محللون فلسطينيون: زيارة كيري لإسرائيل مصيرها الفشل
استبعد محللون سياسيون فلسطينيون أن تساعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة في إنقاذ المفاوضات المتعثرة بين الجانبين الفلسطينيي والإسرائيلي.
وأشار المحللون، إلى أن كيري يحاول أن يضغط على الجانب الفلسطيني بالقبول بالمفاوضات رغم عدم تغير الأوضاع على ارض الواقع واستمرار السياسة المتعنتة والانتهاكات من جانب إسرائيل، مستبعدين أن تقبل السلطة الفلسطينية بالخطة التي جاء بها كيري.
وقال الدكتور عبد المجيد سويلم استاذ الدراسات الاقليمية بجامعة القدس أن كيري فهم من زيارته الأولى للمنطقة منذ بضعة ايام وبعد لقائه الجانب الفلسطيني أن هذه المقترحات يستحيل قبولها، فهي تعيد شرعنة الاحتلال في الاغوار لأن الفترة الزمنية المطروحة للسيطرة على الاغوار طويلة، ولا توجد أي ضمانات أن الجانب الإسرائيلي لديه جدول زمني محدد للانسحاب منها.
وأشار سويلم إلى أن التواجد الإسرائيلي على المعابر وتحكمه في مرور الأفراد والسلع تعني أن الفلسطينيين يخضعون لاحتلال "مبطن" أو غير مباشر.
وأكد سويلم أن النقطة الاهم تتمثل في عدم وجود أي علاقة ملموسة أو متفق عليها ما بين الاتفاق الأمني الذي جاء به كيري بغض النظر عن وجهة النظر الفلسطينية فيه- وبين قضايا الحل النهائي، متسائلا عما يتعلق بالقدس والاستقلال الوطني وحقوق الفلسطينيين في المياه وما إلى ذلك من القضايا المهمة.
وأوضح سويلم أن ما عرض على الجانب الفلسطيني هو القبول أولا بمسألة الأمن ثم مناقشة قضايا خرى بعد ذلك بدون أي ضمانات أو ترتيبات خاصة بقضايا الحل النهائي.
وأكد أن خطة كيري يستحيل قبولها فلسطينيا حتى لو كان الفلسطينيون في وضع صعب فيما يتعلق بموازين القوى وحتى لو كانوا لا يريدون صداما مع الولايات المتحدة، موضحا أن أهمية زيارة كيري تتمثل في أنه سيحاول رؤية ما إذا كانت الضغوط على الجانب الفلسطيني ستجدي نفعا.
وأعرب سويلم عن اعتقاده بأن كيري سيعلن بعد ذلك ويقتنع بنفسه أن العملية السياسية التي يقودها منذ عدة اشهر باءت بالفشل بشكل نهائي هذه المرة، لذلك يتعين عليه اما تعديل الخطة الخاصة به ووضعها في إطار شامل حول قضايا الحل النهائي أو سيواجه برفض فلسطيني تام لهذه الخطة.
من جانبه، استبعد اسعد تلحمي المحلل السياسي في الشئون الإسرائيلية أيضا إحراز أي تقدم للمفاوضات خلال زيارة كيري الثانية، وقال أنه على عكس لهجة التفاؤل التي غادر بها كيري المنطقة قبل ايام خلال زيارته الأولى، فإن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امام كتلة الليكود البرلمانية هذا الأسبوع وقبل ذلك كلمته عبر الفيديو لمنتدى "صابان" الأمريكي يوحي بأنه ليس في نيته التوصل إلى اتفاق.
وأوضح تلحمي أن نتنياهو ربط في كلمته لمنتدى صابان الملف النووي الإيراني بالملف الفلسطيني بقوله أنه في حال تحقيق إيران لقدرات نووية، فستفشل المفاوضات مع الفلسطينيين، وقال امام كتلة الليكود أن الجانب الإسرائيلي لا يقترب من توقيع اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، مكررا الشروط التي لا يمكن أن يقبل بها أحد من مفاوضي الجانب الفلسطيني لاسيما الشرط المتعلق بتواصل التواجد العسكري الإسرائيلي لسنوات في غور الاردن بعد قيام دولة فلسطينية إضافة إلى اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية.
ويرى تلحمي أن تشكيلة الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تتيح لنتنياهو إحراز أي تقدم في اتجاه أي حل حتى لو اراد هو ذلك، لاسيما مع وجود زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بينيت ووزير الخارجية افيجدور ليبرمان، كما أن معظم أعضاء كتلة الليكود أيضا "ليسوا اقل تطرفا من هذين الوزيرين.
بدوره، قال الدكتور محمد فهد الشلالدة استاذ القانون الدولي بجامعتي القدس والاستقلال أن الشعب الفلسطيني لا يرى أي تطورات إيجابية على الارض، فبغض النظر عن مسار المفاوضات لا تزال الممارسات الإسرائيلية من استيطان وبناء للجدار العنصري والاصرار على التحكم بمنطقة الاغوار وغيرها موجودة على ارض الواقع.
وأشار إلى أن ما تقوم به إسرائيل يعيق أي تقدم في المفاوضات وبالتالي يجب البحث عن آليات جديدة ضمن جدول زمني للضغط على إسرائيل من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والامم المتحدة من أجل الزامها بتطبيق الشرعية الدولية.
وأضاف الشلالدة أن إسرائيل وعلى عكس ما تقول لا تزال تنتهك يوميا حقوق الشعب الفلسطيني وتستمر في تهويد القدس وغيرها من الممارسات القمعية، لذا لن تجد زيارة كيري نفعا إذا استمرت هذه الافعال.
أما جورج رشماوي المحلل السياسي ومدير المركز الفلسطيني للتقارب بين الشعوب فأكد أن كيري لم يأت بجديد في المنطقة، وان محاولاته فاشلة من البداية لأنه يحاول الضغط على الفلسطينيين للقبول بهذه المفاوضات رغم عدم تغير الأوضاع.
وشدد رشماوي على ضرورة حدوث تغيير جذري في السياسة الإسرائيلية والا لن يكون هناك أي تقدم في المفاوضات في ظل اعتقالات يومية تضاف إلى القائمة الطويلة للاسرى القابعين في السجون.