المفاهيم التربوية للإخوان في مصر كلها، قائلا: «نحتاج إلى معايشة تربوية.. ابحثوا عن وسائلها، وقد بدأت الجماعة تُعد نفسها ليس لكم فقط ولا لمكاتب الإخوان بل للشعب المصري كله»، مضيفًا: «وسننزل كل برامجنا التربوية والدعوية».

وأشار إلى ضرورة استخدام القناة الفضائية التي يمتلكها الإخوان «مصر 25»، فشدد: «عندما تبدأ القناة بثها، سنعرض كل ما عندنا من خير، فكل ما عندنا ما دام من قرآن وسنة ودعوة لله فهو خير ليس لمصر بل للعالم أجمع، تفضلوا هذا من عند الإخوان».

واستطرد قائلًا: «ما عندنا من مؤسسات وأقسام بل وخبرات بشرية – رجالًا ونساء أشبالا وزهرات، بجميع أقسام الجماعة وجميع أنشطتها في خدمة العالم العربي والإسلامي ومصر على رأسها، نقدمها إليه بيوت خبرة وطنية متطوعة مجانية، ولدينا دراسات لجميع المشاكل وأولاها المشاكل التربوية والأخلاقية والسلوكية، لأنه إذا وجد المواطن الصالح وجدت معه كل أسباب النجاح، لذلك كان أعداء دين الله يحطمون الخامة البشرية أول ما يحطمون، وبعدها يسهل إطاعة كل المقدرات والممتلكات».

بديع أكد للمجلس عودة الجماعة وطالب الجماعة بأن تكون روحا تتغلغل في جسد الأمة في المرحلة القادمة، فقال: «سنعود كما علمنا البنا رحمه الله.. إننا روح جديد»، متسائلًا: «فهل نحن الآن روح؟.. إن كنا الآن جسدا فلن نستطيع أن نتحرك في عروق هذه الأمة»، وردد قائلًا: «لن تستطيعوا أن تتحركوا في عروق هذه الأمة لتحيوها من جديد بالقرآن، إلا إذا كنتم الآن روحا جديدا لا فكرا أو تنظيما جديدا ولا عملا أو حزبا جديدا، أنتم روح جديد يسري في جسد هذه الأمة وهذا التعبير موفق في أن يصل لكل خلية من خلايا جسد هذه الأمة».
الجريدة الرسمية