«الشائعات» سلاح «المحظورة» لتدمير العلاقات المصرية - الليبية.. ميليشيات الإخوان تسيطر على مصراتة.. ورئيس البرلمان الليبي يتلقى تعليماته من «الدوحة».. وسفارة طرابلس بأنقرة
خبر مقتضب نشره موقع روسي، أثار عاصفة من الجدل على الصعيد السياسي، حول قطع ليبيا للعلاقات الدبلوماسية مع مصر ومنح السفير المصري بطرابلس، مهلة 48 ساعة لمغادرة طرابلس، خاصة أنه جاء عقب حكم القضاء المصري ببراءة أحمد قذاف الدم، منسق العلاقات المصرية الليبية السابق، إبان فترة حكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافى.
توقيت تسريب الخبر، وتورط موقع روسي شهير في نشره، فتح من جديد الجدل حول دور جماعة الإخوان المسلمين بليبيا وقيامهم بدق "أسفين" يهدف إلى دخول الجارتين الشقيقتين في قطيعة ديبلوماسية.
هذا ما أكده عبدالباسط هارون، أحد الضباط المؤسسين لجهاز المخابرات الليبية، عقب ثورة 17 فبراير، والذي كشف بدوره في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن مصدر الشائعة، خرج من "مصراتة" وهى المدينة التي تسيطر عليها مليشيات جماعة الإخوان، والقائم على تدريبها هناك شخص يدعى "عبدالرحمن السويحلى" وهو شخصية بارزة محسوبة على الجماعة، وتتداول أنباء حول عرضه لاستضافة قيادات جماعة الإخوان "الهاربين" من مصر، (ربما تفسر الأقاويل أسباب هروب قيادات الجماعة إلى ليبيا تحديدا)، وما أتبع ذلك من اعتقال صفوت حجازي، ومن بعده مرشد الجماعة محمد بديع، كما ذكرت وسائل إعلام عقب فض ميدان رابعة.
العداء الذي يكنه فرع الجماعة بليبيا لم يكن في الخفاء، بل خرج إلى العلن عقب الزيارة التي قام بها علي زيدان رئيس الوزراء الليبى للقاهرة بعد ثورة 30 يونيو وقام خلالها بمقابلة الفريق عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع، والمستشار عدلي منصور الرئيس المؤقت.
الأمر الذي اعتبرته الجماعة مكيدة متعمدة ضد التنظيم، وقامت على إثر ذلك بشن حرب شعواء ضد "زيدان" عن طريق ذراعها السياسية حزب -العدالة والبناء- وسعى أعضائها بالمؤتمر الوطنى العام -البرلمان- إلى جمع توقيعات بهدف قطع العلاقات مع النظام المصري الجديد، ونجح أعضاء الجماعة وقتها في إصدار بيان للتنديد بأحداث 30 يونيو، واعتبرها انقلابا عسكريا.
ترويج الشائعات لم يكن كافيا للجماعة، وبات رئيس الوزراء الليبى على موعد مع أعمال انتقامية بل وتعرض لمحاولة اختطاف على يد عناصر "غرفة عمليات الثوار" وهى عبارة عن تجمع لمليشيات مسلحة تمولها قطر، وتلقى رعاية كاملة من "نوري بوسهمين" رئيس البرلمان الذي يعد منفذا لتعليمات الإخوان، ويتلقى التعليمات بشكل مباشر من العاصمة القطرية الدوحة.
خطة الجماعة لإعلان الطلاق بين الجارتين الشقيقتين، لم يقتصر على هذه الشائعة، بل امتد إلى ترويج أكاذيب تهدف إلى إثارة النعرات القبلية، تأليب الرأي العام ضد رئيس الحكومة، من خلال الإدعاء بطلب علي زيدان من الفريق عبدالفتاح السيسي في معاونته عسكريا، بهدف التخلص من الميلشيات المسلحة.
مكائد إخوان ليبيا ضد مصر شعبًا وحكومة لم تقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى قيام السفير عبد الرازق مختار بفتح أبواب سفارة ليبيا بإنقرة، لاستضافة أعضاء التنظيم الدولى لجماعة الإخوان، وهى المجموعة التىى تجتمع في تركيا بشكل دوري، لتدبير المكائد ورسم خارطة الفوضى بالقاهرة "انتقاما للجماعة الأم" بسبب عزل الرئيس المنتمي لها واعتقال قيادات مكتب الإرشاد.
في حين يشهد ميناء مصراتة على مدى الساعة وصول شاحنات الأسلحة التركية لتسليح الميلشيات المسلحة التي تثير الفوضى بالداخل الليبي، وينتشر شرها إلى دول الجوار بالشمال الإفريقى، لمساندة فروع الجماعة بتونس والجزائر والمغرب.