حرب "الصحون" تجتاح المدن الجامعية بالمنصورة.. طلابها منقسمون بين مبانى الإخوان ومؤيدى الجيش..مطاعمها تحولت إلى ساحة للتراشق بالأطباق..طلاب "المحظورة" يختبئون بغرفها بعد الاشتباكات بمساعدة مشرفى الأمن
تحولت المدن الجامعية من مكان آمن لسكن المغتربين إلى ساحة للصراعات السياسية والاشتباكات كأحد أشكال العنف الذي تتفنن جماعة الإخوان "المحظورة " في فرضه على الواقع المصرى وخاصة بالجامعات.
هذه الأجواء تعيشها الآن المدن الجامعية بالمنصورة بعد أن شاهدنا اشتباكات طلاب المحظورة وحرقهم للأشجار في المدينة الجامعية بالأزهر.
عدوى التقسيم التي تغذيها الجماعة المحظورة انتقلت إلى المدن الجامعية بالمنصورة التي انقسمت مبانيها إلى مبان مؤيدة للإخوان والأخرى مؤيدة للسيسى.
وأصبح من المشاهد المألوفة تراشق الفريقين بالأطباق داخل المطاعم مع تبادل الاتهامات بالكفر والردة للمخالفين لفكر الجماعة، وإغلاق غرفة التليفزيون بسبب الصراعات، وتهريب الشماريخ والمنشورات بالغرف بمساعدة المشرفين في ظل غياب الأمن.
وراء أسوار المدن الجامعية دولة أخرى داخل الجامعات المصرية تعكس الأوضاع السياسية التي يعيشها المصريون من صراعات واشتباكات وتحالفات، وجامعة المنصورة واحدة من تلك الجامعات التي تعيش الصراع السياسي المشتعل بكل تياراته داخل مدنها الخمس "جيهان والأمل وتوشكى والزهراء والجمهورية".
"فيتو" اخترقت الصراعات السياسية داخل المدن الجامعية، في البداية اختفت أي مظاهر أمنية أو تشديدات للشرطة على أبواب المدن الجامعية التي اكتفت بفرد أو فردي أمن على الأكثر على كل مدينة جامعية من المعينين من قبل إدارة المدن الجامعية.
وتسبب اختفاء الأمن في جعل المدن مخترقة من الغرباء، كما امتلأت جدران المدن الجامعية بشعارات رابعة، وانتشر جرافيتى داخل الغرف للمنتمين لجماعة الإخوان ضد الجيش والشرطة، وتعليق صور مرسي، وبنرات تطالب بمقاطعة الدستور.
وتحدثت "فيتو" مع عدد من الطلاب المقيمين بالمدن الجامعية، وأكدت إحدى الطالبات وتدعى شيماء. ع - طالبة بالصف الثالث من كلية الطب- تسكن بمدينة جيهان:" نحن نعيش هذا العام وسط نيران مشتعلة من الطالبات، فبداية العام الدراسى كان مبنى أبو بكر بـالمدينة هو المبنى الوحيد الذي تم تسكين نسبة كبيرة من الطالبات الإخوانيات فيه فنشب صدام بينهن وبين معارضيهن من أنصار السيسى بسبب الأفكار السياسية ولولا تدخل المشرفات لإنهاء تلك الاشتباكات لكانت هناك كارثة.
وأضافت أنه بعد حدوث تلك الاشتباكات للمرة الأولى تقرر فصل المبانى خوفا من الاحتكاكات، فكان مبنى أبو بكر من نصيب الإخوانيات، بينما كان مبنى عثمان بن عفان من نصيب مؤيدات الجيش والفريق السيسى، أما المبانى الأخرى فتم تركها للطلاب يفصلون أنفسهم فيعيشون داخلها غرف مؤيدة للسيىسى وأخرى إخوانية.
