بابا الفاتيكان رجل المحبة والسلام.. "فرنسيس" هرب من الفاشية الإيطالية إلى الأرجنتين.. دخل الرهبنة اليسوعية وعمره 22 عاما.. تبوأ منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس.. وحصل على شخصية العام 2013
البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان هو الكاردينال خورخي كاريو بيرجوليو، تولى البابوية في 13 مارس لعام 2013، ليكون بابا الكنيسة الكاثوليكية الـ 266.
ولد فرنسيس في الأرجنتين بعاصمة بوينس آيريس من أب إيطالي هرب من الفاشية الإيطالية إلى الأرجنيتن، وكان والده يعمل في السكك الحديدية والدته ربة منزل ولديه أربعة إخوة ولم يتبق من عائلته سوي أخته ماريا إيلينا.
وكان مولد فرنسيس في 17 ديسمبر عام 1936، ودرس في المرحلة الابتدائية في مدرسة للآباء الساليزيان، والمرحلة الإعدادية كانت مدرسته متخصصة في التقنيات الكيميائية، وتابع دراسته الجامعية حاصلًا على درجة الماجستير في الكيمياء في جامعة بوينس آيرس وعمل لمدة ثلاث سنوات في إحدى المختبرات الأرجنتينية، و عندما بلغ 22 عامًا دخل الرهبنة اليسوعية، ودرس العلوم الإنسانية، ونال إجازة في الفلسفة ثم درس اللاهوت، وتبوأ منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس في عام 1998 ثم رقاه البابا يوحنا بولس الثاني سنة 2001 إلى رتبة كاردينال.
ولقد عرف عن فرنسيس حبه للموسيقى الشعبية والأفلام ورقص التانجو ومتابعة كرة القدم خاصة نادي برشلونة، وعرف أيضا عنه التقشف الذي يكاد أن يصل لحالة الزهد لرفضه السكن المخصص له كرئيس أساقفة لبوينس آيريس وعاش في منزله المتواضع.
كما اشتهر فرنسيس بمواقفه الصارمة تجاه الشذوذ الجنسي ورفضه القاطع له ورفض زواج مثلي الجنس وعمليات الإجهاض والعديد من الجرائم النكراء، واستنكر تسامح المجتمع مع الاعتداء على الأطفال ونبذ كبار السن، وعاقب البابا أحد الأساقفة، ويدعي "فرانزبيتر تيبارتز فان ايلست"، لإنفاقه 31 مليون يورور على مقر إقامته وحكم عليه بمغادرة أبرشية ليمبورج التي يرعاها بعد إجراء تحقيق معه ولن يحدد ميعاد لعودته إليه.
وعرف عن بابا فرنسيس التسامح والمحبة والدعوة لها، وفي حادثة طريفة من نوعها، انضم طفل بشكل مفاجئ إلى البابا فرنسيس خلال الاحتفال بيوم الأسرة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، الطفل صعد إلى خشبة المسرح بينما كان البابا يلقي عظته، وجلس على الكرسي وبدأ يلقي التحية، فضلا عن دعوة فرنسيس لنشر السلام في سوريا فلسطين وجميع أنحاء العالم والصلاة من أجل سوريا ولقاء البابا بالأئمة المسلمين داعيا المسيحيين والمسلمين إلى إزالة حواجز الريبة والازدراء وحثهم على الاحترام المتبادل، ومن العلامات لتواضع لبابا الفاتيكان غسل أقدام بعض الشبان المسجونين في سجون روما في عيد الفصح وكان من بين السجناء فتاة مسلمة من صربية.
ويقوم البابا فرنسيس كل سنة بغسل أقدام البسطاء تشبها بالمسيح، لأنه يقوم بهذه الخطوة من كل قلبه ككاهن وأسقف، وأن المر لا يتعلق بغسل أقدام الآخرين بل بمساعدة البعض، فإذا غضبنا على أحد فلنتجاوز الأمر كما قال فرنسيس.
لقد كسب بابا الفاتيكان حب واحترام قادة العالم وكان من بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أعرب عن حبه واحترامه للبابا فرنسيس لشعوره المتواضع وتعاطفه إزاء الفقراء، وعمله على الوحدة والحب ليس بالكلام فقط وإنما بالأفعال أيضًا.
ولقد توج بابا الفاتيكان اليوم لجهوده خلال عمله كرجل دين ومبادئه وتعاليمه التي يحاول نشرها بالحب والسلام ونبذ التفرقة والعنصرية، ليكون شخصية العام لمجلة التايم.