رئيس التحرير
عصام كامل

النازحون السوريون من نيران الحرب إلى برد الشتاء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

خلفت حالة الطقس السيئ مشهد مأساوي في الوطن العربي، مئات آلاف من النازحين السوريين، سواء المهجرين في بلدهم أو الذين ذهبوا إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق، لا يجدون إلا العراء كمأوى لهم في مشهد مأساوي، ولازال العالم لم يحرك ساكنًا لوقف نزيف الدم السوري.

ضربت العاصفة «ألكسا» سوريا ولبنان وتفاوتت من منطقة لبنانية إلى أخرى، في بيروت وفي الشمال لبنان والبقاع والجنوب والجبل حيث تراجعت درجات الحرارة إلى مستويات منخفضة جدًا، وتساقطت الثلوج بكثافة على المرتفعات بدءا من 500 متر، وقطعت معظم الطرق الجبلية إما بسبب سماكة الثلوج وإما بفعل الجليد، وللمرة الأولى منذ عام 1992 تساقطت الثلوج على ضفاف نهر العاصي في البقاع الشمالي.

ويتوقع خبراء الأرصاد استمرار الطقس السيئ، بالترافق مع تساقط الثلوج على ارتفاع منخفض، أعلنت وزارة التربية في سوريا ولبنان عن استمرار إقفال المدارس لليوم الثاني على التوالي، وشلت الحركة أمس في مختلف الإدارات الرسمية والمؤسسات الخاصة، بينما شهدت محطات الوقود وأفران الخبز تهافتا من المواطنين، وسُجلت أعطال في التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.

وأبرز ضحايا العاصفة هم النازحون السوريون المحاصرون في خيمهم الهشة المشرعة على المجهول، وهم يواجهون الصقيع والثلوج باللحم الحي بلا غطاء، في ظل غياب المأكل والملبس، ما يهدد عشرات آلاف النازحين، خصوصا الأطفال وكبار السن، بمخاطر صحية.

تفتقر معظم خيم النازحين إلى وسائل التدفئة وغيرها من شروط مواجهة العوامل المناخية القاسية، فضلًا عن النقص في الألبسة الشتوية الضرورية، ويُخشى لاحقًا من أن يتسبب ذوبان الثلوج بتدفق المياه إلى داخل خيم النازحين مما يترتب على ذلك من أضرار كما حصل في مخيم عين الحلوة.

وأعربت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقها على آلاف النازحين السوريين الذين يعيشون في الخيم في مناطق لبنانية، وصرحت ليزا أبو خالد، من المفوضية أن المخيمات تفتقر إلى الحد الأدنى من الحماية.

الجريدة الرسمية