رئيس التحرير
عصام كامل

الشيوعية والإخوانية وزراعة الأفكار الشيطانية


زراعة الأفكار الشيطانية فى عقول أبناء الوطن العربى وخصوصاً مصر لم تكن فى يوم من الأيام وليدة الصدفة بل هى مخطط سياسى تنفذه جماعات معينة ومدربة تدريب جيد على تنمية وتطوير الفكرة فى بلاد منشأ الفكرة لزراعتها فى بلاد أخرى.

فالاشتراكية والشيوعية والماثونية وغيرها وصولاً إلى الإخوانية ماهى إلا أفكار للاستيلاء على دول الشرق جميعاً وتقسيمها بيد أبنائها ولصالح ورفاهية الدول العظمى بلا خسائر لها فى الأرواح وبلا حروب .

فالفكرة التى ظهرت فى بلد تطورت لكى تتوافق مع ظروف البلد المراد زراعتها فيه ومراحل البحث والتطوير مستمرة لا تتوقف فما أن تموت فكرة تولد الأخرى لتحل محلها بنفس الأهداف ولكن بشكل جديد يتوافق مع عقول وثقافة أبناء المجتمع الجديد ليتبنوها ويدافعوا عنها باستماتة.

فنجد الاشتراكية ولدت فى الاتحاد السوفيتى لأنها الحل السحرى لقمع الإقطاعيين الذين كانوا يسخرون الشعب للعمل مقابل الطعام.. فعندما قامت الثورة الحمراء ومحاربة الإقطاعيين ظهر فكر ماركس ونشره لينن ورجاله وكان الحل الاشتراكى الذى يساوى بين الناس ولا يميز بينهم وتكون الثروات للجميع والكل يعمل ولا يأخذ غير احتياجاته وكانت الاشتراكية كنظام اقتصادى هى الطريق إلى الشيوعية كديانة يدين بها الكل فالكل متساو فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه فيالها من فكرة عظيمة تعيد للمواطن الروسى كرامته فبالطبع لابد أن تقابل الفكرة بالترحيب .

وبدأت حرب نشر الفكرة عالمياً فهى فكرة وبذرة جيدة فى أرض الظلم والتخلف فى بلاد العرب الفقراء والتى كانت تعانى مما يعانيه الاتحاد السوفيتى من اتساع الفجوة بين الفقراء المعدومين والأثرياء وإن كان الاتحاد السوفيتى حينئذ أشد قهراً وظلماً.. فانتشرت الفكرة الاشتراكية فى مصر كنظام اقتصادى فقط وتبناه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وأخذت الاشتراكية مسميات كثيرة مثل الاشتراكية الإسلامية وغيرها.. ومبدأ الشيوعية كان يحارب فى مصر من قبل السلطة .

حتى كان بديلها هو عمل جماعة دينية تتوافق مع مزاج الشعب المصرى والعربى ويكون مبدأها السمع والطاعة وتربية جيل جديد ينفذ فقط بلا تفكير ما يأمر به.. وتكون مفاتيح آذانه مع قائدهم فقط يفتحها ويغلقها كما يشاء وباسم الدين وتأويلاته المتعددة لديهم يمكن الاستيلاء على عقول الشباب والنشء.. وبالتالى نحصل على نفس النتيجة وهى استعمار الدول العربية .

وكانت جماعة الإخوان المسلمين التى كان لابد لها أن تدرس كل الحركات السابقة لها وتصبح مزيحا جيدا يتوافق توافقا عقائديا مع عقول وقلوب المصريين.. وأخذه نظام عصابات المافيا وألبسته فكرا يطلقون عليه أنه إسلامى من وجهة نظرهم وهى تتبع نظام المافيا فى نظام السمع والطاعة لضمان ولاء أعضائها وتنفيذ أوامر القيادت بلا أدنى تفكير وكان الأب الروحى فى عصابات المافيا هو المرشد فى النظام الإخوانى.. وبدأت تنتشر الفكرة فى كل الدول العربية ولاقت رواجاً كبيراً حيث إنهم يطلقون على أنفسهم جماعة تُحارب لأنهم حماة الإسلام وهم من يضحون من أجل تطبيق شرع الله.. فبنفس الخديعة يتم وضع السم فى العسل .

وكانت الاغتيالات والتعذيب من وسائلهم بيد أعضائهم الذين يرون أن ما يفعلونه هو من أجل رفعة الإسلام فهم لم يقرءوا ولم يسمعوا عن الإسلام إلا من خلال قيادات الجماعة ومشايخها فقط.

وكان لابد أن يكون لهم ميليشيات وتجييش الجيوش ليصبحوا قوة تقف فى الوقت المناسب أمام الحكومات يتكلمون بقوة لأن من يمولونهم دول عظمى من خلال مؤسسات ومنظمات دولية أحياناً تكون تحت مسميات مختلفة منها حقوق الإنسان.
 
حتى جاء اليوم الذى نعيش فيه بداية نهاية الإخوان عالمياً ليظهر لنا السلفيون والجماعات المنشقة عن الإخوان بديلاً لها لتؤدى دورها الجديد وما خفى كان أخطر وأعظم.. لك الله يا مصر. 
الجريدة الرسمية