"الغنوشي" لـ"واشنطن بوست": لدينا خلافات داخل حركة النهضة.. ارتكبنا أخطاء لكن على الشعب المقارنة بدول الجوار.."مرسي" أخفق خلال فترة حكمه لمصر.. والأزمة التونسية تنتهي خلال أسبوع
قال "راشد الغنوشي" زعيم حركة النهضة التونسية الحاكمة - الإخوان -: إن أطراف الحوار الوطني في تونس سوف تتوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع الجاري، وإلى قرار بشأن رئيس وزراء جديد، معتبرا أن مجرد الاتفاق والتوافق مع "الباجي قايد السبسي" - رئيس حزب نداء تونس، رئيس وزراء الرئيس السابق ابن علي -، سينتج عنه رضوخ باقي أحزاب المعارضة للأمر.
ونفى "الغنوشي" في حوار مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مساء اليوم الخميس، سعي النهضة إلى ضمانات لترك السلطة أو لتحصين أعضائها من الملاحقات القضائية على المخالفات التي ارتكبت خلال الفترة الماضية من حكم البلاد.
وحدد الغنوشي شروط "النهضة" لاستقالة حكومة علي العريض، المتمثلة في تسليم السلطة إلى حكومة تكنوقراط، وحصول البلاد على دستور ديمقراطي يحمي الحريات والحقوق، والشرط الثاني تحديد موعد للانتخابات، مشددا على عدم طلب الحركة لشروط شخصية تتعلق بحماية أعضاء الحكومة والنهضة بشكل عام من المحاكمات.
وكشف الغنوشي عن وجود خلافات حادة داخل الحركة بين من سماهم المتشددين والإصلاحيين، مرجعًا ذلك إلى ما اعتبره "تنازلات" تعتزم النهضة تقديمها بهدف الوصول إلى تسوية سياسية مع المعارضة.
واعترف "الغنوشي" أن حزبه لم يحقق نجاحات كبيرة على مدى العامين الماضيين، مطالبا بالتذكير بالأوضاع التي مرت بها تونس عقب سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وأن البلاد لا تزال في المرحلة الانتقالية.
وطالب الغنونشي التونسيين المقارنة بين حال بلادهم وأوضاع الشعوب في دول مجاورة طالتها ثورات الربيع العربي، مثل ليبيا وسوريا واليمن ومصر، معتبرا أن تونس تمر بمرحلة أفضل إيجابية من الدول التي ذكرها.
واتهم زعيم حركة النهضة المعارضة بـ"المبالغة" في انتقاد الأوضاع الاقتصادية بالبلاد، مضيفا: الحكومة خصصت أكثر من "خُمس" الموازنة لتطوير المناطق التي عانت في ظل الأنظمة المستبدة في إشارة إلى نظامي "بورقيبة وابن علي".
وتابع: "إذا نظرنا إلى الدستور الذي تم إعداده على مدى سنتين، نرى أنه يكرس كل قيم الثورة مثل حرية الجمعيات وحرية التعبير والمساواة للمرأة".
وفيما يتعلق بتخوفات "إخوان تونس" من تكرار السيناريو المصري، قال الغنوشي: ما فعله الجيش في مصر تمنى حدوثه بعض رموز المعارضة بتونس، لكن عقب الصدام والمجازر - بحسب زعمه - تراجع المنادون بذلك عن مطلبهم.
واعترف الغنوشي بأخطاء الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لكنه رأى أن هذه الأخطاء لا تبرر الانقلاب العسكري عليه - على حد زعمه -.
يشار إلى أن تونس تشهد أزمة سياسية حادة بين النظام والذي يمثله جماعة الإخوان وباقي أطياف المعارضة، ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى الدخول في إضراب عام بالبلاد حال لم يتم التوافق خلال الأيام المقبلة، وقبول جماعة الإخوان باستقالة حكومتها التي يرأسها علي العريض.
وشهدت تونس ترويج أنباء بشأن توافق النهضة وحزب نداء تونس والحركة الشعبية على تشكيل مجلس رئاسي مدني لإدارة المرحلة الانتقالية، والإبقاء على المجلس التأسيسي حتى الانتهاء من كتابة دستور البلاد.