إحموا قضاة الإخوان!
قبل أن تعرف مصر تنحي الحكام، عرفت منذ تاريخ طويل تنحي القضاة! هناك قضاة كثيرون يتنحون من تلقاء أنفسهم لاستشعارهم الحرج كما يقول القانون الذي يمنحهم هذا الحق في العديد من القضايا العادية وليست السياسية.. لكن تنحي القضاة في القضايا السياسية مثير للانتباه عادة والقيل والقال.. وحتى الآن تنحي قضاة أربعة عن قضايا تخص الإخوان ولذلك ثار لغط كبير حول ذلك.
وسبب اللغط أن تنحي هؤلاء القضاة جاء من أول جلسة ودون طلب المتهمين أو الدفاع عنهم رد القضاة، كما أن هذه الجلسة الأولى شهدت عادة من المتهمين خروجا على النظام وممارسة إهانة لمنصات القضاء.. وهذا أثار تخوفات لدى الرأي العام في أن ثمة ارتباط بين تنحي أربع هيئات قضائية الآن عن نظر قضايا اتهم فيها قادة الإخوان، خاصة أن الأمر لم يقتصر على تعمد الإهانة للقضاة وإثارة الشغب داخل قاعات المحاكم، وإنما امتد إلى توجيه تهديدات مباشرة صارخة للقضاة.
لقد اعتمد قادة الإخوان خطة وضمت معالمها لإفساد محاكماتهم مثلما استهدفوا إفساد الحياة على أرض بر مصر كله وأخطر ما في هذه الخطة هو ابتزاز وتهديد القضاة.. وإذا كنا انتفضنا من أجل التصدي لخطط الإخوان لشل الحياة في البلاد فإننا يجب ألا ننسي أيضا ضرورة التصدي لخطة الإخوان لإفساد محاكماتهم التي تتم الآن.
هذه المحاكمات يحب أن تتم وتنتهي طبقا لأحكام عادلة.. ولكي يتحقق ذلك يتعين أن يمارس المجلس الأعلي للقضاء ومعه وزارة العدل مسئوليتهما في حماية القضاة.. كما يتعين على القضاة أن يمارسوا صلاحياتهم في عقاب أي متهم لا يحترم المحكمة أو يخرق نظامها والقانون يخولهم ذلك.. وسوف يحدث ذلك إذا اطمأن القضاة إلى أن هناك من يوفر حماية لهم من شرور جماعة إرهابية.