وأضافت أنه لم تنته الصراعات بعد تقسيم المبانى، بل ظهرت اشتباكات عنيفة في أوقات مشاهدة التليفزيون حتى قررت الإدارة إغلاق غرفة التليفزيون، وظل مكان تجمعنا إما المساجد أو المطعم وغالبا تنتهى معارك المطاعم بالتراشق بالأطباق "الصحون" ويتدخل المشرفون لإنهاء الاشتباكات.
وأكدت أنها تنتظر انتهاء العام الدراسى بفارغ الصبر ولن تكرر تجربة السكن في المدينة الجامعية مرة أخرى.
وأضافت نيرمين. ص الطالبة في الصف الأول بـكلية الآداب: فوجئت بعد دخولى المدينة بطالبات الإخوان يتقربن منى ويطلبن أن أذهب معهن للمسجد، في البداية كان الحديث عن الدين وبعدها بدأنا نذهب سويا لمساجد السلاب، وأعضاء هيئة التدريس، ودخلنا في نقاشات سياسية وأقنعننى بأفكارهن، وأن أشارك معهن في المظاهرات ضد الجيش والشرطة.
وتابعت: كنت أذهب معهن بعدها بدأت أحضر اجتماعاتهن داخل المساجد بالمدينة الجامعية ويجتمع فيها كل المنتميات للإخوان، ويحضرن للتظاهرات قبلها بيوم بعد أن تأتيهن الخطط من قياداتهن، وأعطونى بعض الكتب لأقرأها عن حسن البنا وتاريخ الإخوان وكنت مقتنعة بكل ما يقلنه لى وكنت أشارك معهن في التظاهرات وتوزيع المنشورات وكنت أخبئ المنشورات داخل غرفتى وأذهب بها إلى الجامعة وأوزعها على الطلاب ولكن عندما كنت أناقشهن في أي أمر يقلن لى عليك السمع والطاعة وهو ما كان يغضبنى.
وأضافت: "ومؤخرا تحدثت معهن عن رغبتى في الذهاب للاستفتاء والتصويت بـــ (لا) فطلبن منى أن أقاطع لكنى رفضت أن أنساق وراءهن تلك المرة مما جعل الخلاف يدب بيننا ووجدتهن انقلبن على وقاطعننى ووصل بهن الأمر حتى وصفننى بـالمرتدة، وأعيش الآن في عزلة لأن مؤيدي السيسي لا يقبلون أن يتعاملوا معى بعد أن تم حسابى على تيار الإخوان.
وداخل مدينة توشكى للطلاب أكد محمد.ج: أن طلاب الإخوان يحاولون فرض البلطجة مهددين زملاءهم وكل من يعترض عليهم وحاولنا كثيرا أن ننأى بخلافاتنا معهم إلا أنهم يرفضون، ويحاولون إثارة الفوضى بمساعدة مشرفين منتمين للجماعة.
وتابع: "هؤلاء المشرفون يقومون بكسب المؤيدين لهم باستغلال ظروف الطلاب الاقتصادية عن طريق قضاء حوائجهم من مصاريف للجامعة أو الكتب الدراسية أو التقرب لأعضاء هيئة التدريس المنتمين للجماعة، وأحيانا يتقربون للطلاب بالأقراص المخدرة مقابل الذهاب معهم في التظاهرات وتخزين المنشورات والشماريخ بالغرف.
وأضاف أحمد. أ: إن المدينة الجامعية تحولت إلى مخبأ، فعند وقوع اشتباكات بين طلاب الإخوان والأمن يقوم الطلاب بالهروب والاختباء داخل المدينة الجامعية في الغرف والدواليب، وبعد هدوء الأجواء يخرجون مرة أخرى.
ومن جانبه أكد مصدر مسئول داخل المدن الجامعية بالمنصورة على محاولة السيطرة قدر الإمكان على الأوضاع السياسية داخل المدن بحملات التوعية وأحيانا بالتهديد بالفصل لتجنب حدوث الاشتباكات المتكررة داخل المدن.