رئيس التحرير
عصام كامل

لا يا عزيزى حمدين!


لا يمكن أن نصادر على حق أي مصري في أن يحلم بأن يكون رئيسا للجمهورية.. وبذلك لا يجب أن ينزعج أحد منا لأن المرشح السابق في انتخابات الرئاسة حمدين صباحي يفكر بل يسعي لأن يعاود التجربة مرة أخرى في الترشح في انتخابات الرئاسية القادمة التي لم يتحدد موعدها بعد، إن حمدين وحده وليس أحدا غيره هو القادر على تحديد فرص حظوظه الانتخابية واحتمالات فوزه في هذه الانتخابات، ولذلك هو وحده المؤهل لاتخاذ قرار ترشحه أو عدم ترشحه في هذه الانتخابات.. وهنا لا أميل أو أحبذ تطوع البعض بتقديم النصائح له سواء بالترشح لأنه لا يوجد غيره من جبهة الإنقاذ على الساحة، أو بعدم الترشح لصعوبة أو ربما استحالة إمكانية تكرار النتيجة الانتخابية التي سبق أن حققها في انتخابات الرئاسة السابقة لاختلاف الظروف في المرتين.


لكن في ذات الوقت ليس من المعقول أن يقول المرشح السابق إنه يفكر ويسعي للوصول إلى منصب رئيس الجمهورية لكي تصل الثورة إلى السلطة.. فلا يمكن اختصار الثورة في شخص واحد مهما كانت قيمته كبيرة ومهما كان دوره ضخما سواء في التحضير للثورة أو في فعاليات هذه الثورة.. إن هذه الثورة ملك للملايين التي خرجت لكي تطيح بحكم مستبد وفاشي.. وهذه الملايين من الجماهير هي التي ستقرر من هو الذي يمثل الثورة حقا وصدقا ومن لا يمثلها، وبالتالي لا يصح أن يسلبها أي إنسان مهما علا قدره وزاد حجم دوره هذا الحق.

يا عزيزي حمدين لو أنفقت قسطا ولو صغيرا من وقتك الذي فرغته للوصول إلى الرئاسة في مواجهة من يحاولون إجهاض تلك الثورة التي تتحدث باسمها لكان ذلك أجدي لك وللثورة معا.. فنحن الآن مطالبون بإنقاذ البلد ثم بعدها نفكر في رئاستها.
الجريدة الرسمية