رئيس التحرير
عصام كامل

شـكلك إيـه يـا ريـس؟!


وكما قرر الرئيس محمد مرسى فرض حظر التجوال بمحافظات القناة بقرار جمهورى.. هاهو يعود "فجأة" ويفوّض المحافظين فى تخفيف أو إلغاء الحظر.. استجابة للأهالى الذين عانوا بشدة، وشافوا الويل أثناء الحظر، ولم يخرجوا من بيوتهم من الساعة التاسعة مساء حتى السادسة صباحًا!!

بالطبع.. عندما قرأت وشاهدت تصريح الرئيس، لم يكن أمامى إلا شيئين، إما "الموت من الضحك"، أو "الانفجار" من كم الغباء الرئاسى.. فكيف يكون قرارًا جمهوريًا ثم يفوض المحافظين بأن يقللوه.. أو يلغوه.. أو يبلوه ويشربوا ميّته؟
سيادة الرئيس.. مَنْ الذى ضللك، وأشار عليك بهذه "الشورة المهببة"؟!.. ألا تعلم ويعلم مستشاروك أن القرار الجمهورى لا يجوز إلغاؤه أو تعديله إلا بقرار جمهورى آخر؟! هذه بديهيات لا تحتاج إلى عبقرية بقدر ماتحتاج إلى ناس "فاهمة" وليست "حافظة"!
واسمح لى يا ريس أن أسألك سؤالًا، وأتمنى أن تجيبنى عنه بصراحة - مع علمى باستحالة هذا المطلب.. هل أنت مقتنع بمحمد مرسى رئيسًا لمصر.. أم تشعر بأنك تورطت.. وأن أهلك وعشيرتك وجماعتك ضحكوا عليك وشرّبوك حاجة أصفرة، وفجأة استيقظت من نومك لتجد نفسك رئيسًا غصبًا عنك وعنا؟!
قل لى يا ريس.. شكلك إيه وأنت تفرض حالة الطوارئ، وحظر التجوال بمدن القناة، ثم لم يمض أكثر من 73 ساعة، إلا وتتراجع عنه؟ سترد بأنك استجبت لمطالب الشعب؟! سأرد عليك.. وأين كان هذا الشعب قبل أن تأخذ قرارك العشوائى، دون دراسة وإلمام بكل جوانب وأبعاد القرار، وتقدير الموقف فى ظل الظروف الآنية؟! أم أن سيادتك أصبحت مدمن اتخاذ قرارات ثم الرجوع فيها؟!
شكلك إيه يا ريس.. عندما يتحداك أهل مدن القناة أنت وجماعتك وأنصارك ووزارة داخليتك ونائبك الملاكى.. ويغيرون نمط حياتهم اليومى، فيحولون نهارهم ليلًا، وليلهم نهارًا؛ ليحرجوك وليظهروا أمام العالم كله، أن قراراتك هى والعدم سواء؟
شكلك إيه يا ريس.. وأنت تشاهد أهل مدن القناة وهم ينظمون مباريات كرة القدم فى ساعات الحظر، أطلقوا عليه "دورى الطوارئ"، و"دورى الحظر".. وشاركهم فيها أفراد من الجيش المصرى العظيم، الذى لا يثبت أن ولاءه لن يكون لحاكم أبدًا، وسيظل ولاؤه للشعب؟!
شكلك إيه يا ريس وأنت تشاهد أهالى "الغريب"، أهالى مدينة السويس الباسلة الصامدة، وهم يحرقون "دمية" شبيهة لك.. وكأنهم باتوا لا يعترفون بك.. فكيف تجعلهم يحترمون قراراتك بعد اليوم؟!
شكلك إيه يا ريس وأنت تسمع وتشاهد أهالى مدينة بورسعيد الباسلة وهم يمزقون صورك، ويرفعون الأحذية فى وجهك، ولا يأبهون بأجهزتك القمعية، فاتحين صدورهم عن شجاعة حقيقية، وليس كما فعلت يا ريس فى ميدان التحرير؟!
أرجوك يا ريس.. إن كتب الله لك البقاء رئيسًا لمصر، وتُكْمِل مدتك أن تفكر قبل أن تتكلم.. ولا تجعل لسانك يسبق عقلك.. ومش عيب يا ريس أن تستشير الناس اللى بتفهم بجد مش صبحى صالح وأمثاله.. لأن من الآخر يا ريس.. شكلك بقى وحش آخر حاجة.. وسيرتنا فى الخارج أصبحت على لسان اللى يسوا واللى ما يسواش!
الجريدة الرسمية