رئيس التحرير
عصام كامل

"قنبلة" علاج الكبد الجديد.. والمشروع القومى العاجل!


لم تكن مفاجأة أن يكون مكتشف علاج فيروس سي الجديد المبهر من أصل مصري.. بل هو مصري هاجر طفلا بعد أن شرب وشرب من ماء النيل.. والعبقرية تجري في دماء المصريين في كل مكان..


"ريموند اسكنازي"، طفل من أب إيطالي وأم مصرية عاشوا في مصر وعاد الزوج إلي إيطاليا مصطحبا أسرته وكان "ريموند" في الثانية عشر تقريبا من العمر.. سنوات ويقرر "ريموند" استكمال دراسته في بريطانيا ليدرس الكيمياء في جامعة "باث" ومنها إلي جامعة "ييل الأكثر تخصصا" لدراسة علوم الدواء ومكافحة الفيروسات ومن هناك ظهر الـ "سوفالدي" !!

..والـ "سوفالدي"، هذا لا نبالغ إن قلنا إنه قنبلة الاكتشافات الحديثة والتي قد تمكن "ريموند" مرتاحا من الحصول علي نوبل إما في الكيمياء أو في الطب.. فالـ "سوفالدي" علاج لفيروس سي.. لكن ليس ككل العلاجات السابقة التي تحتاج إلي سنوات لتجربتها علي المرضي حتي تنتهي بالفشل.. وهو ليس ككل الأدوية السابقة التي تكون نسبة الشفاء فيها أقل من الـ 40 %.. إنما والأبحاث المؤكدة - المؤكدة - تقول إن نسبة الشفاء تصل إلي 100 % !!

نعم.. 100 %.. إنها نهاية آلام وعذاب ومأساة الملايين من مرضي فيروس سي اللعين.. العالم كله يعاني ويئن من المرض المقرف.. وفي مصر يصل عدد المرضي في بعض الإحصائيات إلي 18 مليون مريض !!! حولهم ومعهم أسر كاملة تعاني معهم ومثلهم !! ولذا.. فبحسبة بسيطة يصح أن نقول إن هذا الخبر هو الأكثر أهمية والأكثر شعبية والأكثر استدعاءً للبهجة لملايين البشر والأسر في مصر والعالم.. ولكن.. تبقي مشاكل العلاج وهي هذه المرة ليست في أعراضه الجانبية مثل كل الأدوية الأخري.. إنما في سعره الباهظ المهول.

فالـ "سوفالدي" هو العلاج المكد لكل أنواع فيروس سي.. وفي مصر الغالب هو النوع الرابع.. وهذا النوع يحتاج 12 أسبوعا لتناول العلاج يوميا وبمعدل قرص كل يوم.. لكن.. وهنا المأساة الجديدة أن القرص الواحد بألف دولار! نعم للأسف ألف دولار!! والعلبة الواحدة بها 28 قرصا ثمنها 28 ألف دولار أي ما يقترب من 200 ألف جنيه مصري!! يحتاج المريض إلي ثلاث منها!! ولما كان الشفاء هذه المرة مؤكدا.. لذا فالتضحية واجبة لإنقاذ الملايين وأسرهم.. ولما كان ذلك مستحيلا عليهم لذا فإننا ومن باب التكافل نحتاج فورا لمشروع قومي عاجل وكبير لإنقاذ هؤلاء فورا وإدخالهم إلي دائرة الأمل الكبير..

فيروس شبح مرعب وخطير.. وها هو ابن النيل المهاجر يطرحه أرضا وبالضربة القاضية.. يبقي أن نساعد من تسلل إليهم الفيروس اللعين.. هيا إلي حساب خاص.. هيا إلي جزء من ميزانية الدولة وليكن مليارا من الجنيهات يذهب فورا إليهم.. هيا معا إلي أي طريقة أو وسيلة لمنح الحياة من جديد لأبطال قاوموا المرض حتي اللحظة .. شفاهم الله وإياكم ..!
الجريدة الرسمية