"أبو الفتوح" والرقص على جثة وطن ينزف!
إن صحّ ما تم تداوله عن انسحاب الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس ما يسمى بحزب "مصر القوية"، من أولى جلسات الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس الدكتور محمد مرسى، على خلفية الأحداث الأخيرة، لارتباطه بالظهور "ضيفا" فى برنامج مسائى على شاشة إحدى الفضائيات الخاصة، فإننا نكون بصدد "نماذج مريبة"، لما يسمى بـ"النخبة السياسية".
"أبوالفتوح"، لم ينسحب من الجلسة الأولى قبل انتهائها لمجرد ارتباطه بالظهور فى البرنامج، من منطلق أنه لا يصح أن يخلف وعده لمقدم البرنامج، ولكن لأنه سوف يتقاضى "غالبا" مقابلا ماليا كبيرا جراء ظهوره، أما مرسى فلن يمنحه أى تقدير مادى أو معنوى نظير حضور حواره الوهمى، باستثناء شرف الصلاة ورائه!
"أبوالفتوح"، الذى سوف يكمل عامه الستين فى شهر أكتوبر المقبل، والذى خسر فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وكان من أبرز مناصريه: حنان ترك وبلال فضل ونادر السيد، يتظاهر بأنه خرج عن سمع وطاعة كبرائه فى جماعة الإخوان المسلمين، وهى حيلة لم تنطو على كثيرين خبروا المكر الإخوانى، بدليل أن جبهة "الإنقاذ الوطنى"، رفضت انضمام حزبه إليها، حتى لا يكون عينا لسادته فى مكتب الإرشاد بالمقطم، ينقل إليهم أسرارهم، وتفاصيل اجتماعاتهم.
يتوهم "أبوالفتوح"، نفسه، سياسيا لا يشق له غبار، لمجرد انفصاله "الافتراضى" عن جماعته التى تربى فى كنفها،رغم أنه ليس له أى باع سياسى حقيقى، ولا ينسى المصريون يوم أن أساء لسياسى مخضرم مثل عمرو موسى، قبيل الانتخابات الرئاسية، وتطاول عليه تطاولا يعكس الحالة الأخلاقية التى يشبُّ عليه من ينشأون فى كنف الإخوان.
"أبوالفتوح"، ومثله كُثُر، ليسوا سوى إفراز سيئ للحالة التى خلقتها ثورة يناير، ما يؤكد أن مصر لا تملك ما يمكن تسميته "رموزا سياسية وطنية"، تدافع عن مصالح وطن ينزف، فالرجل هرع إلى البرنامج الفضائى خوفا على "السبوبة"، أما الوطن فلا قيمة له على من يتراقصون على جثته ولو كان الأمر يتعلق مثلا بـ"غزة"، لتقمص "أبوالفتوح" دور "المناضل"، ولجمع البطاطين والمواد الغذائية وقاد أتباعه إلى هناك.
من أجل ذلك وغيره، فقد "أبوالفتوح"، كل الشعبية القليلة التى اكتسبها عبر قدرته الفائقة فى التمثيل على المصريين، من خلال إساءته "المتفق عليها سلفا"، إلى جماعته التى صنعته وجعلت منه إخوانيا يغلب مصلحة غزة وأفغانستان على مصر، ويترك حوارا تصالحيا يستهدف احتواء ما يحدث فى مصر، للظهور فى برنامج فضائى.. إنها "السبوبة".
