مجلس الدفاع الوطنى أم الإخوانى ؟
الدماء تسيل على تراب مصر ومجلس الدفاع الوطنى يجتمع مع المتهم
الرئيسى بالقتل فى غرفة رحبة مكيفة وفى الاجتماع يتحدثون ويتشاورون ثم يخرجون
علينا ببيان مخيب للآمال، يا لضيعتكم يا من طلبت مصر منكم حمايتها فإذا بكم تجلسون
مع من تسبب فى القتل تصافحونه وتصدرون معه بياناً خفيفاً ناعماً، تسيل الدماء
أنهاراً وأنتم تجلسون تبتسمون للكاميرات، ولى أن أسأل قادة الجيش الكرام، هل
الإخوان يمسكون عليكم شيئاً ما لا نعرفه ؟ إذا كان الأمر كذلك أخبرونا حتى نفك
أسركم، أم أن الأمر له أبعاد أخرى ؟ أنا أسأل فقط وأتمنى أن يجب عن سؤالى أحد
قادتكم العظام، أجب يا وزير الدفاع، رد يا رئيس الأركان، فأنا مواطن مصرى ولى الحق
فى أن أسأل وعليكم واجب الإجابة، وإذا لم يقم أحدكم بالرد عليَّ لن يكون أمامى أى تبرير
لموقفكم المتخاذل إلا ما رواه صديقى المهندس أبو العلا ماضى منذ سنوات فى صالون
المسلمانى إذ قال وقتها وهو يتحدث عن اتجاه الإخوان للعنف " كنت عضواً
بالجماعة فى محافظة المنيا، وحين اجتمعنا بمنزل محيى الدين عيسى لتشكيل المكتب
الإدارى للمحافظة وسألنا الراحل مصطفى مشهور المرشد العام للجماعة وقتها: كيف سنصل
للسلطة؟ فقال: بالقوة، فلدينا تنظيم فى الجيش من خلاله سنحصل على السلطة ."
وقد كشف الصديق العزيز ماضى فى حواره المطول أثناء هذه الندوة والتي
كانت بعنوان «ما الذى يجرى فى جماعة الإخوان المسلمين الآن» عن وجود قيادى بنقابة
الأطباء من أصدقاء الدكتور عصام العريان ــ رفض ماضى ذكر اسمه ــ كان يجند شباباً من مصر للمشاركة فى حرب
أفغانستان فى أواخر الثمانينيات آنذاك بإذن من مصطفى مشهور، مؤكداً أنه علم بذلك
الأمر بعد عودة جثمان شاب مصرى من هناك إلى بلدته فى محافظة الشرقية، ورغم أن ثمة
قرار كان قد صدر من الجماعة فى تلك المرحلة بعدم دخول الإخوان بشكل مباشر في
العمليات القتالية بأفغانستان على حد قول أبو العلا إلا أن جثمان هذا الأخ
الشرقاوى الذى حضر قادة الإخوان جنازته كشف عن وجود تنظيم مسلح للإخوان، وعندما
تعجب التلمسانى واستنكر أن هناك تجنيداً للإخوان فى عمليات قتالية من وراء ظهره تم
التحقق عن هذه الواقعة من مكتب الإرشاد واتضح أن مصطفى مشهور هو الذى أعطى تعليمات
سرية بتدريب شباب الجماعة على العمليات القتالية وإرسالهم إلى أفغانستان .
وأضاف الصديق الحبيب أبو العلا ماضى أن كرم زهدي، القيادى بجماعة
الجهاد، قام فى أواخر السبعينيات بتدريب الشباب على استخدام السلاح فى الجبل
وتراجع بعد انكشاف أمره
.
وقد اعتبر أبو العلا ماضى فى تلك الندوة أن السيطرة الحالية «للقطبيين»
على الجماعة مؤشر خطير فى عودة العنف للجماعة قبل أوانه، ومن باب الشيء بالشيء
يذكر فإن أخى أبو العلا يومها اتهم الكثير من أعضاء الجماعة بالجهل السياسي .
فهل تنظيم الإخوان فى الجيش يثير مخاوف قيادات الجيش ؟ وهل مجلس دفاعكم هذا هو مجلس الدفاع الإخوانى ؟ أجيبونا يرحمكم الله .